بعيد إعلان فوزه بجائزة نوبل للسلام 2016 قال الرئيس الكولومبي إنه يهديها إلى شعبه كله، في وقت شددت كاسي كولمان فايف رئيسة اللجنة المانحة للجائزة على أن المكرّم سانتوس يستحق الجائزة لجهوده الجبارة في وقف حرب تجاوزت نصف قرن.

إيلاف - متابعة: اهدى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس جائزة نوبل للسلام التي نالها الجمعة لشعب بلاده "الذي عانى كثيرا" واكد ان السلام "قريب جدا" معتبرا ان الجائزة تشكل حافزا كبيرا في مساعي السلام. وفي مقابلة مع مؤسسة نوبل قال الرئيس الكولومبي عبر الهاتف "نحن قريبون جدا من تحقيق السلام. انال هذه الجائزة باسمهم: الشعب الكولومبي الذي عانى كثيرا من جراء هذه الحرب".

واضاف "يجب المثابرة"، فيما رفض الشعب الكولومبي اتفاق السلام خلال استفتاء نظم الاحد مطالبا خصوصا بعدم تمكن المتمردين الذين يلقون السلاح، من المشاركة في الحياة السياسية وان يودعوا السجون بدلا من الاستفادة من عقوبات بديلة.

وتابع سانتوس في المقابلة التي نشرتها مؤسسة نوبل على تويتر ان "الكولومبيين سيتلقون هذه الجائزة بتأثر شديد، وخصوصا الضحايا الذين سيكونون سعداء جدا لان هذه الجائزة منحت باسمهم". وخلص الى القول "سنمضي حتى النهاية، ونحن قريبون جدا من التوصل الى السلام".

وأثنت اللجنة المانحة لجائزة نوبل على سانتوس لإنجازه اتفاق السلام مع متمردي "فارك"، الذي وقع في العام الماضي بعد أربعة أعوام من التفاوض. لكن الكولومبيين رفضوا الاتفاق بهامش ضئيل في استفتاء أجري في الأسبوع الماضي. وأدى الصراع في كولومبيا إلى مقتل 260 ألف شخص وإلى تشريد أكثر من ستة ملايين آخرين.

وقالت كاسي كولمان فايف رئيسة اللجنة المانحة للجائزة "اللجنة النروجية للجائزة قررت منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس لجهوده الحثيثة لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في بلاده منذ أكثر من 50 عامًا". واعتبرت أنه يستحقها بجدارة.&واختير الفائز بالجائزة المرموقة من قائمة تضم 376 مرشحًا، بينهم 228 شخصًا و148 مؤسسة.

وفي وقت سابق، كُشف عن قائمة من المرشحين جاء في صدارتها هيئة الدفاع المدني السورية المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، وفريق التفاوض في الاتفاق النووي الإيراني. وكان أكثر من 300 ألف شخص وقعوا عريضة تدعم فوز الخوذ البيضاء على الجائزة.

تقدم بعد شهرين
وفي العام الماضي، كانت الجائزة من نصيب اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس، بسبب ما قدمته من "مساهمة مصيرية في بناء ديمقراطية تعددية" بعد ثورة عام 2011.

وستقدم جائزة نوبل للسلام، وقيمتها ثمانية ملايين كورونة (930 ألف دولار)، (الدولار = 8.5891 كورونة سويدية)، في أوسلو يوم العاشر من ديسمبر. وولد خوان مانويل سانتوس في 10 أغسطس 1951، وكان قد انتخب رئيسًا لكولومبيا في 21 يونيو 2010، وتولى قبل ذلك منصب وزير الدفاع، وذلك في الفترة من 19 يوليو 2006 إلى 18 مايو 2009.

وينتمي خوان مانويل سانتوس لعائلة ميسورة في بوغوتا. وهو حفيد شقيق الرئيس السابق مانويل سانتوس (1938-1942). درس الاقتصاد في الولايات المتحدة وبريطانيا والتحق بفريق صحيفة "ال تيمبو". فاز بجائزة ملك اسبانيا لمقالاته حول الثورة الساندينية في نيكارغوا. وقال في احد الايام عن تلك التحقيقات التي قادها مع شقيقه انريكي، احد ابطال عملية السلام مع فارك التي بدأت رسميا في 2012، ان هذا العمل "أثر فينا كثيرا".

صرح باستمرار أنه لا يبحث عن مكافأة لجهوده من اجل المصالحة في كولومبيا التي تسبب النزاع فيها بمقتل اكثر من 260 الف شخص وفقدان 45 الفا وتشريد 6،9 ملايين. وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا ابحث عن التصفيق. اريد أن اقوم بما هو صحيح".&وسانتوس معجب بوينستون تشرشل وفرنكلين روزفلت ونلسون مانديلا. يحب المطالعة والسينما، ويقول ان قوته تنبع من عائلته.&متزوج بكليمانسيا رودريغيز، ولهما ثلاثة اولاد.

الأمم المتحدة تكسر المألوف
وأعربت الامم المتحدة الجمعة عن املها في ان يعطي منح الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، جائزة نوبل للسلام "دفعا قويا" لعملية السلام في هذا البلد في اميركا اللاتينية. وقال متحدث باسم مفوض الامم المتحدة الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين في مؤتمر صحافي في جنيف، "عادة ما لا ندلي بتعليق حول جائزة نوبل للسلام... لكني اعتقد ان المفوض الاعلى يأمل بالتأكيد في ان تعطي عملية السلام التي واجهت بعض التعقيدات في الاسبوعين الماضيين دفعا كبيرا".

وامام وسائل الاعلام ايضا، وجه المفوض الاعلى للاجئين فيليبو غراندي، تهنئة حارة الى الرئيس الكولومبي. واشار الى ان جائزة نوبل اعتراف ب "شجاعته السياسية" في المقام الأول. اضاف غراندي "ما رأيته ميدانيا كان التزاما استثنائيا من الحكومة والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) والمجتمع الاهلي". واكد "وأنا على يقين بعدما رأيت هذا الالتزام، بأنه سيتم تخطي المأزق السياسي الحالي".
&