لطالما حاز العلماء والباحثون في مجالات الطب والاقتصاد والادب على جائزة نوبل، لكن يبقى العاملون في مجال علم الحاسوب يتطلعون إلى اليوم الذي يتم تكريمهم به بهذه الجائزة، لا سيما في ظل&انجازاتهم الجمة.

برلين: دعت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" إلى ضرورة بدء اللجنة المكلفة باختيار الفائزين بجائزة نوبل في تخصيص جوائز لأصحاب الإبداع من الرواد العاملين في مجال علوم الحاسوب، نظرًا&لما يقدمونه من اختراعات تفيد البشرية بشكل عملي تمامًا، بعيدًا&عن تلك النظريات البحثية التي يتم التوصل إليها في مجالات أخرى كالطب، الفيزياء والكيمياء وتنال الاهتمام الأكبر من قِبل اللجنة المسؤولة عن منح الجائزة.

ورأت دويتشه فيله أن علوم الحاسوب لا تقل في أهميتها عن أية علوم أو مجالات بحثية أخرى، فجائزة نوبل لا بد وأن تُمنَح في الأخير للأشخاص الذين يُحدِثون ثورة في أحد المجالات العلمية النظرية أو الذين يكتشفون أو يخترعون تقنيات ثورية جديدة تعني بتغيير التجربة الإنسانية تمامًا، وهو ما ينطبق بشكل كبير على أصحاب الاختراعات المهمة - كالمحمول، حواسيب الجيب والانترنت - في مجال علوم الحاسوب.

وها هي السنوات تمر دون أن يتم تخصيص جائزة واحدة واضحة لعلم الحوسبة في مجال علوم الحاسوب، الأمر الذي يجب أن يتغير خلال السنوات القليلة المقبلة، ولمَ&لا؟ وتلك الحواسيب قد تسببت بعد هذا كله في تغيير حياتنا بشكل كبير، فضلًا&عن الدور المتوقع أن تواصل القيام به خلال الفترة القادمة لتشكيل وجودنا في المستقبل.

بوادر

ومع هذا، نوهت دويتشه فيله إلى عدم وجود بوادر تبشر بتفكير اللجنة المنوطة بالجائزة في ذلك، لا سيما&وأن هناك علماء، من بينهم علماء حواسيب، يرون أن علم الحاسوب لا يعد حتى علمًا&في حد ذاته، بل أنه بالأحرى علم يتألف من علوم أخرى.&

وبالرغم من أن هناك أقاويل يتم ترديدها بخصوص وضع علوم الحاسوب على رادار اللجنة، إلا أن ما يبدو واضحًا&هو أن اللجنة تبدو وكأنها ما تزال على حالها منذ منحها أول جائزة في العام 1901، حيث تُخَصَّص وتُوَزَّع الجوائز كل عام في خمسة مجالات هي: الفيزياء، الكيمياء، علم وظائف الأعضاء أو الطب، الأدب والسلام. &&

ولقناعتها ربما بأن الأمور ستسير على الأرجح على نفس النهج، دون أي تغيير، خلال السنوات أو العقود المقبلة، تهكمت دويتشه فيله بقولها إن هناك توقعات بأن يحل الذكاء الاصطناعي محل اللجنة المنوطة بتوزيع جوائز نوبل بحلول عام 2053 ! .. وهو إسقاط المقصود منه التأكيد على أهمية علوم الحاسوب الآن ومستقبلًا.&