كان الرد السعودي على اتهام سلطنة عمان باستهداف قوات التحالف منزل سفيرها في صنعاء، هادئاً ومنسجماً مع مقتضيات العلاقة الودية التي تربط الرياض ومسقط.

نصر المجالي: حتى تلامس الطلب العماني، فإن السعودية رحبت باسمها وباسم قوات التحالف على لسان الناطق باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري بأي تحقيق في نوعية الاستهداف "إذ إن الإنسان قادر في اللحظة الأولى على أن يفرق بين استهداف المواقع بقذيفة هاون، أو بواسطة طائرة حربية".

وأكد العميد عسيري أن "الغارات استهدفت مقر وزارة الداخلية، بعد التأكد من أنها باتت مركزًا عسكريًا تدار منه عمليات الميليشيات المتمردة". وشدد على أن منزل السفير العماني في صنعاء، لم يستهدف من قبل التحالف قطعاً.

وكان سكان افادوا ان مقر السفير العماني في صنعاء اصيب بشظايا خلال غارة قام بها التحالف العربي مساء الجمعة الماضي واستهدفت منزلا مجاورا لمسؤول عن المتمردين الحوثيين في جنوب العاصمة اليمنية.
لهجة هدوء

وإلى ذلك، أشار دبلوماسي خليجي أمام "إيلاف" في تعقيب على توقعات لبعض الجهات إلى أن الحادث سيقود إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين الرياض ومسقط، قائلا: كل ما حدث من هدوء معتاد في رد الفعل العماني وما تلاه من رد سعودي أمر متوقع في العلاقات التي تربط بين منظومة مجلس التعاون الخليجي.

ونوه الدبلوماسي الخليجي إلى أن هناك لدى بعض الأطراف رغبة دفينة (Wishful Thinking) في تصعيد التوتر بين طرفين مهمين في مجلس التعاون الخليجي.

وقال: أمر عادي جداً وهو لا يتجاوز الأعراف الدبلوماسية أن يقوم بلد ما بالاحتجاج لدى بلد آخر حول تصرف ما، وأن يطلب إيضاحات عن الحادث موضع الجدل والتساؤل.

وذكّر الدبلوماسي في حديثة باللهجة الهادئة التي اتسم فيها التقرير الإعلامي العماني الصادر عن وكالة الأنباء العمانية حول حادث منزل السفير، حيث كانت الوكالة قالت في تقريرها إن وزارة الخارجية العمانية "أبلغت سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة إعرابها عن أسفها لهذا الحادث، وأن السلطنة في انتظار تفسير له، ولفتت إلى أن استدعاء السفير السعودي يأتي لأن الرياض هي من تقود التحالف العربي، في الحرب الدائرة حالياً في اليمن".

كما أعربت سلطنة عمان عن أسفها البالغ لهذا التصرف "غير المقبول" تجاه مصالحها، وتنتظر تفسيرا له، مؤكدة حرصها على العمل بكل ما هو متاح من جهد مساعد للمملكة. وأكدت سلطنة عمان ان "استمرار هذه الحرب على المدى غير المنظور قد يمثل تهديدا لاستقرار المنطقة".

يشار إلى أن جماعة الحوثي ومن ورائها طهران سارعتا لإصدار تصريحات تتهم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بقصف منزل السفير العماني، في محاولة للوقيعة بين المملكة والسلطنة.

موقف محايد

ومن المعروف أن لسلطنة عمان موقفا محايدا من النزاع في اليمن خلافا لبقية الدول في مجلس التعاون الخليجي التي تشارك في الائتلاف في اليمن ضد الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

كما أن السعودية تدرك أيضاً أهمية الدور العماني في أية خطة سلام تجمع الأطراف كافة على مائدة حوار تحت رعاية الأمم المتحدة تفضي لإعادة الشرعية لليمن والتوصل إلى حل سلمي دائم للصراع، كما أن الرياض لم تعبر عن انزعاجها من أي دور عُماني في أي اتجاه سلمي.

وموقف المملكة العربية السعودية، هو ذاته في شأن جميع المواقف العمانية السابقة عبر سنوات من الحياد في العديد من القضايا منذ انطلاق مجلس التعاون الخليجي قبل 34 عاماً.

اجتماعات

واستقبلت مسقط خلال الفترة الأخيرة ممثلين عن الأطراف اليمنيين عقدوا اجتماعا تحت إشراف الأمم المتحدة في محاولة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

ويبدو أن أبلغ رد على أية محاولات لادعاء أي توتر في خط علاقات الرياض ـ مسقط، كان جاء قبيل حادثة منزل السفير بأشهر كثيرة على لسان الباحث السعودي في شؤون الشرق الأوسط الدكتور خالد باطرفي حين قال في أحد التصريحات الصحافية: "تعتبر السعوديةُ عُمان منطقة حرّة للتفاوض مع الإيرانيين في اليمن، اذ أن مسقط هي خط الرجعة السعودي".

ويؤكد الدكتور باطرفي في الختام: "سلطنة عُمان وسيط نزيه، هادئ، ومؤتمن ولا يحب الاستعراض، والاستقلالية العُمانية مفيدة للسعودية ومسقط هي الملاذ السعودي الأخير في اليمن".