بدأ اسم رجل الأعمال السوري البريطاني أيمن الأصفري يسطع في الأونة الأخيرة، لا سيما بعد زياراته السياسية المتعددة في سبيل إنتاج حل سوري يشبه إلى حد بعيد اتفاق الطائف اللبناني، في دور يُذكر بدور رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، الذي لعب دورًا محوريًا في إنجاز هذا الإتفاق.
&
بهية مارديني: كشف مصدر سوري معارض لـ "ايلاف" عن زيارة سرية يقوم بها رجل الأعمال السوري البريطاني أيمن الأصفري الى تركيا منذ أمس الأول، وقال المصدر "إن الأصفري التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو دون الكشف عن تفاصيل هذه اللقاءات".
&
إستنساخ "الطائف"
&
وربط المصدر زيارة الأصفري &بتسريبات سابقة لـ "ايلاف" عن حل سوري يرتبط بفكرة الطائف على غرار ما جرى في لبنان، كما يلتقي الأصفري خلال زيارته أنقرة واسطنبول معارضين سوريين.
&
والأصفري هو رجل أعمال سوري ابن مدينة ادلب يحمل الجنسية البريطانية وتعتبره بعض الدول ضامنا، وتقول عنه بعض المعلومات أنه حافظ على علاقات منسجمة مع كل الأطراف، وكان مسؤولون في الخارجية السعودية التقوا معه في لندن ما قبل مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الذي حضره دون أن يرشح نفسه للهيئة العليا للتفاوض.
&
و يردّد معارضون سوريون مؤخرًا مصطلح "اتفاق الطائف السوري"، مستلهمين اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، مابين آراء متعددة رافضة وموافقة أومستبعدة حصوله أو انسجامه مع ما يجري في سوريا.
&
ويعتبر بعض المعارضين استقرأت آراءهم "ايلاف" أن المجتمع الدولي أدرك أن ثورات بلدان الشرق الأوسط تبدأ بمطالب ديمقراطية وتنتهي بتنظيمات دينية معادية للديمقراطية والحوار والفهم الغربي لحقوق الانسان، والغرب بقيادة الولايات المتحدة والشرق بقيادة روسيا والصين سيبحثان عن حل سياسي يتمثل في عقد مؤتمر جنيف ثالث، لعقد طائف دولي لسوريا، على غرار الطائف اللبناني الذي أنهى الحرب الأهلية، "لكن هذا الطائف سيكون مقتصرًا على المراحل الانتقالية، وبعدها سيكون الاختيار حرًا للأغلبية".
&
أشد تعقيدًا
&
فيما يرى آخرون أن المشكلة السورية أعقد من الوضع اللبناني، "وفي سوريا اليوم قوى غير سورية لها مشروعها، ستحاول جاهدة عرقلة تنفيذ أي اتفاق يعقد بين السوريين، كما يستحيل أن تنخرط الفصائل الثورية مع ميليشيات الأسد في قتال تلك القوى غير السورية"، ولكن معارضين يرفضون مقولة الطائف السوري، "فلا يمكن للمجتمع الدولي أن يثبت القوى الوطنية في شراكة مع النظام، وطبيعة النظام السوري وجوهر وجوده هو التفرد أما الشراكة فلا تتوافر في قاموسه السياسي".
&
هذا ويجري الحديث بين أطراف المعارضة عن "طائف سوري" تتعدد أبطاله والأسماء المقترحة له، اسوة باتفاق "الطائف" في لبنان. و"اتفاق الطائف" هو الاتفاق الذي شمل الأطراف المتنازعة في لبنان، وذلك بوساطة سعودية في 30 أيلول / سبتمبر 1989 في مدينة الطائف، وتم إقراره بقانون بتاريخ 22 تشرين الأول / أكتوبر 1989 منهياً الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت أكثر من خمسة عشر عاماً.
&
وعلمت ايلاف أن من بين الأسماء المطروحة ليكون "رفيق الحريري سوريا"، يبرز اسم أصفري الذي يعيش في لندن كما يتم تناول أسماء بدرجة أقل مثل رجل الأعمال وليد الزعبي الذي يعيش في الامارات، وهو صاحب شركة تايغر العقارية، ومصطفى الصباغ رئيس المنتدى السوري للأعمال المحسوب على قطر.
&
وأصفري يرأس مجموعة بتروفاك للنفط والغاز التي أسسها، وتعتبر من أكبر 100 شركة بريطانية، ومن كبرى شركات النفط في العالم، وتضم حوالي 12000 موظف، وتعمل إنطلاقاً من 6 مراكز إستراتيجية واقعة في أبردين والشارقة ووكينغ وشيناي ومومباي وأبوظبي، إضافة إلى 19 مكتباً في مختلف أنحاء العالم بحسب موقع الاقتصادي. ويموّل أصفري مركز الدراسات السورية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، والذي تأسس عام في عام 2006، لتعزيز التبادل والحوار بين الباحثين السوريين والبريطانيين. كما تقدم مؤسسة الأصفري الخيرية سنوياً مجموعة من المنح للطلاب السوريين الذين يرغبون في الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت.

&