نصر المجالي: أكدت واشنطن وموسكو ثقتهما حول بدء المفاوضات السورية ـ السورية في جنيف هذا الشهر، واجتمع وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في زوريخ الأربعاء لتنسيق مواقفهما في المرحلة المقبلة.&
&
وأكد وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي عقده في مدينة زيورخ السويسرية أنه "من المهم بدء العملية السياسية بأسرع وقت ممكن. واتفقنا على أنه عند بدء هذه العملية سيصبح من الممكن الحديث عن وقف إطلاق النار".
&
ورغم لهجة الوزير الروسي حول اتفاق في المواقف مع واشنطن، إلا أن هوية المشاركين من جانب المعارضة في المفاوضات السورية المقبلة تشكل نقطة خلاف.&
&
وقال لافروف إن "هناك تواريخ مختلفة (لبدء العملية) إلا أن القرار الأخير يعود للأمين العام للأمم المتحدة اعتمادا على نصيحة وتوصية مبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا".
&
وأضاف أن "العملية ستبدأ فقط، وبالطبع ستتطلب وقتا غير قليل"، مشيرا الى أن دي ميستورا، المبعوث الدولي إلى سوريا، "على اتصال نشط الآن مع الأطراف السورية والحكومة السورية ومختلف المعارضين كما داخل سوريا، كذلك خارجها، ويقع على عاتقه التزام من مجلس الأمن بإرسال الدعوات للمشاركين السوريين في هذه المفاوضات".
&
المساعدات الإنسانية
&
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي أن موسكو مستعدة لتنسيق المساعدة الإنسانية لسوريا مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قائلا بهذا الصدد: "أكدنا ضرورة حل المشاكل الإنسانية في سوريا، وأطلعنا الجانب الأمريكي على أن القوات الجوية الفضائية الروسية، وخلال تخطيط عملياتها، تأخذ بعين الاعتبار البرامج التي تنفذها في سوريا المؤسسات الدولية الإنسانية. وذكرنا أننا جاهزون لتنسيق عملياتنا بشكل أوثق مع التحالف الأميركي".
&
واعتبر لافروف أن مشروع قرار الأمم المتحدة للتسوية السورية الذي تم اتخاذه في كانون الأول (ديسمبر) قريب من التقدم الى الأمام، "والمهم أننا خرجنا بنتيجة واضحة، ألا وهي أن مشروع القرار رقم 2254 يبقى الأساس الأهم للاستمرار في التقدم. وقد ناقشنا إجراءات عملية لتأمين خطوات وقف إطلاق النار الذي لن يشمل الأراضي التي يسيطر عليها داعش وجبهة النصرة، فهي تبقى عدوتنا".
&
وأكد أن "اتفاق الهدنة لا يمكن أن يشملهما، وسنستمر بمحاربتهما حتى تدميرهما بالكامل".
&
جيش الاسلام
&
كما أشار الوزير الروسي في هذا السياق إلى أن روسيا قدمت معطيات تؤكد أن "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" منظمتان إرهابيتان، مشددا على أن روسيا لم تتخل عن مواقفها إزاء هاتين المنظمتين، "فالأولى مشهورة بأنها قصفت مرارا مناطق سكنية في دمشق والسفارة الروسية، فيما تعتبر "أحرار الشام" نسلا مباشرا للقاعدة".
&
وأوضح أن الجانب الروسي "قدم معلومات تتضمن حقائق تؤكد عدالة موقفنا"، منوها كذلك بـ"استمرار عملية تحديد المنظمات الإرهابية في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، ونعول على أنه سيتم أخذ هذه الحجج بعين الاعتبار من قبل زملائنا".
&
الارهاب
&
وقال لافروف إن محادثاته مع كيري ركزت على تنسيق الجهود بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف أن الجانب الأميركي طرح عددا من الاقتراحات بهذا الشأن، وهي تسير "في اتجاه صائب".
&
مع ذلك فقد أشار لافروف إلى أن "التطبيق العملي للجهود المشتركة بين موسكو وواشنطن وتوزيع المهمات والدعم المتبادل على صعيد مواجهة الإرهابيين لا تزال مهمتنا"، مضيفا أن بإمكان البلدين التوصل إلى اتفاقات أكثر فعالية من مذكرة تنص على "إجراءات لا بد منها لتفادي المفاجآت".
&
وذكر الوزير الروسي أن "مسار مكافحة الإرهاب يبقى من المسارات الرئيسية في الجبهة السورية".

&