اشتكى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر قمة مكافحة الارهاب من أن بلاده عاجزة عن تمويل المعارك التي يسعى جنودها الى تحقيق النصر ضد تنظيم داعش، ودعا المجتمع الدولي الى مساعدة العراق&على تجفيف منابع تمويل الارهابيين وإيقاف تدفق المقاتلين الاجانب ومنع الارهابيين من تحويل الاموال عبر الشبكات المالية الدولية والاستفادة من تهريب النفط واستعباد النساء والاطفال وسرقة الآثار والقطع الفنية التي تذهب الى تمويل اعمالهم الوحشية.
أسامة مهدي من لندن: قال حيدر العبادي في كلمة خلال افتتاح مؤتمر قمة مكافحة الارهاب في الامم المتحدة في نيويورك: قبل سنة من الآن قامت دولنا بتشكيل تحالف ضد عدونا المشترك الذي يهدد الشعوب حيثما كانت بغض النظر عن المنطقة او الدين، وفي مثل هذا الشهر ايضا الذكرى السنوية الاولى على تشكيل حكومتي بعد اجراء انتخابات حرة وانتقال سلمي للسلطة. وقد حان الوقت الآن لنجني ثمار ما انجزناه معا خلال السنة الماضية والمعركة التي سنخوضها وننتصر فيها ابان السنة القادمة، من المؤكد انها ليست معركة العراق وحده بل انها معركة الانسانية".
وقال "لكي نتعرف على موقفنا الحالي وتوجهنا الذي نحن ماضون اليه ينبغي اولا ان نتذكر اين كنا في السنة الماضية، فعندما بدأت حكومتنا كنا قد ورثنا بلدا يعيش في ازمة اذ كان داعش يحتل اكثر من 30% من اراضيه وكانت بغداد شبه محاصرة وكان الجيش في وضع بل كانت احدى اقدم الحضارات في العالم مهددة بالاحتلال من قبل عدو وحشي وعواقب وخيمة على دول الجوار والعالم اجمع".
واشار الى انه على "الجبهة الداخلية كان شعب العراق يشهد انقسامات عرقية وطائفية ومشاحنات سياسية وكانت حكومتنا على شفير الافلاس مع بيروقراطية مترهلة تشمل 4 ملايين موظف حكومي ونصف مليون عامل في شركات حكومية غير فاعلة بالاضافة الى اثنين ونصف مليون متقاعد وفي الوقت عينه كان علينا ان نمد يد العون الى اكثر من مليوني نازح واكثر من 25 % عاطلين عن العمل. ولقد عملنا بجد لاعادة الوحدة الى بلدنا واجتثاث الفساد وانعاش الاقتصاد واعادة بناء قواتنا المسلحة واستعادة علاقتنا مع جيراننا".
واشار العبادي الى ان حكومته تتواصل مع العشائر في المناطق المهددة او المحتلة من قبل داعش ومن ضمنها الانبار وصلاح الدين والموصل حيث ان الكثير من ابناء العشائر يقاتلون الآن جنبا الى جانب القوات الامنية والعراقية "ونحن نقتلع جذور الفساد وعدم الكفاءة في المؤسسات المدنية والعسكرية بعد ان قمنا باستبدال 36 من القادة العسكريين الكبار في وزارتي الدفاع والداخلية وقطعنا المرتبات عن اكثر من 50 الف من الجنود الفضائيين موفرين بذلك اكثر من 500 مليون دولار كما قمنا في الوقت عينه بدفع مرتبات 80 الف متطوع ممن يقاتلون داعش فعليا ونعمل ايضا على تقليص حجم الحكومة من خلال ازالة المناصب التشريفية كما نسعى الى خصخصة الشركات الحكومية لتقليل الاعتماد على العوائد النفطية".
واكد العبادي انه يعمل جاهدا لتكون قوات الامن العراقية جامعة لكل الاديان والاعراق ممن حملوا السلاح مدافعين عن عوائلهم ومجتمعاتهم.
وقال "ان حكومتنا تسعى الى تشكيل يتكون من المقاتلين المحليين وقوات الحشد الشعبي الذين تم ضمهم الى قوات الامن العراقية وهم يقاتلون الى جانبنا ضد الارهاب، ولان داعش يهدد المنطقة اجمعها فاننا نعمل على تعزيز علاقتنا مع دول الجوار ومن ضمنها الاردن وتركيا وايران والمملكة العربية السعودية والكويت ومصر وكل دول الخليج العربي".
اصلاحات داخلية
وحول الاصلاحات الداخلية التي بدأها في التاسع من الشهر الماضي قال العبادي "بينما نقوم باصلاحات في جبهتنا الداخلية وخطوات جديدة على الجبهة الدبلوماسية، فاننا نحرز انتصارات في ساحات المعركة، ففي السنة المنصرمة وبمساعدة تحالف الدول الصديقة قمنا بتحرير آمرلي وبروانة وجرف الصخر وزمار وبيجي وجلولاء والسعدية والضلوعية وتكريت والدور والعلم والحجاج، وفي عملية تحرير تكريت، وقمنا باشراك قوات الامن العراقية والشرطة والعشائر السنية والحشد الشعبي ليقوموا بتحرير مواطنينا من طغيان الارهابيين، ان عشرات الآلاف من العراقيين الذين فروا من مدينة تكريت قد عادوا الآن الى منازلهم. وبالرغم من مخاوف الكثيرين بهذا الشأن فان حالات الانتقام كانت قليلة بالمقارنة مع عودة الحياة الطبيعية على نحو متزايد لذا فيمكننا ان نحرز انتصارات في كل المناطق على نحو مماثل لما حصل في تكريت، وسنحتاج الى مساعدتكم".
واشار الى انه "مع حقيقة سيطرة الارهابيين على مناطق كثيرة من بلدنا، وبالتزامن مع هبوط اسعار النفط ونزوح ملايين العراقيين لحد الآن وميزانية محدودة في ظل اوقات الحرب بالمقارنة مع ما انفقه من سبقونا في وقت السلم، فلا يمكننا تمويل المعارك التي يسعى جنودنا الى تحقيق النصر فيها بالشكل اللائق ولذلك نحن بحاجة الى مساعدتكم في التمويل وتجهيز المعدات لجنودنا في ساحات الوغى، كما نحتاج دعمكم في ان نضمد جراحات الشعب وان نرعى ارامل وايتام من فقدوا في المعركة".
دعوة لمساعدة دولية للعراق
ودعا العبادي المجتمع الدولي الى مساعدة العراق في حربه ضد الارهاب وخاطب القمة قائلا "نحن نحتاج الى مساعداتكم في تجفيف منابع تمويل الارهابيين، ان اعضاء التحالف من اوروبا وشمال اميركا ينبغي ان يمضوا بالعمل مع دول الجوار المحيطة بنا لايقاف تدفق المقاتلين الاجانب. نطلب منكم جميعا ان تمنعوا الارهابيين من تحويل الاموال عبر الشبكات المالية الدولية ومنعهم من الاستفادة من تهريب النفط واستعباد النساء والاطفال وسرقة الآثار والقطع الفنية التي تذهب الى تمويل اعمالهم الوحشية".
وبيّن انه "لان الارهاب يستقطب اولئك الذين امتلأت قلوبهم بالكراهية ينبغي علينا جميعا ان نحارب الفكر المتطرف الذي تبناه اعداء الديقمراطية في منطقتنا بالتزامن مع معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها ان تشجع على التطرف".
وقال "ان العراقيين قدموا آلاف التضحيات من الجنود والمقاتلين والقادة وهم مستمرون في القتال والتضحيات من اجل وطننا وحماية حضارتنا ويجب ان لا نفقد التركيز ولا نهدر الوقت في حشد مواردنا لدحر داعش، ولا تنسوا ابدا ان عنصر التأخير يعد حليفا لداعش وان العواقب الوخيمة لا تؤدي بحياة العراق فحسب بل بأمن العالم اجمع .. معا قد اوقفنا زخم الارهابيين.. معا سنحرز نصرا مؤزرا لا يحسب لبلدي فحسب بل لكل دولة ممثلة هنا ولكل شعوب الارض".
اوباما يبحث مع العبادي الدعم الاميركي
وعقد العبادي عقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اجتماعا منفردا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة لتعزيزها وزيادة الدعم الاميركي للعراق في مجال التسليح والاقتصاد اضافة الى الاوضاع في المنطقة وتقوية التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.&
وقال اوباما لدى افتتاح المؤتمر ان تنظيم داعش سيخسر الحرب في نهاية المطاف مبينا ان "العراق في طليعة الدول المحاربة له".
واضاف ان "العراق في طليعة الدول المحاربة لداعش الذي سيخسر الحرب في نهاية المطاف".
وشدد بالقول "اننا سنفوز في النهاية كوننا نسعى الى امن وكرامة كل انسان وهذا يحتاج الى ادامة متطلبات الحرب والحملة على الارهابيين".
واشار اوباما الى ان "الحرب لن تكون عسكرية فقط فهناك تغييرات عميقة تحصل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا".
ودعا اوباما إلى مواجهة المشاكل الاقتصادية التي استغلها تنظيم "داعش" في تجنيد عناصره وفيما شدد على ضرورة مكافحة الأفكار المتطرفة للتنظيم، أكد أن هزيمته لن تتم بالسلاح لوحده.
وقال "علينا مواجهة المشاكل الاقتصادية التي استغلها داعش في تجنيد عناصره ويجب أن نقف ضد جهود التنظيم في تحشيد الآخرين"، لافتا إلى أن "هزيمة التنظيم لن تتم بالسلاح لوحده وإنما بالأفكار النيرة".
وأضاف أوباما أن "التطرف لا يرتبط بدين أو عقيدة وأن داعش يستهدف التجمعات الإسلامية لا سيما في المناطق السنية"، مشيرا إلى أن "السبيل الأمثل في التصدي لهذه الجماعات يكمن بتقديم المساعدة للشباب".
ويعزو مراقبون أسباب انضمام الشباب لتنظيم داعش إلى الأزمة الاقتصادية والفساد المستشري في بلدانهم، فضلا عن عدم وجود وسائل للراحة.
التعليقات