وقعت بوينغ الأربعاء مع مجموعة من شركات الطيران الصينية اتفاقًا لشراء 300 طائرة، في واحدة من أكبر الصفقات التي تبرم في قطاع الصناعات الجوية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى توقيعها اتفاقًا آخر لبناء أول مصنع لها في الصين. وأشاد رئيس الصين خلال زيارة لأميركا بالعلاقات التجارية المتينة بين البلدين.


إيلاف - متابعة: شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ في سياتل أمام مسؤولي عدد من كبريات الشركات الأميركية الاربعاء على اهمية العلاقات التجارية بين القوتين العظميين، مذكرًا بأنه دعم في السابق مشروع افتتاح حديقة ديزني لاند في شانغهاي التي ستبصر النور قريبا.

واكد الرئيس الصيني في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الى الولايات المتحدة، والتي بدأها على الساحل الغربي الاميركي، ان الاقتصاد الصيني سيواصل النمو واجتذاب الاستثمارات الاميركية، مشددًا على ان العلاقات التجارية بين اكبر اقتصادين في العالم ترتدي اهمية حاسمة، وان الشركات الاميركية بحاجة الى الصين.

ديزني ضرورة

وفي كلمته التي القاها متوسطاً كلاً من جاك ما مؤسس موقع علي بابا ودنيس مولنبرغ رئيس مجموعة بوينغ الاميركية لصناعة الطائرات، حرص الرئيس الصيني على طمأنة المستثمرين الاميركيين الى استمرارية العلاقات التجارية الثنائية في عهده، مذكرًا اياهم بانه كان داعمًا لافتتاح منتزه "ديزني لاند" في شانغهاي، في الوقت الذي كان فيه مسؤولون صينيون آخرون يريدون مشروعًا محليًا اكثر. وقال "لقد صوّتت لصالح ديزني، لان الصين بحاجة الى سوق ترفيهية اكثر تنوعا".

وللقاء الرئيس الصيني توجه الى سياتل مسؤولو عدد من كبريات الشركات الاميركية مثل جنرال موتورز وأمازون وآبل وديزني ومايكروسوفت، بينما حضر اللقاء من الجانب الصيني مسؤولون في شركات صينية ضخمة مثل تينسنت بايدو وكوسكو. وذكر الرئيس الصيني ايضا في كلمته بأن بلاده احتلت في العام الماضي المرتبة الاولى عالميًا في جذب الاستثمارات الاجنبية مع 128,5 مليار دولار.

وكانت شركة بوينغ الأميركية أعلنت الأربعاء أنها تلقت طلبية تاريخية من 300 طائرة من مجموعة من الشركات الصينية بسعر أساسي من 38 مليار دولار. وقالت الشركة ان العقد يتضمن شراء 190 طائرة 737 ذات ممر واحد و50 طائرة كبيرة. اما الستون الباقية فللايجار. وقالت الشركة إن اكبر زبائنها شركة تشاينا افييشن القابضة، التي وقعت معها بوينغ عقدًا، خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس شي جينبينغ للولايات المتحدة.

جاء الاعلان اثناء زيارة الرئيس الصيني الاربعاء موقع تجيمع بوينغ 737 في افيريت في منطقة سياتل، شمال غرب الولايات المتحدة. وقد تقل القيمة النهائية للصفقة حيث تجري شركات صناعة الطائرات حسمًا خلال المفاوضات النهائية.

وسيتم تخصيص 240 طائرة لشركات جوية صينية، وسيتم تأجير 60 لشركتين من شركات تأجير الطائرات الصينية "اي سي بي سي فايننشال" و"بنك التنمية الصيني" "سي دي بي ليزنغ". وقال راي كورنر رئيس قسم الطيران المدني لدى بوينغ في البيان ان "الصين سوق دولية مهمة لطائرات الركاب".

شراء 300 طائرة وافتتاح مصنع
هذا وابرمت مجموعة بوينغ الاميركية للصناعات الجوية صفقات مع مجموعة من الشركات الصينية لبيع 300 طائرة وفتح مركز للتشطيب في الصين، بحسب ما اعلنت وسائل اعلام الاربعاء. وتدل هذه الصفقة الضخمة، التي لم تؤكدها مجموعة بوينغ على الفور، على الاهمية الحيوية للسوق الصينية، رغم تباطؤ النمو الذي يهدد بالحد من توسع النقل الجوي.

واعلنت وكالة انباء الصين الجديدة ان شركة الطائرات التجارية "كوماك" المملوكة من الدولة توصلت الى اتفاق مع بوينغ لاقامة "مركز للاعمال النهائية" لطائرات الرحلات المتوسطة بي737 في الصين. هذا القرار يمثل خطوة لبوينغ للدخول الى السوق الصينية، حيث منافستها الاوروبية ايرباص تمتلك مصنعًا.

لم يشر تقرير الوكالة الصينية، ومصدر سياتل، حيث بدأ الرئيس شي جينبينغ زيارته، الى اي تفاصيل حول قيمة هذه الصفقة او النماذج التي اشترتها مجموعة الشركات الصينية. ووصف محلل الطيران شكور يوسف الصفقة بأنها اكبر صفقة يقوم بها بلد في التاريخ. وزار شي مصنع بوينغ الرئيس في واشنطن الاربعاء.

وقال رئيس شركة بوينغ جيم ماكنيرني في بيان في الاسبوع الماضي ان "سوق الطيران المتنامية بسرعة في الصين تلعب دوراً حاسماً في نجاحنا الحالي والمستقبلي". واكدت شركة كوماك الصينية لوكالة فرانس برس انها ستنشئ مصنعاً مشتركًا مع بوينغ مهمته القيام بالاعمال النهائية الداخلية والطلاء وخدمات التسليم للمستهلكين الصينيين. وقالت الشركة الصينية في بيان إن "هذا يدل على رفع التعاون بين بوينغ والشركة الصينية" الى مستوى عالٍ.

ترجمة للعلاقات
تأتي هذه الصفقة ترجمة لأصداء "النموذج الجديد للعلاقات بين البلدان الرئيسة"، وهي العبارة التي يستخدمها المسؤولون الصينيون لتوصيف العلاقات مع الولايات المتحدة، للاشارة الى التكافؤ بين القوتين. وقالت بوينغ في الشهر الماضي في توقعاتها السنوية للسوق الصينية الحالية انه من المتوقع ان تدخل الصين 630 طائرة جديدة بقيمة 950 مليار دولار الى اسطولها التجاري بحلول العام 2034.

وقال المحلل محسن عزيز لوكالة بلومبرغ ان "الطبقة الوسطى الناشئة في الصين تساعد على تعزيز الطلب"، مضيفا أن "معظم الطائرات المطلوبة ستكون إضافية، وان عددًا قليلا جدًا سيكون للاستبدال". وسيكون مصنع الاعمال النهائية لطائرات الرحلات المتوسطة بي737، اول مركز لبوينغ خارج الولايات المتحدة. وتملك منافستها الاوروبية ايرباص مركزًا للاعمال النهائية لطائرات الرحلات المتوسطة ايرباص 320 في مدينة تيانجين الساحلية الشمالية، وتخطط لافتتاح مركز جديد لطائرات الرحلات الطويلة اي 330.

لكن هذه الخطوة قد تثير جدلاً لبوينغ في الولايات المتحدة. وقال راي كونر، الرئيس التنفيذي لطائرات بوينغ التجارية في مذكرة للموظفين الثلاثاء، انها لن تؤدي الى تسريح عمال من مصنع واشنطن، بحسب ما نقلت بلومبرغ.

مقايضة
وقال تقرير صادر من "شنغهاي سيكيوريتيز نيوز" الثلاثاء انه تم بالفعل عرض خطط لاقامة منشأة بوينغ في اقليم تشيجيانغ الشرقي الى الحكومة المركزية للموافقة عليها. واشار شكور الى ان الصين انفردت في ان طلباتها اتت من الحكومة، وسيتم توزيع الطائرات في ما بعد على خطوط الطيران وشركات التأجير.

وقال لوكالة فرانس برس "لنقولها ببساطة، انها مقايضة". واضاف "تشتري الصين 300 طائرة بوينغ، وتبني بوينغ مصنعًا لديها في المقابل". واعتبر شكور ان الصين تستفيد من المنافسة بين بوينغ وايرباص للحصول على الافضل من كلتا الشركتين لتطوير صناعة طائراتها الخاصة. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت جميع الطائرات الـ300 التي ذكرتها وكالة الانباء الصينية جديدة. لكن احد المشترين، بنك الصين للتنمية، قال في بيان انه وقع اتفاقًا لشراء 30 طائرة بوينغ من جيل 737-800 القادم، بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

&