واشنطن:&تستغل روسيا الأيام الأخيرة من إدارة "البطة العرجاء" في البيت الأبيض لمساعدة بشار الأسد في إحكام قبضته على السلطة والسيطرة على مزيد من الأراضي وتضييق الخيارات المتاحة أمام الرئيس الأميركي القادم&حين يتصدى لقضية الحرب الأهلية في سوريا، كما قال مسؤولون أميركيون ومحللون روس.
وبحسب هؤلاء فان استراتيجية الرئيس فلاديمير بوتين هي التحرك بقوة في ما يراه نافذة فرصة فريدة هي الأشهر المتبقية من الآن الى تنصيب الرئيس الاميركي الجديد في مطلع 2017.& ويقدر بوتين في حساباته ان الرئيس المنتهية ولايته اوباما لن يتدخل في مواجهة تصعيد النزاع السوري وان الرئيس الجديد (او الرئيسة) الذي قد ينتهج سياسة اشد حزماً في التعامل مع الكرملين والأسد لن يكون في البيت الأبيض خلال هذه الفترة. &
وقال نيكولاي بتروف المختص بالعلوم السياسية في موسكو "ان بوتين في عجلة من أمره قبل الانتخابات الاميركية وان الرئيس الاميركي المقبل سيجد واقعاً جديداً سيُجبر على قبوله".&
وابلغ محللون في الاستخبارات الاميركية اوباما بأن هدف روسيا هو مساعدة جيش الأسد على استعادة الشطر الشرقي من مدينة حلب لتتمكن موسكو من استئناف المحادثات بشأن مستقبل سوريا من موقع أقوى بكثير لأنهم سيناقشون "تقييمات مصنفة".
وتأكيدا لهذا الرأي قال مسؤول رفيع في الاستخبارات الاميركية ان هجمات القوات الروسية ونظام الأسد منذ انهيار الهدنة كانت من اشد الهجمات فتكاً منذ اندلاع النزاع.& &
ورغم ان قراءة نيات بوتين فن أكثر منها علما، فان هناك مؤشرات الى انه يرى في سوريا مصلحة استراتيجية وان تدخل روسيا في النزاع يمثل أهم موقع قدم عسكري يحققه الكرملين في الشرق الأوسط منذ عقود متيحاً لموسكو ان تستعرض عضلاتها العسكرية بوصفها قوى دولية كبرى.& &
المعارضة لن تستسلم
وفي حال تمكن النظام السوري من السيطرة على حلب بالكامل فان خمسة مراكز سكانية كبيرة ستكون تحت سيطرته هي دمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقية. &
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن روبرت فورد السفير الاميركي السابق في دمشق ومبعوث وزارة الخارجية السابق لدى المعارضة السورية "ان من الجائز ان تكون الحالة النهائية شيئاً يدخل فيه الحل العسكري طريقاً مسدوداً ولكن النظام في موقع القوي".& واضاف فورد "أنا لا اعتقد ان المعارضة ستستسلم فهي لن تتوقف عن القتال ولكنها ستكون مهمشة".& &
وكانت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون دعت الى اقامة منطقة حظر جوي جزئي في سوريا يتطلب فرضها نشاطاً عسكرياً اميركياً اكبر في سوريا. وقال مستشارو كلينتون انها لم تغير موقفها في هذا الشأن.&
وقال اندرو تابلر الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط "ان مسؤولين ومفكرين روساً ابلغوني بصورة مباشرة انهم يعتقدون ان احتمالات ان تستخدم هيلاري كلينتون القوة في سوريا أرجح من إقدام اوباما على مثل هذه الخطوة وان السيطرة على حلب ستضع الرئيس المقبل امام أمر واقع ، وستستمر الحرب ويبقى تنظيم داعش مسيطراً على اجزاء من البلاد ولكن النظام سيحتفظ بالعمود الفقري للبلاد من الشمال الى الجنوب".& &
ولم يكن هذا المآل في رؤية البيت الأبيض قبل عام حين بدأ الروس يعززون قواتهم الجوية في سوريا. وحاولت وزارة الخارجية في البداية& قطع الطريق على هذا التحشيد طالبة من بلغاريا وبلدان اخرى ان تغلق مجالاتها الجوية.&
مستنقع يغرق فيه الكرملين
وذهب بعض المسؤولين في ادارة اوباما الى ان سوريا قد تتحول الى مستنقع يغرق فيه الكرملين وخاصة إذا أقدمت الدول العربية التي تدعم المعارضة السورية على مدها بأسلحة مضادة للطائرات وقرر داعش استهداف المدن الروسية.& وبحسب هؤلاء المسؤولين فان هذا سيدفع روسيا الى اعادة النظر بسياستها.& &
ولكن موسكو واصلت تنفيذ استراتيجيتها بكلفة زهيدة في الأرواح والموارد متعلمة من دروس نزاعات سابقة.& فان روسيا ، بخلاف الغزو السوفيتي لافغانستان ، اعتمدت بالدرجة الرئيسة على القوة الجوية في سوريا وتفادت استخدام وحدات برية كبيرة. &كما استخدمت الطائرات الروسية وطائرات النظام لقطع خطوط الامداد عن المعارضة ومنع وصول المساعدات الانسانية وتدمير المستشفيات ومنشآت معالجة الماء بدلا من دخول جيش الأسد المستنزَف في حرب شوارع باهظة الثمن مع مقاتلي المعارضة.&
أعدت إيلاف المادة عن& صحيفة نيويورك تايمز&
المادة الأصل هنا
التعليقات