شهدت الجلسة الأولى للبرلمان المصري العديد من المواقف الغريبة، منها رفض نائب أداء القسم بنصه المعروف، بسبب اعتراضه على اعتراف الدستور بـ"ثورة 25 يناير"، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، في حين تلا نائب سلفي القسم من ورقة داخل المصحف الشريف، بينما رفع نواب آخرون العلم المصري أثناء القسم، وتعرضت نائبة للإغماء، وتعطلت الجلسة بسببها.
&
كما هي العادة، وقعت مواقف غريبة وطريفة من جانب النواب في أولى جلسات مجلس النواب الجديد، ولعل أكثر الوقائع صخباً، وإثارة للجدل، هي واقعة رفض النائب مرتضى منصور، رئيس النادي الزمالك أداء القسم بنصه المعروف، وأدخل كلمة عليه، ما اعتبره خبراء قانونيون قسماً غير دستوري، وابطالاً لعضويته، ما اضطره إلى أدائه مرة أخرى.&
&
وقال منصور، وهو يشغل منصور في المرة الأولى: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم (مواد) الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، في حين أن القسم لا ينص على كلمة (مواد) التي أضافها منصور إليه، وذلك لإعتراضه على اعتراف الدستور بـ"ثورة 25 يناير" التي أسقطت نظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
&
وأثار "قسم مرتضى منصور" الكثير من الجدل، واعتبره خبراء قانونيون غير دستوري، ومبطلاً لعضويته، وأرسل نواب آخرون مذكرة إلى رئيس المجلس بهاء الدين أبوشقة، وقال عقب انتهاء النواب من القسم: "ورد إلينا بخصوص أداء اليمين من النائب المحترم مرتضى منصور، أنه أضاف كلمة وفيها تزيد وهو القسم بمواد الدستور، ولكننا أمام مادة 104 واضحة، وهي ضرورة الالتزام بنص اليمين الدستوري".
&
وتابع: "وعندما نكون أمام نص واضح، لابد أن نأخذ بوضوح النص الذي&لا يحتمل تأويلاً وتحويراً، المادة 104 وضعت شرطًا أو قيدًا في مباشرة مهام العضوية وهو أداء القسم، وفي ذات المادة حددت وعلى نحو واضح وظاهر وجلي نص القسم، وعندما نكون أمام نص واضح لابد أن يكون هناك إلتزام بحرفية النص دون تأويل".
&
وطلب "أبو شقة" من "منصور"، "أن يؤدي القسم مرة أخرى تكريم له مرتين، حتى لا تثار مشاكل".
&
وأثار طلب رئيس المجلس غضب منصور، ورد بالقول: "لا وصاية عليَ من أحد في المجلس، شغل المخبرين انتهى من زمان، أما الإنشاء المكتوب في الأول ده، أنا مش هحلف على كلام إنشاء (يقصد ثورة 25 يناير)، أنا بحترم مواد الدستور، والأحكام الانتقالية التي وردت، فأنا ملتزم بمواد الدستور والأحكام الواردة في الدستور، ولو هنبدأ المجلس بالطريقة دي مش هينفع".
&
واستطرد: "مش مقتنع بكلام الإنشاء، هحلف على حاجة مش مقتنع بها همشي، أنا بحترم مواد الدستور كلها، لكن مش بحترم كلام الإنشاء ده".
&
ورد رئيس المجلس: "لو لم نلتزم بصيغة القسم لا نكون أدينا اليمين الدستورية"، فرد "منصور": "أنا مش طايق 25 يناير، ولن أعترف بـ 25 يناير أنا حر، أيه الغضاضة حتى نقطع الشك باليقين".
&
واضطر "منصور" في النهاية إلى أداء القسم بصيغته المعروفة، وقال: "أنا هحلف اليمين التاني بس الأولاني هو اللي جوايا".
&
وكعادة نواب حزب النور السلفي في إثارة الجدل، رفع النائب أحمد الشريف "المصحف"، وتلا القسم الدستوري من ورقة داخل المصحف. بينما رفع نواب آخرون العلم المصري أثناء أدائهم القسم.
&
وفي السياق ذاته، اعترض النائب المستشار سري صيام، الذي كان مرشحاً بقوة لمنصب رئيس المجلس، على &نعته بـ"العضو"، وقال: "أنا نائب ولست عضوًا، ولا وجه للتفرقة في نداء المُعينين بالعضو، والمنتخبين بالنائب".وأضاف أن قرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، المنشور في الجريدة الرسمية، ينص على أن المُعينين في مجلس النواب لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات كالأعضاء المنتخبين.
&
وتعرضت النائبة هانم حسن أبوالوفا، لوعكة صحية طارئة، وأصيبت بالإغماء أثناء القسم الدستوري، وتوقفت الجلسة لبضع دقائق.
&
ومن جانبه، اعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، انعقاد البرلمان "يثري البعد الشعبي في العلاقات الخارجية" لمصر، وقدم التهنئة إلى الشعب المصري وأعضاء مجلس النواب، بانعقاد الجلسة الأولى للمجلس، الذي تم تشكيله عقب إنجاز الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل، التي توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، ليكتمل البناء المؤسسي والتشريعي للدولة، تحقيقًا لآمال وطموحات الشعب في تأسيس دولته الحديثة التي تعلي قيم الديمقراطية والعدالة، من أجل استكمال مسيرة التنمية التي بدأت بعقول وسواعد أبناء المصريين.
&
وأعرب السيسي، في بيان صحفي اليوم، عن تمنياته بالنجاح والتوفيق للمجلس في اضطلاعه بأعماله الرقابية والتشريعية واستئنافه لدوره الفاعل في المجتمع، مؤكداً أن المجلس سيجد كل الدعم والمساندة من السلطة التنفيذية، فيما هو منوط بها من مهام وواجبات، وفي إطار تام من الاحترام الكامل لمبدأ الفصل بين السلطات الذي نص عليه الدستور، بما يكفل لنواب البرلمان ممارسة مهامهم في حرية تامة، تمكنهم من أداء واجباتهم إزاء الوطن والمواطنين على الوجه الأكمل.
&
وأشار السيسي إلى أهمية استئناف مصر نشاطها البرلماني على كل الأصعدة الإقليمية والدولية، بما يثري البعد الشعبي في العلاقات الخارجية، وهو الأمر الذي تحرص مصر الجديدة على تعزيزه وتفعيله، إيمانًا بدور الشعب في عملية صنع واتخاذ القرار وصياغة مستقبل الوطن، مشيرًا إلى أن هذا المشهد يعكس حجم الإنجاز الذي حققته مصر بإرادة شعبها، الذي تكاتف صفًا واحدًا من أجل مصلحة الوطن.