أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تملك معلومات حول معرفة الولايات المتحدة بمواقع (داعش)، لكنها لا تعط الأوامر بقصفها، وتساءل عن استمرار اللعبة في اختراع مشروع عدم الاعتراف بشرعية نظام الأسد.
وقال لافروف في تصريحات، الأحد، إن الأميركيين منذ البداية لم ينظموا التحالف بعناية فائقة أو أنهم يملكون أهداف أخرى غير المعلن عنها "فقد تم إنشاء التحالف بشكل عفوي للغاية وتم خلال أيام الإعلان عن البلدان التي ستنضم إليها وبدأت أعمال القصف".
وأضاف وزير الخارجية الروسي للقناة الأولى الروسية إنه "عندما تحلل عمليات القوات الجوية للتحالف فإنه يخلق انطباع غريب. وتنتابك أفكار بأن هناك غرض خفي في مهام التحالف، غير المعلن عنه".
وقال لافروف: "أتمنى ألا أخيب أمل أحد عندما أقول إن بعض زملائنا في التحالف الدولي يؤكدون على أنهم يملكون أحيانا معلومات حول مواقع (داعش) الدقيقة، بينما ترفض الولايات المتحدة التي تقود التحالف على الموافقة على قصف تلك المواقع، لا أريد أن أقدم أي استنتاجات، فلا أحد يعلم ما هي أفكار وتقديرات قيادة التحالف".
تعزيزات لسوريا
ومن جانب آخر، قال لافروف "كانت هناك إمدادات عسكرية لسوريا وهي مستمرة وستتواصل. يرافقها حتما أخصائيون روس يساعدون في تركيب العتاد وتدريب السوريين على كيفية استخدام هذه الأسلحة."
وتقول موسكو إن المساعدات العسكرية التي تقدمها للجيش السوري تتماشى مع القانون الدولي وإن الجنود الروس وبينهم خبراء عسكريون موجودون في سوريا منذ سنوات بل وحتى قبل بداية الحرب.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتوجه لنيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر يعتزم إلقاء كلمة أمام الجمعية بشأن سوريا والصراع في أوكرانيا ووضع الاقتصاد العالمي والعقوبات ضد روسيا.
وقال "سيتطرق (بوتين) لقضايا محددة مثل سوريا وأزمة أوكرانيا. كل هذه الأزمات تنبع من مشاكل منهجية تتعلق بمحاولات تجميد عملية تشكيل عالم متعدد المراكز."
الخطر من داعش
وإلى ذلك، قال لافروف إن كل الشركاء الغربيين باتوا يدركون أن التهديد الرئيسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس هو نظام الأسد السوري، ولكن "داعش"، على الرغم من أن الكثيرين يقولون هذا بصوت خافت.
وفي الوقت نفسه أكد وزير الخارجية الروسي إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعلن على الملأ أنها لا تريد التفاوض مع الأسد.
وأضاف لافروف: "وعلاوة على ذلك، يقولون أنهم سيرحبون بمساهمة روسيا أو أي بلد آخر في المعركة ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" فقط إذا كان هذا لا يفضي إلى تعزيز موقف الرئيس السوري.
ونبه إلى أن استبعاد الجيش السوري عن مكافحة "داعش" هو أمر سخيف. "وإذا أُخذت كل هذه الاحتمالات التي عددتها، فإن القوة العسكرية الأكثر فعالية على أرض الواقع هي بالذات ستكون القوات المسلحة السورية".
وأشار لافروف: "يقولون لنا إن استراليا قد انضمت إلى التحالف، وإنها ستقوم أيضا بقصف مواقع"تنظيم الدولة الإسلامية" من دون أي خطوات من شأنها تعزيز موقف الرئيس السوري. البريطانيون يقصفون الأراضي السورية وقتل خلاله العديد من "الجهاديين"، وأعلنوا أن هذا حق سيادي للمملكة المتحدة في الدفاع عن النفس.
وأشار لافروف إلى أن فرنسا انضمت ليس فقط لقصف العراق، والتي يوجد لها اتفاقية مع بغداد، ولكن أيضا لقصف سوريا، في حين لم يأخذ أحد موافقة دمشق.&
وخلص إلى القول: "أنا أتساءل أحياناً: ربما الجميع يريدون بأن تعلن روسيا أيضا أنها ستضرب الارهابيين في سوريا، بدون إذن من رئيس هذا البلد، &لماذا هذه اللعبة في اختراع مشروع عدم الاعتراف بشرعية النظام؟"
التعليقات