تصاعدت حدة الإنتقادات لوزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، فبعد الحملة التي شنها النائب وليد جنبلاط عليه، تم تسريب فيديو له يظهر مشاركة الوزير في حفل راقص.

نيويورك: لا يزال وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق يتعرض لهجمة عنيفة نتيجة استخدام القوى الأمنية العنف المفرط بوجه المعتصمين الذين احتشدوا في وسط بيروت احتجاجا على تفاقم الأزمات المعيشية والحياتية.

وكانت القوى الأمنية قد استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين أول من أمس السبت، غير أنّ المواجهات إتخذت طابعا سيئاً، يوم أمس الاحد بعد دخول من تمت تسميتهم بالمندسين الى مكان الإعتصام في وسط بيروت وإقدامهم على التعرض للقوى الامنية والمتظاهرين على حد سواء.

المشنوق يرقص

المشنوق الذي قطع رحلة خارجية من اجل العودة الى بيروت والوقوف على حقيقة ما يجري عن كثب، ظهر في شريط فيديو تم توزيعه ويظهر فيه وزير الداخلية يقوم بالرقص على انغام الموسيقى في احدى الجزر اليونانية بالتزامن مع اعتصامات ومواجهات وسط بيروت بحسب مروجيه.

وعلى الرغم من عدم التأكد من تزامن الحفلة التي ظهر فيها مع ما يشهده لبنان، غير أن المشنوق تعرض لهجوم كبير خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي التي غصت بالتعليقات المستنكرة والساخرة لظهور وزير الداخلية بهذا الفيديو.

صراع المشنوق - جنبلاط

الحملة على المشنوق لم تقف عند رواد تويتر وفايسبوك، فقد سبق لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط أن شن هجوما عنيفا داعيا إياه، " إلى التوقف عن الكذب وتقديم استقالته من الحكومة".

وقد رد مكتب وزير الداخلية على كلام جنبلاط ببيان، قال فيه "إنه يوافق الاستاذ وليد جنبلاط على ما قاله بشأن حرمة استعمال العنف في وجه المتظاهرين، لكنه لا يوافق على مغالاة الاستاذ جنبلاط باتهام الوزير المشنوق بالكذب، ويطلب اليه مراجعة نفسه قبل إطلاق عناوين عشوائية دون مسؤولية او تدقيق. خاصة ان وزير الداخلية ليس معروفا عنه انه يكذب او يتهرب من تحمل اي مسؤولية على عكس غيره من السياسيين او المسؤولين".

وأضاف مكتب المشنوق في رده "أما بشأن رحيل وزير الداخلية فمن حق الاستاذ جنبلاط ان يطالب بذلك، لكن والحمد لله، فإنه ليس هو الذي يقرر رحيل وزير او بقاءه في موقعه، الا اذا كان يعتبر أن المزايدات هي وسيلة مناسبة للعمل السياسي، ويبدو ان الاستاذ جنبلاط انضم الى حليفه في الحكومة السابقة الرئيس نجيب ميقاتي في حملته العشوائية التي لا تستند الى اي منطق سياسي عاقل او موزون كما فعل حين اندفع في تسمية ميقاتي رئيسا للحكومة متضامنا مع قوى الثامن من اذار قبل ان يستفيق مؤخرا الى خطايا القوى التي حالفها في الحكومة السابقة، وان وجود وزير الداخلية والبلديات يعتمد على ثقة الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وعلى ثقة اللبنانيين الذين سبق وعبروا بغالبيتهم العظمى عن دعمهم للوزير المشنوق في كل ما قام به منذ تسلمه الوزارة حتى الان ولا ينتظر موقف الاستاذ جنبلاط ليقرر اذا كان عليه ان يرحل او يبقى في الحكومة".

المشنوق اعتبر في بيانه " انه يتوجب على جنبلاط ان يتذكر انه اول الفاشلين مع باقي الكتل السياسية في حل أزمة النفايات، وهي أزمة وطنية، ولم يسبق ان حمله أحد من هذه القوى السياسية المسؤولية، منفردا. لذا عليه ان يتذكر ذلك ولا يحمل وزيرا دون غيره هذه المسؤولية".

حملات تعرض لها

الهجوم الذي يتعرض له المشنوق ليس الأول، فقد سبق لوزير الداخلية أن تعرض لحملة كبيرة بعد تسريب شرائط فيديو وصور تظهر قيام أفراد تابعين للقوى الأمنية بتعذيب مساجين في سجن رومية بعد إنهاء ظاهرة ما كان يسمى بإمارة الموقوفين الإسلاميين في السجن، كما تعرض لحملة أخرى بعد دعوته مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا إلى إجتماع ضم قادة الأجهزة الأمنية في لبنان لبحث مشكلة بلدة الطفيل الحدودية.