عادت المفاوضات المباشرة بين إيران وثوار الزبداني، وأسفرت عن هدنة ليومين تبدأ فجر اليوم الخميس، وإخراج الجرحى من المدينة ومن قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين.
بيروت:&شهران ونيف مرّا على حملة النظام السوري وحزب الله العاصفة على الزبداني، وما تمكنا من تحقيق أي تقدم بوجه مقاومة أهالي المدينة الصامدة. حتى زرعت الزبداني أكبر شقاق في صفوف الطائفة الشيعية في لبنان بسبب تقاطر نعوش شبانها المقتولين على أبواب المدينة، التي كانت قيادة حزب الله وعدت بشار الأسد والقيادة الإيرانية بالانتهاء منها ومن كل الشريط الحدودي على سلسلة جبال لبنان الشرقية في أيام.
ونعت مواقع إعلامية تابعة لحزب الله خلال 48 ساعة الماضية كلًا من يوسف عماد محسن من الطيبة الجنوبية، وياسر علي ذينو الترشيشي من الناصرية البقاعية، ومحمد بلال إدريس من الريحان الجنوبية، ومالك رستم شمص من يحشوش الكسروانية، وحسين محمد العنقوني من مشغرة، وحسن حسين عواضة من عيترون الجنوبية، ومعظمهم عناصر في "كتيبة الرضوان"، وهي قوات نخبة حزب الله.
إخراج الجرحى
ونقلت تقارير إعلامية الأربعاء أن حركة أحرار الشام الإسلامية ووفدا إيرانيا يفاوض نيابة عن النظام السوري وحزب الله اتفقا على هدنة ليومين في الزبداني وفي قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في إدلب.
وبحسب رويترز، أعلن مصدران مطلعان على المفاوضات أن الهدنة تبدأ السادسة من صباح اليوم الخميس.
وكانت هدنة مماثلة جرت في وقت سابق من هذا الشهر في المناطق نفسها، انهارت بعد تمديدها إلى 72 ساعة.
وأعلنت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الناطقة غير الرسمية& بلسان حزب الله، أن الطرفين اتفقا على بنود عدة أولها إخراج الجرحى من الزبداني وكفريا والفوعة. وبحسب الصحيفة، سهّل قبول هذا البند عند مقاتلي المعارضة عدد الجرحى الضخم في الزبداني، وهو نحو 240 جريحاً حسب مصادر متابعة، حيث يحاصَر مقاتلو المعارضة وجرحاهم وسط المدينة ضمن مساحة كيلومتر ونصف كيلومتر مربع. ويبدأ اليوم البحث في بقية البنود في إطار تسوية شاملة، أهمها إخراج مقاتلي الزبداني ومضايا مقابل مقاتلي كفريا والفوعة المحاصرين منذ 5 أشهر.
عودة مفاوضات
وكانت إيران تدخلت مباشرةً في المسألة، بعد حصار الثوار لقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، ردًا على حصار الزبداني. وكانت مفاوضات مباشرة بينها وبين مقاتلي الزبداني لوقف القتال، باءت بالفشل.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن أحمد قرة علي، المدير الإعلامي في حركة أحرار الشام، تأكيده عودة المفاوضات بين الحركة ووفد إيراني، بغية الوصول إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية في قريتي الفوعة وكفريا ومدينة الزبداني. قال: "الحركة أكدت بعد فشل المفاوضات السابقة أنه إن تم التوصل لشيء مناسب لهم ولأهلهم، وبالتشاور مع الجميع، فإن الخيارات جميعها مفتوحة".
وكانت حركة أحرار الشام نفسها أعلنت قبل 10 أيام توقف المفاوضات مع وفد إيراني بشأن إيقاف حملة نظام الأسد وميليشيا حزب الله على الزبداني، بسبب إصرار الوفد على تفريغ الزبداني من مقاتلي المعارضة والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى. وتناقلت تقارير إخبارية أن مسألة التفاوض كانت مثار عتب أمين عام حزب الله حسن نصرالله من وزير خارجية إيران محمد ظريف حين زار لبنان أخيرًا، وأن ظريف ردّ على نصرالله متهكمًا، وذكره بمئات القتلى الذين سقطوا من الحزب من دون إحراز أي تقدم على أسوار المدينة.
عملية مفاجئة بسهل الغاب
إلى ذلك، ردّ الثوار على اغتيال المقدم جمال رعدون، قائد تجمع صقور الغاب، أحد فصائل الجيش السوري الحر، في أنطاكيا التركية، باستعادة فصائل غرفة عمليات "جيش الفتح" الأربعاء نقاطًا مهمة في سهل الغاب، سبق وأن استعادتها قوات النظام ضمن معارك كر وفر منذ أكثر من شهر.
ونقل موقع "السورية نت" عن الناشط الإعلامي من ريف حماة أحمد حاج بكري قوله إن فصائل المعارضة شنت هجومًا معاكسًا على قوات النظام في سهل الغاب في ريف حماة واستطاعت السيطرة على بلدة الزيارة وتل واسط وحاجز التنمية وبلدة المنصورة، وإن المعارك تدور في محيط بلدة خربة الناقوس ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تعد أحد الخطوط الدفاعية الأولى لمعسكر جورين، أكبر تجمع لقوات النظام في سهل الغاب، وذلك في عملية عسكرية مباغتة
تقدم في ريف إدلب
وتزامنًا مع معارك سهل الغاب، أحرز الثوار تقدمًا باتجاه مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب، واستطاع مقاتلو جبهة النصرة وفصائل أخرى من الوصول إلى أسوار المطار بعد تمهيد كثيف بالأسلحة الثقيلة على أهداف ومواقع داخله.
وأغار الطيران الحربي أكثر من 50 غارة على محيط المطار والقرى القريبة منه، في إشارة إلى تخوف النظام من سقوطه بيد المعارضة وخسارة أحد المطارات الهامة بالنسبة له، والذي يعد نقطة تربط ريف محافظة إدلب الشرقي وطريق خناصر حلب، وهو طريق الأمداد الرئيس للنظام إلى حلب.
&
التعليقات