إعداد عبد الاله مجيد: إذا أمكن تلخيص مغني البوب البريطاني ديفيد بوي الذي توفي بعد صراعٍ دام 18 شهرًا مع مرض السرطان بعبارة واحدة فهي أنه كان فنانًا استثنائيًا. لم يكن بوي أكاديميًا ولكنه كان يفكر بعقل مثقف يحب الاكتشاف.

وكان العالم بنظره مكانًا متغيرًا يزخر بالأفكار الجديدة المثيرة التي تنتظر من يميط اللثام عنها.

وكان بوي، بهذا المعنى على الأقل، بيكاسو موسيقى البوب، مبدعا صاحب رؤية، قلقا، فنانا جمع بين مفاهيم طليعية معقدة بتركيبها في اعمال جميلة لامست قلوب الملايين وعقولهم في أنحاء العالم.

ثورة روك

ظهر بوي على مسرح موسيقى البوب بشعر برتقالي ومكياج خطَّه على وجهه بأقلام ملونة وأحدث ثورة في موسيقى الروك أوائل السبعينات بتحويلها من مهرجان للفحولة إلى شيء أكثر ظلالا وغرابة بكثير.

كان عالم بوي عالم اغتراب وابهام، بل نسخة من اغنيته الشهيرة "سبيس اوديتي". ونظر الجيل القديم الى عمله بفضول فيما استهان به مغنو الروك التقليديون ولكن المراهقين سُحروا به وكأن لسان حالهم يقول "اخيرا هناك شخص يفهمنا".

أيقونة

تبدى أسلوب بوي الغنائي في عام 1971 بأغنية تقول كلماتها "التفتْ وواجه ما هو غريب وما عليك إلا ان تكون انسانا مختلفا".

وهكذا كان بوي في اغانيه اللاحقة حتى انه اصبح مهجوسا بفكرة صنع الشخصية تلو الأخرى في فعل ينتمي الى ما بعد الحداثة على مستوى موسيقى البوب.

وأصبح ديفيد بوي أيقونة على حد تعبير ويل غومبيرتز المحرر الفني في بي بي سي، ولكنه تحت كل الألوان التي يصبغ بها وجهه والوهم الذي يوحي به كان انسانا اسمه ديفيد جونز من جنوب لندن، شابا اعتياديا قدم اشياء استثنائية.