تناقلت وسائل الإعلام الغربية تصريحات للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي توقع فيها زوال إسرائيل خلال 25 عاماً "وفي الوقت ذاته فإن الروح الجهادية الإسلامية البطلة لن تدع الصهاينة في سلام لثانية واحدة".
&
قال علي خامنئي خلال استقباله مئات من مختلف شرائح المجتمع الإيراني، الأربعاء، إن "الصهاينة اعلنوا عقب المفاوضات النووية أنهم تخلصوا من هاجس إيران خلال 25 عاما القادمة ولكنني اقول لكم اولا انكم لن تبلغوا ذلك اليوم وبمشيئة الله لن يكون هناك بعد 25 عاما شيء باسم الكيان الصهيوني، وثانيا ان روح الجهاد والنضال لن تسمح للصهاينة بان يذوقوا طعم الراحة ولو للحظة".
&
وأضاف خامنئي أن طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة بخصوص أي قضية بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في يوليو (تموز) الماضي.
وأكد المرشد الإيراني "اننا قبلنا بالتفاوض مع اميركا بالشأن النووي فحسب ولاسباب معينة، ولن نسمح بالتفاوض ولن نتفاوض مع اميركا في مجالات اخرى".
&
تعارض مع روحاني
وبدا أن تصريحات خامنئي تتعارض مع تصريحات الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي قال يوم الثلاثاء إن الجمهورية الإسلامية على استعداد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن سبل حل الحرب الأهلية السورية.
&
ونقل عن خامنئي قوله "تفاوضنا مع الولايات المتحدة بخصوص القضية النووية لأسباب معينة. تصرف الأميركيون بشكل جيد خلال المحادثات ولكننا لم ولن نسمح بالتفاوض مع الأميركيين بخصوص أي قضايا أخرى".
وقال خامنئي: "الأميركيون لا يخفون عداءهم تجاه إيران... المفاوضات أداة بالنسبة لهم للسيطرة على إيران ولفرض إرادتهم".&
وفي أعقاب الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية زارت عدة وفود دبلوماسية رفيعة من أوروبا إيران في مؤشر محتمل على ذوبان جليد فرض عزلة على إيران لمدة عقد بسبب العقوبات الدولية.
لكن لا يزال يتعين على طهران وواشنطن أن تعيدا العلاقات لطبيعتها أو تفتحا حوارا بشأن سياساتهما المتعارضة في المنطقة.
وقال تقرير لـ(رويترز) إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء 42 صوتا مؤيدا في مجلس الشيوخ للاتفاق النووي الذي يعترض عليه الجمهوريون وجماعات الضغط المساندة لإسرائيل في المجلس. ويعترض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاتفاق بقوة ويصفه بأنه تهديد لوجود إسرائيل.
&
جهود مخادعة&
وإلى ذلك، حذر خامنئي من الجهود المخادعة لاميركا للتغلغل من بعض المنافذ وقال إن الاقتصاد القوي والمقاوم والتطور العلمي المضطرد وحفظ وصيانة الروح الثورية لاسيما لدى الشباب هي ثلاثة عناصر المواجهة المقتدرة مع العداء الذي لاينتهي للشيطان الاكبر .
&
واشار الى بعض الملاحظات حول الانتخابات البرلمانية المقبلة وقال ان نتيجة اي انتخابات تعد حقا من حقوق الناس وسيجري الدفاع بكل ما يمكن عن حق الشعب هذا.
واتهم المرشد الإيراني اميركا بشكل مباشر او غير مباشر في جميع محطاته من مجزرة النظام البهلوي في 17 شهريور (8/9/ 1979) في مقتل رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء شهبور بختيار في هذا الشهر في عام 1981 ومقتل آية الله قدوسي ومقتل آية الله مدني في هذا الشهر وعدوان صدام على ايران في هذا الشهر عام 1980. مشيرا إلى أن هذه الأحداث وقعت في شهر "شهريور" (الايراني الحالي) الذي يتميز بمحطات مهمة.
واعرب خامنئي عن قلقه من نسيان هذه الذكريات بشكل تدريجي لاسيما في اذهان شباب البلاد منتقدا تقصير الاجهزة المسؤولة في هذا المجال وقال ان احداث مليئة بالعبر لاينبغي ان يتراجع بريقها من الذاكرة التاريخية للشعب لان تخلف الجيل الصاعد عن معرفة وسبر غور هذه المحطات التاريخية والوطنية فانه سيخطئ في معرفة النهج الراهن والمستقبلي للبلاد.
&
الهيمنة الأميركية&
ولفت الى اهمية اعادة قراءة بعض علائم الهيمنة الاميركية المطلقة ابان مرحلة النظام البهلوي وقال ان جميع اركان حكومة الطاغوت بمن فيهم مجلس الوزراء والملك الايراني نفسه كانوا رهن التبعية الاميركية وكان ساسة اميركا يحكمون الشعب الايراني المظلوم ويتفرعنون عليه عبر عملائهم ولكن الامام الراحل وبدعم من الشعب استطاع ان يسحب البساط من تحت اميركا .
واعلن ان وضع حد للمصالح الاميركية اللامشروعة في ايران هي السبب الرئيس لحقد اميركا وعدائها الذي لاينتهي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني.
&
الشيطان الأكبر&
&
واعتبر خامنئي الخطوة التاريخية للامام الخميني في اعطاء لقب الشيطان الاكبر لاميركا بانها حركة مليئة بالمعاني وقال ان رئيس جميع شياطين العالم هو ابليس ولكن ابليس يقتصر عمله على الاغواء والاضلال في حين ان اميركا تغوي وتضل وترتكب المجازر وتفرض الحظر وتنافق .
&
وانتقد بشدة من يسعون الى تلميع صورة اميركا الاقبح من ابليس وتصويرها على انها ملاك ومنقذ وقال اي عقل وضمير يسمح بان نصور مجرم مثل اميركا على انها صديق وجديرة بالثقة .
وحذر من سياسات واساليب اميركا للتغلغل وقال ان الشيطان الذي طرده الشعب من الباب يعتزم العودة من النافذة وعلينا ان لانسمح بذلك .
وقال المرشد الإيراني ان عداء الاميركيين للشعب الايراني لاينتهي وقال انه على سبيل المثال ، في هذه الايام وعقب التوصل الى برنامج العمل المشترك الشامل والاتفاق الذي ما زال مصيره غير واضح في ايران واميركا ، يعمل الاميركيون في الكونغرس على تدبير المؤامرات وتمرير قرارات لاثارة المتاعب ضد ايران .
&
واعتبر ان السبيل الوحيد لانهاء المؤامرات الاميركية هو الاقتدار الوطني للايرانيين واضاف علينا ان نقوى انفسنا بشكل بحيث ييأس الشيطان الاكبر من نتيجة عدائه .

الاقتدار الوطني&
وتطرق خامنئي الى سبل بلوغ الاقتدار الوطني، مؤكدا ثلاث نقاط هي الاقتصاد القوي والمقاوم والتطور العلمي المضطرد وحفظ وتعزيز الروح الثورية لاسيما لدى الشباب .
وعلق على النقطة الاولى بالقول ان الاقتصاد القوي والمقاوم رهن بالتطبيق الدقيق وبدون تأخير للسياسات المعلنة عن الاقتصاد المقاوم.
&
واعتبر المرشد التطور العلمي ومواصلة عجلة التقدم العلمي بانهما يحظيان بالاهمية وقال ان تعزيز الروح الثورية والصمود لدى الشعب هما من افضل سبل تقوية الذات وعلى المسؤولين الاهتمام بالشباب.
واشار الى محاولات (العدو) لسلب روح الاندفاع والنشاط لدى الشباب وقال انهم يريدون قتل الروح الثورية والحماسية لدى الشباب وهناك في الداخل ايضا البعض يحاولون دوما التعرض للشباب الثوري ونعتهم بتعابير نظير التطرف وهذا العمل خاطئ جدا.
وتناول خامنئي سبل بلوغ الاقتدار وزرع الياس في نفوس الاعداء، وقال ان الاميركيين الان ومن خلال تقسيم المهام يتعاطون بازدواجية مع ايران فبعضهم يوزع الابتسامات والبعض الاخر يعمل على اعداد القرارات ضد ايران .
&
ووصف مساعي الاميركيين للتفاوض مع ايران بانها ذريعة للتغلغل وفرض مطالب البيت الابيض، مؤكدا اننا سمحنا بالتفاوض مع اميركا بالشأن النووي فحسب ولاسباب معينة، وبحمد الله فريقنا المفاوض كان اداؤه جيدا ولن نسمح بالتفاوض مع اميركا في مجالات اخرى ولن نتفاوض معهم.
&
الانتخابات&
واعتبر المرشد الإيراني أن قضية الانتخابات مهمة جدا وتجسيد لحضور الشعب وثقته ورمز للسيادة الشعبية الدينية والحقيقية في ايران .
وتابع انه وبسبب هذه الاهمية الفريدة نجد ان الانتخابات في ايران لم تتأخر حتى يوما واحدا طيلة 37 عاما الماضية مهما كانت الظروف صعبة .
واشار الى الدعاية الاميركية المتواصلة وعملائها ضد الانتخابات في ايران وقال انهم لم يحتجوا ولو لمرة على الانتخابات الصورية والاستعراضية للنظام الشاهنشاهي كما انها لاتحتج ابدا الان على الانظمة الديكتاتورية والملكية في المنطقة ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم عشرات الانتخابات الشعبية والحقيقية تتعرض لهجمات الابواق الدعائية .
&
واشار خامنئي الى اهمية الانتخابات، وقال للاسف ان واحدة من العادات السيئة لدى البعض في الداخل هي التشكيك بنزاهة الانتخابات، واضاف: ان وقوفنا في العام 2009 امام اصرار البعض إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية كان من اجل الدفاع عن حق الناس وأصوات الشعب.&
&
وختم مؤكداً أن مجلس صيانة الدستور هو العين الباصرة للشعب والنظام في الانتخابات وان جزءا من حق الناس وهو تحديد الاهلية السياسية للمرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور. &
&