قال مطوفون ومنظمي حملات، إن الارتداد العكسي لبعض الحجاج يعتبر احد ابرز أسباب وقوع حادثة تدافع مشعر منى، والذي أسفر عن وفاة 717 حاجا وإصابة &863، بعد أن تسبب التزاحم والتدافع &إلي سقوط الحجاج، فيما ساهم ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الذي تعرض له الحجاج بعد عودتهم من عرفات، إلى زيادة أعداد الوفيات والإصابات.

الرياض: يشكل الزحام في الطرق المؤدية إلى الجمرات واحدة من الإشكاليات التي تواجهها السلطات السعودية سنوياً، حيث يفضل غالبية الحجاج القادمين من يوم طويل - قضوه بين عرفات ومزدلفة- بالتوجه مباشرة إلى رمي الجمرات، والعودة إلي خيامهم للراحة، وهو الأمر الذي يشهد استنفارا للسلطات بهدف تطبيق خطط التفويج المقرة سلفا منعا للتدافع.&
&
ماذا جرى؟
&
المطوف عبدالله فؤاد، أوضح أن خطط التفويج تقتضي تقسيم شوارع مشعر منى الطولية (الواصلة بين نهاية منى والجمرات) إلى قسمين، قسم خاص بالذهاب وقسم خاص بالعودة فضلا عن توزيع ساعات و أوقات خروج الحجاج بشكل متوالي، بحيث يتم تحديد فارق زمني لا يقل عن ساعة بين خروج كل فوج وأخر بهدف تقليل التزاحم والتدافع.
&
وقال فؤاد، إنه لا يمكن الجزم حاليًا كيف وقعت &الحادثة و ما هي أسبابها إلا بعد انتهاء التحقيقات الرسمية، لكن الذي جرى إن هناك مجموعة كبيرة من الحجاج بعد أن انتهت من رمي الجمرات، عادت أدراجها إلي خيامها عبر شارع (206) وهو شارع طولي غير (مكتمل) بمعنى أنه لا يوصل إلي أخر مشعر منى، إذ ينتهي ويتحول كحرف (T) ويتفرع إلى اتجاهين ليصبح شارعا عرضيا قصيرا أسمة (شارع 223) اتجاهه الأيمن نحو طريق الملك فهد، واتجاهه الأيسر نحو شارع طولي مكتمل اسمه شارع (204).
&
وقال فؤاد، إن غالبية الحجاج القادمين من الجمرات عبر شارع (206)، وعند وصولهم إلى مفترق الطريق حرف (T) اثروا الذهاب يسارا حيث انصبوا في شارع (204) والذي كان - وفقا لخطة التفويج في تلك اللحظة- مخصصا لذهاب الحجاج إلى الجمرات، وأضاف فؤاد" وهنا وقعت الحادثة حيث تقابلت كتل بشرية قادمة من الجمرات مع كتل بشرية ذاهبة للجمرات، وذلك في تقاطع أشبة بعنق زجاجة لا يتعدى عرضة 14 متر، وأضاف فؤاد "لم يكن تدافعا بقدر ما كان تصادما وهو ما تسبب في هذه العدد الكبير من الوفيات.
&
أسباب ارتفاع الوفيات
&
من جهته، قال عبدالله مكاوي، احد المشرفين على حملات حجاج الداخل، إنه ليس واضحا حتى الآن ما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء الحجاج يعودون من الجمرات عبر شارع (206) والذي يعتبر شارع طولي غير مكتمل، مشيرا أن الرقم الكبير لأعداد الوفيات والإصابات يعود إلي ثلاثة أسباب، أولها الإعياء والإجهاد الشديد الذي انتاب غالبية الحجاج بسبب رحلة العودة من عرفات ومزدلفة، فلم تستطيع قواهم المنهكة أصلا من مقاومة الزحام أو تحمًل أي جهد جديد، فاسلموا الروح إلى بارئها، بحسب وصف مكاوي.
&
وفيما يتعلق بالسبب الثاني، قال مكاوي انه يتمثل في السلبية والأنانية –بحسب وصف مكاوي- التي تعامل بها بعض مسئولي المخيمات الواقعة على جانبي الشارعين، وهم من جنسيات مختلفة، حيث لم يسمحوا للحجاج المحاصرين بين الكتلة البشرية بالدخول إلى مخيماتهم لتقليل الزحام معتقدين ربما أنه ازدحام يستنهي مباشرة، حيث كان الحراس يمنعون من يحاول الدخول، فيما &كان البعض يتعلقون بأسوار المخيمات ويصعدون فوق الخيام فرارا من الموت، وفقا لمكاوي الذي أوضح إن وجود حجاج أفارقة المعروفين بقوتهم الجسمانية ضمن الكتل البشرية، ساهم في حدية التصادم والتدافع مما ضاعف من المأساة.
&
القطار بريء ولكن
&
المطوف محمود حلبي، قال إن تعطل قطار المشاعر لم يكن &سببا مباشرا أو غير مباشر في وقوع حادثة التدافع في مشعر مني، مشيرا أن مستخدمي قطار المشاعر وعددهم (540) ألفاً يشملون حجاج جنوب آسيا وحجاج حملات الداخل ودول الخليج، لم يكونوا ضمن الكتل البشرية التي شاركت في الحادثة، كما أن مسار تفويجهم بعيد عن تلك المنطقة إلا أن حلبي لم يخلي مسؤولية القطار من وقوع حالات تدافع وإغماء وإجهاد في المحطات، نتيجة لتعطله أكثر من مرة &في نقل الحجاج من منى وإلى مزدلفة.
&
وقال حلبي إن الشركة الماليزية وهي "المشغل الجديد" للقطار فشلت في أول اختبار لها، مرجعا أسباب التعطل إلى ضعف خبرة الشركة - التي استلمت التشغيل بعد الشركة الصينية - في تنظيم دخول الأعداد الكبيرة للحجاج وعدم قدرتها على التعامل مع الحجاج المخالفين، وهو ما حدى تدخل الجهات المعنية التي أسهمت في تنظيم عمليات الدخول والخروج من محطات القطار، حيث لم يشهد القطار تعطلا بعد أيام العيد ومضت عمليات تشغيل القطار بسلاسة من محطاته وإلى جسر الجمرات.
&
تجدر الإشارة، إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وجّه الجهات المعنية بالتحقيق في ملابسات الحادث، والرفع له بالنتائج في أسرع وقت ممكن، حيث أكد الملك سلمان في كلمة مباشرة بثها التلفزيون الرسمي &أنه بغض النظر عما يظهر من نتائج التحقيقات، فإن تطوير آليات العمل في موسم الحج لم ولن تتوقف، مشيراً أنه وجّه الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها، والترتيبات كافة، والأدوار والمسؤوليات المناطة بمؤسسات الطوافة، والجهات الأخرى، وبذل كافة الجهود لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركة ومسارات الحجيج بكل يسر وسهولة.
&