أكد كاتب بريطاني أن على بلاده أن تقف بحزم إلى جانب المملكة العربية السعودية في صراعها مع طهران، مؤكدًا أنها أثبتت أنها حليفة استراتيجية يمكن الاعتماد عليها، منتقدًا محاولات لندن مغازلة إيران عبر إلقاء المواعظ، ودعوة الطرفين إلى الحوار.
&
إعداد عبد الإله مجيد: دعا محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة الديلي تلغراف الكاتب كون كفلن بريطانيا الى الوقوف مع السعودية في تصديها للعربدة الايرانية في منطقة مهمة استراتيجيًا للمصالح البريطانية، بدلا من إلقاء المواعظ عن المصالحة بين الرياض وإيران.&
&
واشار كفلن الى ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زار لندن في خريف العام الفائت، ولكنه بدلًا من أن يتلقى ما يؤكد حرص بريطانيا على الشراكة المتينة مع المملكة، استمع الى موعظة عن ضرورة تسوية الخلافات مع ايران.&
&
دعم الشرعية
&
وجاء رد الجبير صريحًا وقاطعًا، وقد اشار فيه الى "ان الايرانيين يتبجحون علنا بتزايد نفوذهم في بلدان عربية مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وان السعودية لن يهدأ لها بال الى ان تعود البلاد العربية الى اصحابها"، كما لاحظ الكاتب كفلن.&
&
واستعرض الكاتب جهود السعودية ودول خليجية أخرى لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن ومساعدتها ضد محاولة الحوثيين المدعومين من ايران للسيطرة على اليمن بقوة السلاح، وكذلك في سوريا، فالسعودية تدعم قوى المعارضة ضد نظام بشار الأسد، الذي يدين ببقائه حتى الآن للحرس الثوري الايراني ودعم طهران العسكري لقواته.
&
ومضى الكاتب كفلن قائلا إن تحالف حكومة حيدر العبادي المتين مع ايران كان السبب في استبعاد العراق من التحالف الاسلامي الذي يضم 34 دولة لمحاربة الارهاب.
&
سذاجة!
&
واتهم كفلن وزارة الخارجية البريطانية بالسذاجة لرهانها على اقناع ايران بالتصالح مع السعودية وتسوية خلافاتهما إزاء تدخلات ايران في الدول العربية، وقال: "إن على وزارة الخارجية وبقية الحكومة البريطانية ان تحدد الطرف الذي تقف معه، السعودية أم ايران؟"، واضاف: "ان الاجابة ينبغي ان تكون بديهية إزاء العلاقات الاستخباراتية والتجارية والدفاعية العريقة بين بريطانيا والسعودية".&
&
ونوه الكاتب كفلن قائلًا: "حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح بريطانيا، في الداخل والخارج، اثبت السعوديون، بخلاف طهران، المرة تلو الاخرى انهم حلفاء موثوقون وفاعلون. وان الدعم الذي قدمته السعودية ودول خليجية مثل البحرين كان ذا أهمية حاسمة للحفاظ على تدفق امدادات النفط الحيوية الى الغرب، في حين ان المعلومات التي قدمتها الأجهزة الأمنية السعودية ساعدت في احباط عدد من الاعتداءات الارهابية في شوارع بريطانيا".
&
التحالف الأجدى
&
وقال: "إن هناك مجموعة ذات نفوذ من مسؤولي وزارة الخارجية يرون ان بناء علاقات أمتن مع طهران من شأنه ان يخدم مصالح بريطانيا طويلة الأمد على نحو أفضل، في حين ان السعوديين أثبتوا المرة تلو الأخرى قيمة التحالف معهم".&
&
وتابع كفلن قائلًا: "إن هذا الجيل الجديد من انصار ايران في وزارة الخارجية، إذ ينحون جانبا عشرات السنين من العداء الايراني الذي سمم العلاقات مع لندن، يغفلون حقيقة ان الايرانيين يقاتلون في سوريا دفاعا عن نظام الأسد"، وأضاف: "بعد اطلاق ايران الاسبوع الماضي صاروخا قرب سفينة حربية اميركية في مضيق هرمز، لا يمكن ان تكون هناك أي ضمانة بأن الاتفاق النووي سيتمخض عن سلوك ايراني يتسم بقدر اكبر من المسؤولية".&
&
واختتم كفلن تعليقه قائلا: "ان العمل على تحسين العلاقات مع ايران قد يكون دبلوماسية صالحة، ولكن حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا فان البقاء مع حلفاء مجرَبين مثل السعودية أجدى بكثير".&
&
&

&