تتولى قوة عسكرية سعودية خاصة تأمين عدن من العمليات الارهابية، بينما تنصرف المقاومة إلى تنفيذ الخطة المرسومة لتحرير صنعاء من ميليشيات الحوثي وصالح.

الرياض: وصلت قوة عسكرية سعودية خاصة إلى عدن، لمشاركة الأجهزة المعنية في الحفاظ على الأمن في المحافظات اليمنية الجنوبية المحررة، وفي وضع استراتيجية واضحة للدفاع عن المدينة من هجمات الحوثيين الإرهابية، وفق ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر عسكري يمني رفيع المستوى.
&
خبراء سعوديون وإماراتيون
&
أضاف هذا المصدر: "وجود هذه القوة في هذه المرحلة غاية في الأهمية، إذ سيدعم القطاعات الحكومية في وضع خططها المستقبلية لعدن والمحافظات التابعة لها إقليميًا، إضافة إلى أن ذلك سيكرس دور المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في إكمال عمليات التحرير، من دون التراجع لتأمين المناطق المحررة".
&
وبحسب الصحيفة نفسها، أتى هذا التحرك في أعقاب ما تعرضت له عدن في الفترة الماضية من هجمات إرهابية، بحسب وصف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، والتي استهدفت مكتب محافظ عدن بقذيفة صاروخية أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين، بينهم شقيق محافظ عدن نايف البكري، تلاها انفجار هز مبنى الأمن السياسي الملاصق لمبنى تلفزيون وإذاعة عدن، وسط المدينة.
&
وكانت الحكومة اليمنية أنهت المراحل الأخيرة لإطلاق الشرطة المحلية للحفاظ على الأمن في المديريات المحررة التابعة للعاصمة عدن، بعد التحاق قرابة 4 آلاف شخص ينتمون إلى المقاومة الشعبية بها، فيما تنتظر السلطة المحلية في عدن وصول خبراء من السعودية والإمارات لتدريب الجنود في المرحلة المقبلة، وفق برامج حديثة مخصصة لتطوير قدرات الأفراد في كيفية التعامل مع الأحداث وتطبيق النظام والحفاظ على سلامة المواطنين.
&
نحو صنعاء
&
وعلمت "الشرق الأوسط" أنه سيتم إرسال إمدادات عسكرية للمقاومة الشعبية في محافظتي مأرب وشبوة، تمهيدًا لتحرك ميداني باتجاه صنعاء، تزامناً مع إعلان إقليم تهامة تأسيس ثلاثة ألوية عسكرية تحت إشراف مباشر من هادي، وذلك في تعديل للخطة العسكرية التي كانت تقضي بانقسام القوة العسكرية في محورين متلازمين للوصول إلى آخر معاقل الحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح في صنعاء: محور العند بقيادة العميد ركن فضل حسن، الذي سيقوم بتمشيط وتحرير الضالع رادفان عبر مثلث العلم وصولًا إلى تعز، التي ستكون مركزًا رئيسًا للقوة الشرعية للانطلاق منها شمالا؛ ومحور شبوة – تعز الذي يقوده العميد عبد الله الصبيحي، ثم الوصول إلى مأرب التي تبعد عن صنعاء 173 كيلومترًا.
&
وقال الصبيحي، قائد اللواء 15 وقائد عملية تحرير عدن، لـ"الشرق الأوسط": "القوة الموالية للشرعية وضعت استراتيجيتها للأيام القادمة وآلية تنفيذها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وهناك إمدادات عسكرية وصلت لعدد من الجبهات لدعمها في هذه المرحلة والتقدم بحسب الخطة العسكرية من محافظات مأرب ومحافظة شبوة باتجاه صنعاء، والمقاومة الشعبية والقوة العسكرية الموالية للشرعية تقومان بدور هام في تحرير المدن من الحوثيين، وتعملان على تحرير أكبر مساحة بدعم من طيران التحالف والإمدادات العسكرية، وأكثر ما يعيق التقدم العسكري هو الألغام المزروعة بشكل كبير في المدن"
&
شراكة بين الجيش والمقاومة
&
في إطار الاستعدادات لتحرير صنعاء، وصلت طلائع العناصر المدربة على يد قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ويقدر عددهم بـ23 ألف جندي، ومعهم آليات ومعدات عسكرية ثقيلة ومتوسطة إلى مطار صافر في محافظة مأرب.
&
وفي عدن، أعلنت فصائل في "المقاومة الشعبية الجنوبية" خلال لقاء موسَّع الاثنين، أنها وافقت على الانخراط في قوات الجيش والأمن الموالية للحكومة الشرعية اليمنية، وتحدثت عن تشكيل لجان مشتركة لوضع آلية مناسبة لدمج مسلّحيها في التشكيلات الرسمية، استجابة لتوجيهات هادي.
&
ونقلت صحيفة "الحياة" عن محمد مارم، مدير مكتب هادي في عدن، وصفه الاتفاق مع &فصائل المقاومة بأنه "تاريخي"، فيما اعتبره مراقبون بداية لطي سنوات من الصراع بين الحكومة وتلك الفصائل المطالبة بفصل جنوب اليمن عن شماله.
&
وقال مصدر في المقاومة لـ "الحياة": "الاتفاق على انضمام المقاومة إلى الجيش تم بعد عدد من الاجتماعات أفضت إلى تعزيز الجيش وقوات الأمن للجزء الجنوبي من اليمن بدعمها بقوات الشرعية وتوزيع مهماتها بين الجيش والأمن".
&
مجزرة جديدة
&
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة القصف العشوائي الذي استهدفت به ميليشيات الحوثيين وصالح الأحياء السكنية بالقرب من فندق "ديلوكس" في تعز إلى أكثر من عشرين قتيلًا، فضلًا عن عشرات الجرحى. وبحسب شهود عيان، استمرت عمليات الإنقاذ حتى ساعة متأخرة من فجر الاثنين. وقالت مصادر طبية في تعز إن بين القتلى 7 نساء و3 أطفال، وأسرتين كاملتين تسكنان أحد المنازل قضتا بالكامل.
&
وهذه هي المجزرة الثانية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في تعز خلال أيام، إذ ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في تعز الخميس الماضي، أسفرت عن مقتل 23 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا كانوا يلهون في أحد الشوارع التي استهدفها القصف.
&
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية عن مواطنين قولهم إن الميليشيات تطلق صواريخ كاتيوشا على منازل المواطنين من داخل مطار تعز الدولي شرقي المدينة، كما تطلق قذائف مضادات الطيران من تلة يقع فيها مستشفى اليمن الدولي، بعدما احتلته ميليشيا الحوثي وحولته ثكنة عسكرية.
&
تعز منكوبة
&
هذا، وقد اعلنت حكومة اليمن الشرعية مساء الإثنين محافظة تعز مدينة منكوبة، بسبب المجازر المروعة التي يتعرض لها سكانها يوميًا برصاص وقذائف وصواريخ ميليشيا الحوثي وصالح. وقد وجهت الحكومة اليمنية نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي، وفي مقدمه مجلس الأمن، تطالبه بالتدخل الفوري لانقاذ المدنيين من إبادة يتعرضون لها على أيدي الميليشيا الانقلابية، وتحمل مسؤولياته الأخلاقية، بعد أن أوغلت الميليشيا الانقلابية في اجرامها بحق المدنيين، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والتشريعات الدولية التي تؤكد حماية المدنيين أثناء الحروب.
&
وقال الدكتور عزالدين الاصبحي، الوزير اليمني لحقوق الانسان: "هذه الجرائم الممنهجة لا يمكن ان تسقط بالتقادم، وهي ترقى الى جرائم ضد الانسانية، وستقدم الحكومة رسالة بشأنها إلى مجلس الامن في نيويورك، وكذلك إلى المفوض السامي لحقوق الانسان في جنيف.&

صالح والقاعدة
&
إلى ذلك، كشف محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة للصحيفة نفسها عن قيام ضباط من فلول المخلوع علي صالح بتسريب أسلحة ثقيلة لتنظيم القاعدة في بعض المناطق. وقال العرادة: "هناك تحالف من الداخل اليمني بين صالح وتنظيم القاعدة للتمركز في مناطق معينة والسيطرة عليها والاستفادة منها، ورفض الانسحاب ومواجهة الدولة والشرعية، والسيطرة على اليمن".
&
وعلمت "الشرق الأوسط" أن مسؤولًا يمنيًا حكوميًا وصل الى المنطقة لقيادة مفاوضات بين الحكومة والمجلس الأهلي الذي يدير المكلا و"القاعدة"، لإقناع عناصر التنظيم بمغادرة المدينة.
&