لندن: كان الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ ايل والد الزعيم الحالي كيم جونغ اون يشعر بالاحباط لغياب الابداع لدى السينمائيين في بلده وكانت تثور ثائرته على غير المتوقع ضد الايديولوجيا المفرطة والجمود العقائدي في الافلام الكورية الشمالية، كما يكشف فيلم وثائقي جديد. &
ويروي فيلم "العشاق والمستبد" كيف تمكن السينمائيان الكوريان الجنوبيان شن سانغ اوك وزوجته الممثلة تشوي يون هي من تهريب التسجيلات الصوتية التي توثق كلام الزعيم كيم ايل بعد ان خطفتهما الاستخبارات الكورية الشمالية في عام 1978 للعمل على تطوير صناعة السينما في كوريا الشمالية.
وكان كيم ايل الذي حكم من 1994 حتى وفاته في عام 2011 شغوفاً بالسينما وحث السينمائيين المخطوفين على تقديم مثال لشعب كوريا الشمالية "من خلال افلام خلاقة" معترفاً بأن جهود نظامه في هذا المجال "عديمة الجدوى".&
ويُسمع كيم ايل يقول في التسجيلات الصوتية "حين اشاهد افلامنا تكون كلها جامدة عقائدياً. لماذا تدور افلامنا دائما حول القصص الايديولوجية نفسها؟ لماذا هناك الكثير من مشاهد البكاء؟
وكان السينمائيان الكوريان الجنوبيان المخطوفان حصلا على جهاز تسجيل ارادا به ان يقولا للعالم انهما في كوريا الشمالية ضد إرادتهما. ولكنهما اخذا يسجلان اقوال الزعيم كيم ايل خلسة ايضاً. &&
ومما يقوله كيم ايل في هذه التسجيلات ان الشرائح العليا في المجتمع "تعيش حبيسة وراء السياج ولا ترى إلا اشياءها وهي سعيدة بهذا الوضع". &
كان الزعيم كيم ايل يريد بناء صناعة سينما حديثة في بلده فقرر بكل بساطة ان يخطف سينمائيا ناجحاً مع زوجته من كوريا الجنوبية ليكون موضوع هذه القصة الحقيقية الغربية. &
وتبدو مناشداته السينمائيين المخطوفين شن وتشوي مد صناعة السينما الكورية الشمالية بقدر من الابداع على نقيض صارخ مع الدعاية الرسمية لنظامه التي تصور كوريا الشمالية فردوساً اشتراكياً على الأرض. &
ويُسمع كيم ايل في احد المقاطع الصوتية وهو يشيد بأخلاق العمل الرأسمالية للعدو الطبقي قائلا "اقول بصراحة ان السبب هو انهم في الجنوب يعملون بمثابرة لأنهم يحتاجون الى المال وإطعام انفسهم. انه نتاج دم وعرق ودموع. اما هنا فان الناس سعداء ومرتاحون بكل بساطة... لا أحد يدفعهم الى الأمام".&
وأمضى السينمائيان اللذان صنعا الفيلم الوثائقي الاميركي روس آدم والبريطاني روب كانان ساعات في الاستماع الى التسجيلات الصوتية التي تكشف ان علاقة الزعيم كيم ايل بالسينمائيين المخطوفين ليست علاقة دكتاتور مستبد برهينتين خاضعين.
ونقلت صحيفة الغارديان عن آدم قوله "ان المرء يشعر احيانا ان الثلاثة يتعاملون مع احدهم الآخر وكأنهم اصدقاء لديهم طموحات مشتركة وهوس بالسينما".
ويلاحظ كانان ان كيم ايل يُسمع وهو يتحدث باحترام مع المخرج الكوري الجنوبي المخطوف "ليس لأن شن أكبر سناً فحسب بل لأنه يكن لها اعجاباً وكان من أكبر المعجبين بأعماله السينمائية".
وتكشف التسجيلات الصوتية عن زعيم شاب لا يشعر بالثقة متلهف لنيل تزكية فنية من شن ومهجوس برأي العالم بأفلام كوريا الشمالية. فهو يقول "إذا لم نلحق بالركب خلال السنوات العشر المقبلة فان صناعتنا السينمائية ستتخلف بكل صراحة. وقد نصبح في المؤخرة". &
كسب السينمائيان المخطوفان تدريجيا ثقة الدكتاتور الى ان تمكنا من الفرار خلال زيارة الى النمسا لترويج افلام كورية شمالية في عام 1986 وأخذا معهما تسجيلاتهما الصوتية السرية. &
اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة الغارديان على الرابط التالي.
التعليقات