أعرب متظاهرو ساحة التحرير ببغداد عن سعادتهم بتزايد أعداد المتظاهرين على الرغم من التهديدات والمساعي لاجهاضها وتقليل أعداد المشاركين فيها في بغداد أو بقية محافظات الوسط الجنوب.


عبد الجبار العتابي من بغداد: لم تكن ساحة التحرير وسط بغداد يوم الجمعة 11 سبتمبر / ايلول كأيام التظاهرات السابقة، فكانت هذه التظاهرة السابعة في سلسلة التظاهرات التي نظمت مساء كل يوم جمعة، لكن الحضور كان واضحا والساحة امتلأت باعداد المتظاهرين البالغين بالالاف في تأكيد على أنها افضل من التظاهرة الاولى التي كانت بعدد لا يتجاوز الخمسة الاف متظاهر.

"إيلاف" كانت حاضرة بين المحتجين، واطلعت على واقع التظاهرة التي كان أغلب المشاركين فيها سعداء لوجود مساحات تتحرك فيها الجموع، وهي تدور حول الساحة وحرية الحركة للمتظاهرين في الارجاء ومشاركتهم بالهتاف مع كل حشد يمر.

واعتراف اغلب المتظاهرين بالسعادة كون هذه التظاهرة كانت خالصة للعراق وليست للاحزاب التي تدفع بجماهيرها التابعة لها متى شاءت، مشيرين الى أن هذه التظاهرة تؤكد خيبة أمل الكثير من الاحزاب المتآمرة على العراق والفاسدة التي تحاول ان تخيف الجماهير او توهمهم من خلال وسائل الاعلام ان التظاهرات علقت او الغيت.

شائعات

الناشط المدني أحمد عبد الحسين‏، وهو أحد منسقي التظاهرات، أكّد أن تظاهرة الجمعة، هي أنجح تظاهراتنا في التحرير.

وقال: أطلقت أمس واليوم شائعات مضحكة عن وجود متظاهرين يتصلون بسفارات (السفارات كلها في الخضراء والسياسيون الفاسدون ضيوف دائمون فيها). كان غرض هذه الشائعات ـ كما هو واضح ـ تخويف المتظاهرين وبث الرعب في نفوسهم. كما سرت شائعات أخرى ـ لغرض التخويف أيضاً ـ مفادها وجود معلومات (أكيدة) عن نية متظاهرين ضرب متظاهرين آخرين!

وأضاف أن الفضائيات غير النزيهة (المملوكة للمالكي حصراً كالعراقية وآفاق) بثت عواجل سفيهة تفيد بتأجيل التظاهرة أو إلغائها منذ الصباح لتثبيط همم المتظاهرين.

مع ذلك الجهد المحموم كله. كان عدد المتظاهرين أكبر من الأسبوع الفائت. أكثر سلمية. ولم يحدث ما يعكر صفوها. إذا أضفنا إلى ذلك كله إعلان الأخوة في الحشد المدني تعليق مشاركتهم في التظاهرة حيث أوردوا لذلك أسباباً لا نتفق معهم بها. ما يعني أن من حضر اليوم هم المدنيون حصراً، على حد تعبيره.

وتابع: ذلك يبين مقدار نجاح تظاهرة الجمعة. والآن سؤال: ماذا سيفعل المحمومون ومعهم قناتا المالكي (العراقية وآفاق) في الأسبوع المقبل؟ سيبثون نفس العواجل ونفس السموم ونفس الشائعات اسبوعين أو ثلاثاً إلى أن يغدو فحيحهما مضحكاً. هل تذكرون قصة السباح الكاذب الذي يوهم الناس انه غرق فيأتي الناس لإنقاذه ليخرج من الماء ضاحكاً عليهم. بعد تكراره هذه المزحة السخيفة ثلاث مرات غرق فعلاً ولم ينجده أحد. ستكذب العراقية وآفاق مراراً وسنخرج لنثبت انهم كاذبون.

الناشطة النسوية نبراس هاشم، أكدت أن الذين خرجوا للتظاهرة هذه الجمعة بذوات صادقة.

وقالت: هذه أجمل تظاهرة لانها لم تكن موجهة او معبأة من جهة معينة، كل من خرج الجمعة بدافع انساني وذات صادقة خالية من أي توجيه مسيس.

وأضافت: "أنا سعيدة بالعدد القليل لان الذين خرجوا اليوم للتظاهر خرجوا بدافع انساني ذاتي من دون توجيه من شخص اوحزب معين بل انه دافع ذاتي خالص لوجه العراق، تحية حب للجميع ولكل من لم يستطيع المجيء".

غايات سيئة

من طرفه، أكد الناشط المدني حميد العسلاوي أن اصحاب الغايات السيئة يحاولون التقليل من قيمة التظاهرة،& وأضاف أن الذي تحقق حتى الان جيد، وان هؤلاء الجاثمين على صدورنا لن يعملوا على اصلاح البلد ولو بعد 100 عام إن لم نصرخ بوجوههم ونخيفهم فهم صم بكم، وسيكون القادم افضل بكثير، وان التظاهرات في الجنوب بدأت تاخذ نوعا من القوة وهذا ما سيجبر الساسة على الاصلاح.

وقال إن هناك تآمرا من قبل بعض القنوات بالصاق التهم بدخول سفارات اجنبية في التظاهرات، وهي محاولة فاشلة لردع المتظاهرين ولكن هيهات، فهم لن يستطيعوا فت عضد عزيمة الشباب المدني الحر، وليست هذه الاعداد قليلة بل كبيرة جدا لكنهم يحاولون تصغيرها لغايات سيئة في نفوسهم لانهم سيئون فاسدون.

تظاهرة راقية

يؤكد المواطن مازن محمد وهو موظف في وزارة التربية، على أن الشعب ينتصر دائما رغم قلة العدد اليوم في ساحة التحرير لكنها تظاهرة راقية جدا، والمهم اننا نهتف (جمعه وره جمعه والفاسد نطلعه)، وسنستمر في تظاهراتنا ولا نخاف احدا من الفاسدين سواء كانوا احزابا او اشخاصا وسنتقدم وان لم ينفذ العبادي الاصلاحات التي نطالب بها سننقلب ضده ونطالبه بالاستقالة لذلك نحن اليوم نبهناه في هتافاتنا (وين الوعد يا عبادي).

وأضاف: نحن مستمرون بتظاهراتنا بنكهة الوطن وعطر الانتماء. لا يهمنا العدد، النوع هو الاكثر أصالة وانتماء وفاعلية، فنحن ننادي بكل قوة ضد الفاسدين على اختلاف فسادهم المالي والاداري والاخلاقي.

وتابع هاتفا: الطواف الطواف حول كعبة الحرية، لبيك يا سومر لبيك يا اكد لبيك يابل لبيك يا آشور، لبيك يا أوروك، لبيك ياساحة التحرير، لبيك يا تظاهرات مدعومة من قبل الاخيار الشرفاء.

الهجرة

من جهته قال المتظاهر حسين مهودر إن الأعداد أكبر وأكثر بالاضافة الى النوعية الصافية من الجماهير المدنية.

وأضاف أنه ضد من يقول إن الاعداد قليلة هذه الجمعة، وتساءل: "كيف تكون قليلة وهذه الحشود تتوالى في دخولها وخروجها والمتظاهرون يتزايدون مع تتابع الساعات، بل انها كبيرة ومشرفة وصوتها هادر وكل من يقول قليلة نقول له انت واهم فهؤلاء هم العراقيون الاصلاء بعد ان تشذبت التظاهرات من النفعيين والانتهازيين واذناب الفاسدين".

وأكد أن "هجرة بعض العراقيين لن تؤثر علينا لاننا على يقين أن الذين هاجروا لم يأتوا الى ساحة التحرير في كل تظاهراتنا، أنا سعيد لان تظاهراتنا اليوم انظف وأجمل".

تظاهرة مدنية

يؤكد الناشط المدني غضنفر لعيبي أنّ الحضور مشرف للغاية.

يقول: "هي الجمعة الاولى، منذ ٧ جمع تظاهراتية متتالية، أضع رأسي على وسادتي وأنا قمة في الراحة والرضا، وسأنام وأنا مطمئن على مستقبل بلدي لوجود أشخاص شجعان أوفياء يطالبون بحقوق العراقيين التي سرقت بوضح النهار".

واضاف: الحضور مشرف للغاية بتظاهرة اليوم، واحترامي لكل من تواجد في التحرير، وحبي لكل من واظب على التواجد والاحتجاج طيلة الأسابيع الماضية، وسنستمر لحين تحقيق المطالب.
&