في تصعيد للحرب الكلامية بين العراق وتركيا على خلفية الاستعدادات لتحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة داعش، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا حادًا ضد العبادي مخاطبا إياه بالقول "انت لست ندي فالزم حدودك" ومؤكدًا انه لا مطامع لبلاده في العراق.. فيما هدده الحشد الشعبي العراقي برد "مزلزل" في الميدان.

إيلاف من لندن: خاطب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة القاها اليوم في الجلسة الإفتتاحية للإجتماع الإستشاري الإسلامي الأوراسي التاسع المقام في إسطنبول قائلا "الصرخة التي تطلقها ليست لها أية أهمية. عليك أن تعرف حدودك.. فالجيش التركي لا يتلقى الأوامر من أحد. وإننا سنفعل ما نشاء هناك (في بعشيقة)".&

وقال "إن الجيش التركي لا يتلقى التعليمات من أحد" في أشارة الى الوجود العسكري التركي على الاراضي العراقية في&مدينة بعشيقة جنوب الموصل.

وأضاف إردوغان مشيرًا إلى العبادي أنه "يسيء إلي".. وقال "انني اقول له أنت لست ندي ولست بمستواي". وأضاف ان "صراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق".. &متابعا "سنفعل ما نشاء وعليك أن تعلم ذلك وعليك أن تلزم حدك أولا".

إردوغان للعبادي: صرخاتك لا أهمية لها

&وانتقد إردوغان العبادي قائلا "إنهم يرفضون التواجد العسكري التركي في معسكر بعشيقة".. وخاطب &العبادي "إن الصرخة التي تطلقها ليست لها أية أهمية. عليك أن تعرف حدودك. فجيش الجمهورية التركية لا يتلقى الأوامر من أحد. و إننا سنفعل ما نشاء هناك (في بعشيقة)".&

وأشار في كلمته التي نقلتها وكالات محلية بالعربية واطلعت عليها "إيلاف" أن هناك تسجيلات لأقوال سابقة لرئيس الوزراء العراقي التي طلب فيها من تركيا تأسيس معسكر بعشيقة مشيراً إلى أنه سيتم قريباً نشر هذه التسجيلات.

وتحدث إردوغان عن العملية الجارية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا مشيراً إلى أن 63 دولة من شتى أنحاء العالم تشارك في التحالف القائم من أجل محاربة هذا التنظيم.&

وقال "إن الذين لا يريدون تدخل تركيا في المسألة السورية على الرغم من تواجد مصادر التهديدات الإرهابية الموجهة ضد بلادنا داخل سوريا وعلى الرغم من حقوق الأخوة والجيرة الممتدة إلى ما قبل الف عام &نراهم لا ينبسون ببنت شفة إزاء الدول الأخرى ولو كان العراق وسوريا يواجهان معضلة فإن مسؤولية بذل جميع المساعي لحل هذه المعضلة تقع بالدرجة الأولى على عاتق &تركيا وهذا هو قبل كل شيء من متطلبات الأخوة والجيرة و ينبغي العلم بأنه ليس ثمة حاجة لنا للحصول على إذن من أحد بهذا الشأن".

واكد إردوغان أنه ليس لتركيا أطماع في سيادة وأي شبر من أراضي الآخرين وقال" إن قدرنا وأحزاننا مشتركة في هذه الرقعة الجغرافية&التي نحيا فيها معاً بتآخٍ منذ ألف سنة وليست لدينا أية غاية سوى ضمان الأمن لأراضينا وتمني الرخاء والإزدهار للمسلمين في المنطقة".&

وشدد إردوغان على أن تركيا سوف لن تبقى بعيدة عن العراق على الرغم من جميع التطورات التي يشهدها هذا البلد وقال "لا يمكن عدم الإصغاء لنداءات اشقائنا هناك وإننا بصفتنا دولة يذهب مواطنوها كل يوم تقريباً ضحايا لإرهاب حزب العمال (بي كي كي) و (داعش) نراقب الأوضاع في المنطقة عن كثب".&

الحشد الشعبي يهدد إردوغان برد مزلزل

ومن جهتها ردت هيئة الحشد الشعبي الذي يضم الميليشيات العراقية المسلحة لمواجهة داعش على تصريحات اردوغان هذه متوعدة إياه برد مزلزل في الميدان .. وخاطبته قائلة "سنعرف من الذي سيلزم حده ويسحق خده".

وقال المتحدث باسم الحشد احمد الأسدي في بيان نشر على موقع الهيئة الرسمي وتابعته "أيلاف" "سنترك للإعلام فضاءه الواسع ليسبح فيه بروحية العراق وسنترك للدبلوماسية مجالها الواسع للتحرك فيه بصبر وعظمة العراق".

وأضاف أنه "سيكون لنا نعم لنا نحن رجال العراق وحشده وقواته الأمنية ردنا المزلزل الذي سيبين في الميدان حين تلتقي الرجال بالرجال وحين يكون النزال عراقيا بحجم الدنيا وبعمق التاريخ وببطولات وصولات الحشد".

وتابع مستطردا "حينها سنعرف من الذي سيلزم حده ويسحق خده وان غدا لمن يريد أن يجرب صولتنا لقريب".

&

أحمد الاسدي الناطق باسم الحشد الشعبي

&

العبادي: لن نسمح بمشاركة القوات التركية في معركة الموصل

وكان العبادي اكد الاحد الماضي ان بلاده لن تسمح بمشاركة القوات التركية في معركة تحرير مدينة الموصل الوشيكة وقال انه ينصحها بعدم مغادرتها مواقعها في&مدينة بعشيقة جنوبا&مشددا على ان القوات العراقية هي وحدها من تقاتل على الأرض.

وقال العبادي في مؤتمر صحافي في&مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) لتفقد الخطط الامنية لمراسيم عاشوراء أن "معركة تحرير الموصل ستجري في الوقت المحدد وفق جدولنا" رافضا الافصاح عن موعد انطلاق العمليات كما نقلت عنه وكالة "المدى" العراقية من كربلاء.

وأضاف أن "التواجد التركي داخل العراق هو تجاوز غير مقبول على السيادة العراقية".. مبيناً أن "تركيا تبرر تواجدها بموافقة إدارة نينوى تارة وحكومة أقليم كردستان تارة أخرى". &وشدد بالقول إن "الحكومة العراقية لن تسمح بمشاركة تركيا في معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم &داعش .. مؤكدا انه "ليس للجار التركي اي دور في الاستشارة او التخطيط لعملية تحرير الموصل، وننصحهم بعدم مغادرة مواقعهم".&

وكانت تركيا والعراق قد تبادلا الاسبوع الماضي استدعاء السفراء في مواجهة دبلوماسية متصاعدة وحذر العبادي تركيا من أنها تخاطر بإثارة "حرب إقليمية" بالإبقاء على قواتها في الأراضي العراقية.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم داعش في العراق وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال&وغرب&البلاد. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم مؤكدة انها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.