أثارت دعوة اليهود الى عدم ارتداء القلنسوة في اعقاب الهجوم على مدرس يهودي كان يرتدي قلنسوة في مرسيليا، جدلا الاربعاء بين رغبة اليهود في الاحتفاظ برموز هويتهم والمخاطر الامنية التي يمكن ان يتعرضوا لها.&
&
والاثنين هاجم فتى المدرس اليهودي بنجامين امسيليم (35 عاما) بساطور في وضح النهار في مرسيليا، ما اسفر عن اصابته بجروح في الكتف واليد.&
&
ويضاف هذا الحادث الى سلسلة الحوادث المعادية لليهود التي وقعت خلال الاشهر الماضية.&
&
وعقب هذا الحادث بدأ الاهالي يطلبون من ابنائهم عدم ارتداء القلنسوة والاستعاضة عنها بقبعة بيسبول.&
&
&والثلاثاء دعا زعيم الطائفة اليهودية في مرسيليا زيفي عمار الرجال والصبيان اليهود الى عدم ارتداء القلنسوة&
&
"حتى تاتي ايام افضل"، وقال "لسوء حظنا فنحن مستهدفون. وفور التعرف علينا كيهود يمكن ان نتعرض لهجوم وربما لخطر الموت".&
&
ومنفذ هجوم الاثنين هو فتى كردي من تركيا عمره 15 عاما. وصرح للشرطة انه "يخجل من نفسه" لانه لم يتمكن من قتل ضحيته.
&
وقال وفق مصدر مقرب من التحقيق "لست نادما، انا فخور بذلك".
&
والاربعاء رفض المتحدث باسم الحكومة ستيفان لا فول الادلاء برايه بشان القلنسوة، وقال ان هذا "جدل نشأ داخل المجتمع اليهودي". الا انه اكد ان دور الدولة هو "توفير الحماية ونبذ الاعمال المعادية للسامية".&
&
وصرح للتلفزيون الفرنسي انه "للاسف فان معاداة السامية مستمرة منذ فترة طويلة للغاية، وتتخذ اليوم اشكالا جديدة".&
&
الا ان العديد من الوزراء والسياسيين تحدثوا عن هذه المسالة، حيث اعربت وزيرة التعليم نجاة فالو بلقاسم عن استغرابها من دعوة الحاخام عمار، وقالت "انا شخصيا لا يمكن ان اعطي مثل هذه النصيحة".&
&
واكدت في حديث مع الاذاعة الفرنسية ان عمار "كانت نيته حسنة، ولكن هذه ليست الرسالة المناسبة، خاصة الان".&
&
وقال بريس اورتوفو من حزب الجمهوريين اليمين الوسط انه من المستحيل "عدم تغيير السلوك في مواجهة هذه الاعمال الشنيعة".
&
وتعبيرا عن تضامنهم ارتدى النائب كلود غوسغين ونائب رئيس مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا ميير حبيب القلنسوة اليهودية في اورقة البرلمان الفرنسي.
&
والثلاثاء رفض كبار زعماء اليهود في فرنسا الدعوة الى عدم ارتداء القلنسوة، ووصفوا ذلك بانه "سلوك انهزامي" واساءة الى هوية اليهود.&
&
وجاء رد فعل كبير حاخامي فرنسا حاييم كورسيا سريعا في وقت متاخر من الثلاثاء حيث اقر ان دعوة عمار تاتي من "منطلق عاطفي مفهوم (ولكن) علينا ان لا نستسلم مطلقا".&
&
وقال رئيس الجالية &اليهودية جويل ميرغي، رئيس الكنيس اليهودي المركزي في فرنسا "اذا تخلينا عن ارتداء اي رمز مميز لهويتنا، فان ذلك يثير تساؤلات حول مستقبلنا في فرنسا".&
&
وتزايدت الهجمات ضد اليهود في فرنسا في السنوات الاخيرة حيث زادت بنسبة 84% في الفترة من كانون الثاني/يناير 2015 وايار/مايو 2015 مقارنة مع عام سابق، طبقا لاحصاءات رسمية.&
&
ونتيجة لذلك فقد تزايدت اعداد المهاجرين اليهود &من فرنسا الى اسرائيل وبلغت 7900 يهودي العام الماضي.&
&
-- غصة في الحلق --
&
وجاء هجوم الاثنين بعد ايام من احياء فرنسا الذكرى الاولى لضحايا هجمات باريس التي اودت بحياة 17 شخصا من بينهم اربعة قتلوا في متجر يهودي.&
&
كما جاء بعد اربعة ايام على هجوم شنه جهادي على مركز للشرطة في باريس، بعد عام من المجزرة التي تعرضت لها صحيفة شارلي ايبدو الساخرة.&
&
كما ان هذا الهجوم هو الثالث على اليهود خلال الاشهر الاخيرة في مرسيليا، حيث يعيش ثاني اكبر عدد من اليهود في فرنسا بعد العاصمة باريس.
&
فقد تعرض ثلاثة من اليهود للاعتداء في تشرين الاول/اكتوبر، احدهم بسكين قرب كنيس يهودي على يد مهاجم في حالة سكر.
&
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، طعن مدرس يهودي آخر من قبل شبان اطلقوا هتافات معادية للسامية واعربوا عن دعمهم لتنظيم الدولة الاسلامية.
&
تقول ام يهودية (43 عاما) في مرسيليا "عندما اترك اولادي على باب المدرسة، اشعر بغصة في الحلق"، مضيفة انها طلبت من ابنها البالغ من العمر 14 عاما عدم ارتداء القلنسوة.&
&
ويبلغ عدد اليهود في مرسيليا نحو 70 الف من بين 850 الفا من السكان. كما يعيش فيها اكبر عدد من المسلمين ويبلغ عددهم 220 الفا.
&
ويقدر اجمالي عدد اليهود في فرنسا ما بين 500 و600 الف يهودي، وهو اكبر عدد من اليهود في اوروبا، ويشكلون واحدة من اكبر الجاليات اليهودية في العالم.&