دعت حملة "طلعت ريحتكم" إلى التظاهر مجددًا السادسة من مساء اليوم في وسط بيروت، وطالبت تمام سلام بالاستقالة فورًا ردًا على خطابه الأخير اليوم الذي لم يكن على قدر التوقعات، في وقت أيّد جنبلاط سلام وحذر من استغلال الحراك من قبل البعض لتعطيل المؤسسات.


إيلاف - متابعة: دعت حملة "طلعت ريحتكم" في بيان من رياض الصلح، الى تظاهرة حاشدة في السادسة من مساء اليوم، بعنوان "لا لإرهاب سلطة الفساد"، كما طالبت رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بتقديم استقالته فورًا.

جاء في بيان حملة طلعت ريحتكم الأخير: "لقد نفذ صبر المواطنين، تمام سلام استقل فورا، نطالب بالمحاسبة الفورية للمعتدين ومن يقف وراءهم، تحركاتنا السلمية موجهة ضد الطبقة السياسية كاملة والجميع يتحمل المسؤولية من دون أي استثناء بمن فيهم تمام سلام& تظاهرة اليوم الساعة ٦ ... إرحل".

وأعلنت هيئات المجتمع المدني، بعد اجتماع لها، برنامج تحركها كالتالي: التظاهر عند الساعة السادسة من مساء اليوم في ساحة رياض الصلح من أجل المحاسبة عن الارتكابات التي حصلت أمس. تظاهرة شعبية كبرى يوم الثلاثاء عند الساعة السادسة، نحو ساحة النجمة، تحت الشعارات التالية: محاسبة المسؤولين السياسيين والأمنيين عن القمع الحاصل، استقالة الحكومة واعتبار المجلس النيابي بحكم غير الموجود والدعوة الى انتخابات نيابية وفق قانون نسبي خارج القيد الطائفي لتشكيل هيئة تأسيسية لإعادة صياغة الدستور.

في السياق، أعلنت قوى الأمن الداخلي عن رمي مجموعة من المندسين مفرقعات شديدة الإنفجار على عناصر قوى الأمن الداخلي المتواجدين في ساحة رياض الصلح بهدف استفزازهم وإحداث بلبلة.

وفتح الادعاء العسكري اللبناني تحقيقا في أحداث ساحة رياض الصلح التي أسفرت عن وقوع نحو 17 إصابة في صفوف المتظاهرين، بعد إطلاق الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق التظاهرات وتحدثت قوى الأمن الداخلي عن سقوط خمسة وثلاثين جريحا في صفوفها في الصدامات بعضهم بحال خطرة.

واشتبك متظاهرون في بيروت، بسبب أزمة تراكم القمامة في الشوارع، مع رجال الشرطة، ما أدى إلى اصابة 15 شخصا على الاقل. وكان الالاف قد تجمعوا بالقرب من البرلمان وسط بيروت، في أكبر تجمع منذ بدأت الأزمة، احتجاجا على عدم جمع القمامة من الشوارع. ويأتي الاحتجاج في إطار حملة تحمل شعار "طلعت ريحتكم". واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، والطلقات المغطاة بالمطاط، ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين، بعد أن حاول بعضهم اختراق السياج الأمني.

وتشهد بيروت منذ أشهر عدة أزمة تراكم القمامة، لكنها ازدادت حدة في الشهر الماضي بعد اغلاق مكب النفايات الرئيس في بيروت. كما انتشرت تلك الأزمة في مناطق أخرى من لبنان. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة والسياسيين. وألقى بعضهم بزجاجات المياه والعابا نارية. ومع تراكم القمامة بكميات ضخمة للغاية وارتفاع درجات الحرارة في الصيف قام بعض السكان بحرق القمامة في الشوارع ما أدى إلى انبعاث غازات سامة.

وارتدى بعض الأشخاص كمامات في محاولة لحماية أنفسهم من الروائح الكريهة، بينما راح آخرون يعبرون عن غضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وحذر وزير الصحة هذا الاسبوع من أن لبنان يمكن أن يشهد "كارثة صحية كبرى".

عماد بزي:هذا الإنتصار الأول
أكد منسق حملة "طلعت ريحتكم" عماد بزي أنه أطلق سراح جميع من تم توقيفهم من المتظاهرين، مشيراً الى انه ليس هناك موقوفون، وهذا أول انتصار. وفي تصريح له، أوضح بزي أنه "وصلنا موفد من رئيس الحكومة تمام سلام، وقال لنا إن سلام يريد ان يجالس المتظاهرين"، لافتاً الى ان "موقفنا واضح لن نجالسه قبل ان تتم محاسبته".

واعتبر أن هؤلاء&الناس الذين أطلق عليهم النار لن&يرضوا أن يجالسوه، مشيراً الى ان الجهات السياسية توفد أشخاصا لتثير مشاكل، موضحاً انه معروفة الجهات التي تقف وراء هؤلاء الأشخاص.

ولفت بزي الى "اننا سننسحب من الشارع حتى ينسحب الزعران، ومن ثم سنعاود التجمع"، مشدداً على "اننا سنحمي التظاهرات أكثر من السياسيين الذين يريدون أن يركبوا هذه التظاهرة". وأوضح "أننا لم نعد نتكلم عن النفايات، بل نريد محاسبة من أطلق النار على صدور الناس".

المشنوق يقدم موعد فض العروض
أعلن وزير البيئة محمد المشنوق عن تقديم موعد فض عروض مناقصات النفايات الى بعد ظهر غد بدلًا من يوم الثلاثاء المقبل. وأوضح أنه "بناء على طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مضاعفة الجهود لتسريع عملية فض عروض المناقصات الخاصة بالنفايات على جميع الاراضي اللبنانية، وانسجاما مع التعهد الذي قطعه امام اللبنانيين في مؤتمره الصحافي بالسعي الجاد الى الخروج من حال الشلل والمراوحة والتعطيل واتخاذ قرارات حيوية تخص مصالح اللبنانيين، اتصلت باللجان الفنية العاملة على التدقيق في العروض وطلبت منها تكثيف الجهود لإنجاز مهمتها في أسرع وقت ممكن".

تمام سلام: مشكلة لبنان هي "النفايات السياسية"

&

سعد الحريري: لا للفوضى
كما أكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دعمه لموقف رئيس الحكومة تمام سلام في مؤتمره الصحافي اليوم، ودعوته الصريحة الى تفعيل عمل الحكومة، ومعالجة الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها مشكلة النفايات.

وأدان الحريري اي شكل من أشكال الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبها من محاولات استدراج البلاد الى الفوضى والمجهول. وفي بيان له، أشار إلى أنه "لا بد لنا من التذكير بأن مهمة هذه الحكومة هي تثبيت الأمن والاستقرار وتسيير شؤون الدولة في انتظار ملء الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام. والذي انعكس سلبا على مسار الدولة ككل وعلى عمل الحكومة ومهماتها في إدارة الشأن العام ومتابعة أمور الناس وتلبية حاجاتهم".

وأضاف: "نحن نعترف أن هناك تقصيرا في حل أزمة وطنية، باتت تطاول كل قرية ومدينة في لبنان، ولكن الاعتراض على مشكلة النفايات والمطالبة بحلها بسرعة شيء، والمطالبة بإسقاط الحكومة والنظام شيء آخر"، مؤكداً أن "إسقاط الحكومة يعني إسقاط آخر معقل شرعي ودخول لبنان في المجهول."، ومشدداً على أن "مشكلة النفايات لن تبقى اسيرة التجاذبات السياسية، وهي ستأخذ طريقها الى الحلول الواقعية في الأيام المقبلة، وهو ما نتمناه من خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء".

جنبلاط أيّد موقف سلام
كذلك رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط جدد موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء"، "التأييد والدعم الكامل لرئيس الحكومة تمام سلام، الذي أكد مرة جديدة في مؤتمره الصحافي، مدى تحليه بالحكمة والروية والصبر والمسؤولية، وهي صفات نحن أحوج ما نكون إليها في هذه اللحظات العصيبة التي يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة بكاملها".

وأيد "موقفه الحازم لناحية حتمية أن تكون جلسة مجلس الوزراء في أقرب وقت ممكن منتجة، ذلك أن الإستمرار بسياسة التعطيل لم يعد مقبولا تحت أي ذريعة وفي أي ظرف من الظروف. فصرخة المواطنين صرخة محقة ومشروعة، ومعالجة أسبابها لا تكون بمصادرة التحركات الشعبية لتحويلها عن أهدافها الفعلية، بل بمحاكاة تلك المطالب الحياتية والمعيشية البديهية لتأمين العيش اللائق والكريم".

أضاف: "إن انحراف هذا التحرك عن مساره الأساسي ودخول بعض القوى السياسية عليه في محاولة لركوب الموجة الشعبية، هو الذي دفع الحزب التقدمي الإشتراكي الى إعلان انسحابه منه رغم تأييده أحقية المطالب المطروحة، إلا أنه يرفض استغلال التحرك لتوسيع قاعدة الشلل والتعطيل وضرب أسس ومرتكزات النظام والإستقرار".

وتابع: "يحق لمجموعة "طلعت ريحتكم" أن ترفع الصوت إزاء تفاقم الأزمات السياسية والإجتماعية والمعيشية، ولكن حذار من استغلال قوى التعطيل لهذا التحرك خصوصا القوى التي عطلت إنتخابات الرئاسة ثم عطلت مجلس النواب وصولا إلى تعطيلها لمجلس الوزراء. فهذا الإستغلال سوف يسيء إلى الإستقرار الداخلي وإلى التحرك المطلبي على حد سواء".

&وقال: "إن موقف الرئيس سلام الحاسم لناحية محاسبة كل المسؤولين عن إطلاق النار وعدم تغطية أحد هو موقف مسؤول يستحق التقدير. إن هذه المحاسبة الضرورية لا يجوز أن تخضع لأي شكل من أشكال اللفلفة لا سيما أن ما حدث في ساحة رياض الصلح يمس بصلب النظام الديمقراطي لا سيما لناحية حرية التظاهر والتعبير التي كانت علامة مميزة للبنان في محيطه العربي والإقليمي ويجب المحافظة عليها مهما كان الثمن".

أضاف: "لكن، ومع التأكيد أن حرية التظاهر مقدسة، إلا أنها يفترض أن تبقى تحت سقف القانون، فالتعرض للممتلكات العامة والعبث بها أمر مرفوض ومسؤولية القوى الأمنية المحافظة عليها وحمايتها. وهنا، ومع التأكيد على محاسبة من أطلق النار من رجال الأمن، إلا أنه لا بد أيضا من محاسبة من تعرض للقوى الأمنية وتسبب بسقوط جرحى منهم".

وتابع: "إن الأجهزة الأمنية بذلت وتبذل جهودا إستثنائية وجبارة في حماية الإستقرار، وهي تحقق الإنجازات تلو الإنجازات وآخرها كان توقيف أحمد الأسير والشبكات التابعة له فضلا عما كشفته من مخططات إرهابية ومتفجرات وأحزمة ناسفة كان تعد للتنفيذ بهدف تخريب الوضع الداخلي. من هنا، فإنه من الواجب أيضا التنبه للأخطار المحدقة بلبنان من كل حدب وصوب وليس التفجير الذي يشهده مخيم عين الحلوة سوى أحد الأمثلة الخطيرة على تلك التحديات الصعبة".

من ناحية أخرى، رأى ان "التحذير من خطر الإنهيار الإقتصادي والمالي الذي أطلقه الرئيس سلام يتقاطع مع موقفنا الذي أعلناه في الأسبوع الفائت ونبهنا فيه إلى حراجة الوضع الذي يمر به لبنان ، وهو ما يتطلب مراجعة من كل القوى السياسية كي لا تغرق السفينة بنا جميعا".

&أخيرا، اوضح أن "عمق الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان في هذه الحقبة وحرصنا على استمرارية المؤسسات، وإصرارنا على حماية الإستقرار الداخلي والسلم الأهلي بأي ثمن ، تجعل الدخول في مناكفات وسجالات وردود مع هذا الوزير أو ذاك ، غير ذات جدوى".

جعجع للمتظاهرين: إبقوا في الشارع حتى انتخاب رئيس

&

14 آذار: للمعالجة الفورية
دعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الحكومة الى الاجتماع الفوري لمعالجة ازمة النفايات، لافتة إلى أن "التقصير وسوء الإدارة اللذين أحاطا مسألة معالجة النفايات من قبل الحكومة أمر لا مبرر له".

كما اعتبرت أن "الاعتصام السلمي الديمقراطي لحل أزمة وطنية تتمثل اليوم بأزمة النفايات شيء، والإنقلاب على النظام شيء آخر، وانها تؤيد كل مطلب حيوي يحسن حياة اللبنانيين" واعلنت "وقوفها الواضح والصريح في وجه كل من يريد ادخال لبنان في مجهول دستوري وسياسي وأمني، من خلال إسقاط الحكومة التي تمثل آخر معلم للشرعية اللبنانية"، داعية "الجميع الى انتخاب رئيس للبلاد فورا، ينقذ لبنان من الأزمة التي يتخبط بها".

وكشفت انها "ستقوم باتصالات داخل فريق 14 آذار، ومع كل الإرادات الوطنية الطيبة والصادقة من أجل حماية الدستور والدولة والشرعية اللبنانية"، مؤكدة ان "استغلال النوايا الحسنة للبنانيين من قبل أحزاب أو تيارات أو شخصيات أو حشد شعبي أمر مرفوض، وسيقف جميع اللبنانيين في وجهه، دفاعا عن الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور ووحدة المؤسسات المدنية والعسكرية".&وذكرت معلومات صحافية أن المتظاهرين في ضهر البيدر أعادوا فتح الطريق الدولية بعدما قطعوها لبعض الوقت تزامنا مع حملة طلعت ريحتكم&وتوجهوا الى بيروت للمشاركة في التظاهرة.