كشف رئيس فنلدنا السابق والحائز جائزة نوبل للسلام مارتي اهتيساري عن ان دول الغرب رفضت قبل ثلاثة اعوام مقترحا روسيا كان من شأنه ان يفضي الى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه.
صحيفة الغارديان البريطانية نقلت عن اهتيساري قوله إن الغرب لم يغتنم هذه الفرصة ولم يستغل هذا المقترح ما أدى الى تفاقم الازمة في سوريا وصولا الى مقتل ما يقارب من ربع مليون شخص هناك والى تشرد ما لا يقل عن ١١ مليون سوري ثم الى تدفق الالاف منهم الى اوروبا.
اهتيساري اضاف ان الغرب مسؤول تقريبا عن كل هذه التطورات.
ونقلت صحيفة الغارديان عن اهتيساري قوله ايضا إن مندوب روسيا فيتالي شوركين طرح هذه الخطة التي كانت تقوم على ثلاث نقاط وتتضمن اقتراحا بتخلي الاسد عن السلطة في مرحلة ما، بعد البدء بإجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة. هذه النقاط هي: "الامتناع عن تسليح المعارضة، العمل على فتح حوار في الحال بين المعارضة والاسد في الحال، وإيجاد صيغة انيقة لتنحي الرئيس بشار الاسد عن الحكم".
حدث ذلك في شباط من عام ٢٠١٢ عندما ارسلت مجموعة الحكماء اهتيساري للتفاوض مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن الازمة السورية.
ومجموعة الحكماء تضم رؤساء وقادة دول وحكومات سابقين بارزين أسسها رئيس جنوب افريقيا الراحل نلسون مانديلا هدفها العمل على فضّ النزاعات والصراعات في العالم عن طريق الحوار والتفاوض.
ونقلت صحيفة الغارديان عن اهتيساري قوله "كانت تلك فرصة في عام ٢٠١٢ ولكنها ضاعت".
ويرى الدبلوماسي السابق أن سبب الرفض هو ان دول الغرب كانت تعتقد أن الاسد كان على وشك السقوط. فيما يرى دبلوماسيون غربيون ومراقبون ان نظام الاسد كان قد ارتكب في ذلك الوقت مجازر عديدة حيث كان عدد القتلى يقدر في عام ٢٠١٢ بما يقارب ثمانية الاف شخص.&
هذا وكانت روسيا وما تزال حليفا وظهيرا مهما بالنسبة إلى حكومة دمشق وفي اطار ذلك اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء ان حكومته ستواصل تزويد نظام دمشق بالمساعدات العسكرية فيما يتزايد قلق الدول الغربية من هذا الدعم.&
تحدث بوتين في دوشامبيه عاصمة طاجكستان التي يزورها حاليا داعيا الدول الاخرى الى اتخاذ الموقف نفسه.&
روسيا قد تتخلى عن الاسد ولكن....&
يرى مراقبون ان دعم روسيا نظام الاسد امر لن يتغير بسهولة غير ان مسؤولين حكوميين وفي المعارضة السورية يقولون إن روسيا بدأت ترسل اشارات مخالفة بعض الشيء الى الولايات المتحدة والى المملكة العربية في السعودية ما قد يسمح بتنحي الاسد عن السلطة وتشكيل حكومة موحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وفرض سيطرتها في المنطقة، حسب قولهم.
في هذه الاثناء ذكرت مصادر صحافية ان مسؤولين من الدول الثلاث وكذلك من المعارضة يتفاوضون منذ حزيران الماضي على الاقل بشأن شروط تنحية الاسد عن منصبه.
واضافت المصادر ان هذه المفاوضات ربما بدأت منذ ان استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولي العهد السعودي الامير محمد. &
هذا ويرى مراقبون ان مثل هذا الاتفاق المحتمل إن صحت الانباء عنه يأتي لرغبة جميع الاطراف في الحد من تمدد تنظيم الدولة الاسلامية ومن خطره على المنطقة بشكل عام.&
التعليقات