أكد وزير الخارجية السعودي لنظيره العراقي أن سفير بلاده سيصل إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة بعد 24 عامًا من إغلاق السفارة مؤكدًا الحرص على الحفاظ على سلامة العراق.
لندن: عقد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري لقاء مع نظيره السعودي عادل الجبير على هامش الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية المنعقد في القاهرة حاليا حيث جرى بحث سير العلاقات الثنائية والسُبُل الكفيلة بتعزيزها في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها& المنطقة والعالم.
وأكد الجعفري أهميـة تبنـي الدول العربية المشروع الذي اقترحه العراق الخاص بتجريم الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب. وأوضح أن العراق بلد غني بالثروات لكنه يمرّ بظروف استثنائية نتيجة الحرب على عصابات داعش الإرهابية وانخفاض أسعار النفط في وقت يحتاج فيه للمساعدات الإنسانية للعوائل النازحة من مناطق ديإلى والأنبار وصلاح الدين والموصل والمساعدة في إعادة إعمار المناطق المحررة.
وشدد على أن العراق متمسك بسيادته ودستوره وهويـته الوطنية، وبتعدده الديني والمذهبي والقومي ويعتز بجيرانه وأبناء العراق اليوم يتعايشون ويساهمون في البناء بمختلف أجهزة الدولة.
وأشار الجعفري إلى أنّ "عصابات داعش الإرهابية جاءت من أكثر من 80 دولة وهي اليوم تـهدد أمن العراق وقد تهدد أمن الدول المجاورة، والمنطقة والعالم ممّا يتطلـب وقفة حقيقّية، وتوحيد الجهود لمواجهة هذا الخطر العالمي وحفظ وحدة وسلامة الشعوب".. مشدداً على أن العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع دول العالم كافة ودول الجوار خاصة وضرورة الحضور الفاعل في المؤتمَرات كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية اليوم اطلعت على نصه "إيلاف".
وأضاف الجعفري أنَّ الحكومة العراقـية جادّة في تنفيذ الإصلاحات التي من شأنها توفير الخدمات للمواطنين، والقضاء على الفساد وترسيخ التجربة الديمقراطية.. وقال إنه لعل الانفتاح الذي يشهده العراق بمحيطه العربيِ والإقليمي والدولي منذ اليوم الأوَّل لتشكيل الحكومة يجسد إصلاح العمل الدبلوماسي وعودة العراق لأخذ دوره الريادي في المنطقة والعالم.&&
ووجّه الجعفري دعوة رسمية لنظيره السعودي لزيارة العراق لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنَّ بلاده عازمة على تعزيز العلاقات مع العراق& مشيراً إلى حرصها على الحفاظ على سلامة العراق واستقراره ووحدة الصف المجتمعي ونبذ الفرقة.. وأبلغ الجعفري ان سفير بلاده سيصل إلى العراق في غـضون الأيام القليلة المقبلة في إطار تعميق العلاقات بين بغداد والرياض.
السبهان أول سفير سعودي في العراق بعد 24 عامًا
وكانت الحكومة السعودية أعلنت في الثاني من حزيران (يونيو) الماضي عن تعيين أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 بعد مفاوضات استمرت لأشهر بين البلدين منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي في ايلول (سبتمبر) عام 2014 هو ثامر بن سبهان السبهان.
وكانت السلطات السعودية عيّنت في شباط من عام 2012 سفيراً لها غير مقيم في العراق قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد في العام ذاته وهو سفير السعودية في الأردن فهد بن عبد المحسن الزيد. والسفير السعودي الجديد لدى العراق سبق أن نال وسام تحرير الكويت ووسام عاصفة الصحراء ووسام الامتياز والجدارة من وزارة الدفاع الأميركية كما يملك خبرة واسعة في المجال العسكري.
والسبهان كان هو الملحق العسكري لدى لبنان وتأتي خطوة السعودية الجديدة في تسمية السفير لدى العراق بعد انفراج واضح في العلاقات بين الرياض وبغداد إذا سبق أن رحبت المملكة مباشرة بتشكيل حكومة حيدر العبادي واستقبلت الرئيس فؤاد معصوم في الرياض كما أرسلت وفداً سعودياً إلى بغداد لتفقد الوضع الأمني لافتتاح مقار السفارة السعودية في العاصمة العراقية.
ومطلع العام الحالي أكد العراق استعداده لتقديم جميع التسهيلات إلى السعودية من اجل المساعدة في افتتاح سفارتها في عاصمته وقنصلية في أربيل فيما اكد وفد سعودي دبلوماسي زائر رغبته في اعادة فتح السفارة من اجل تطوير وتعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن الوفد السعودي عقد اجتماعا مع وكيل وزارة الخارجية لشؤون العلاقات الثنائية السيد نزار الخيرالله& حيث بحثا في سبل اعادة افتتاح السفارة السعودية في بغداد بعد انقطاع دام منذ اكثر من عقدين من الزمن اضافة إلى فتح قنصلية في محافظة أربيل.
وقد أعرب الجانب السعودي عن "رغبته لإعادة فتح السفارة والذي يعد الخطوة الاولى لتطوير وتعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين".. ومن جانبه أبدى الجانب العراقي استعداده لتقديم جميع التسهيلات للجانب السعودي من اجل المساعدة في افتتاح البعثة. كما جرى بحث التفاصيل الفنية والإجراءات اللازمة لفتح السفارة السفارة السعودية في بغداد بعد غلقها عام 1990 وكذلك فتح قنصلية عامة في أربيل.
وأغلقت السعودية سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت وكثيرا ما اتهمت الرياض العراق بالتقارب الشديد مع إيران المنافس الأساسي لها في المنطقة وبتشجيع التمييز الطائفي ضد السنة وهي اتهامات تنفيها بغداد.&
وقال عبد الله العسكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي إن تحرك الرياض سيساعد على عودة العراق إلى الأمة العربية "بعد غياب منذ إسقاط نظام صدام حسين وتغلغل النظام الإيراني في مفاصل الدولة العراقية".&وبدأت السعودية تحركات حذرة نحو المصالحة مع العراق بعد تعيين حيدر العبادي رئيسا جديدا لحكومته في آب (أغسطس) الماضي.
ويعدّ طراد عبد الله الحسين الحارثي آخر سفير سعودي مقيم لدى العراق جرى تعيينه في عام 1983 وظل في منصبه حتى الغزو العراقي للكويت في عام 1990 إلى حين قطعت السعودية علاقاتها مع العراق وفي عام 2012 عيّنت المملكة فهد بن عبد المحسن الزيد سفيراً غير مقيم لها لدى العراق وتسلم أوراق اعتماده الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.&
وعاشت العلاقات العراقية السعودية حالة من الفتور والتأزم منذ تولي رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي رئاسة الوزراء في عام& 2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية للتحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق وأكدت أن وجود مسلحين سعوديين في العراق يدل على هذا الأمر فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى السلطة& الذي أكد في أكثر من مناسبة سعيه لإعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم لاسيما المجاورة حيث زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليها اواخر العام الماضي.
التعليقات