إيلاف من لندن: رأت غالبية شاركت في استفتاء "إيلاف" الاسبوعي عن معركة تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من قبضة تنظيم داعش انها تبدد مخاوف السنة من تغيير تركيبة المدينة السكانية فيما لم تستبعد مجموعة أقل امكانية تفجير صراع عسكري عراقي تركي.. لكن اقلية رأت أن هذه المعركة ستحقق تعاونا مثمرا بين بغداد وأربيل.

فقد تم طرح سؤال على القراء في الاستفتاء الاسبوعي حول ماذا كانوا يعتقدون ان معركة تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من قبضة تنظيم داعش والتي دخلت اليوم اسبوعها الثاني ستقود الى تبديد مخاوف السنة من تغيير تركيبتها السكانية او ستفجر صراعا عراقيا تركيا مسلحًا.. أو فيما اذا كانت ستؤدي الى مرحلة تعاون مثمر بين بغداد واربيل.

أغلبية مطمئنة بعدم حصول تغييرات سكانية في الموصل

وقد شارك في هذا الاستفتاء&1251 قارئا رأت غالبيتهم ان معركة تحرير الموصل ستبدد مخاوف السنة من تغيير تركيبة الموصل العربية السنية السكانية حيث صوت لهذا الرأي 465 قارئا شكلت نسبتهم 37 بالمائة من مجموع المستفتين.

ويبدو ان موقف هذه الشريحة قد تأثر باستجابة السلطات العراقية لمنع تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة ايرانيا من دخول الموصل خاصة بعد ان قامت بانتهاكات طائفية في مناطق العراق الغربية السنية مثل الانبار وصلاح الدين لدى تحريرها من داعش.&

وكذلك الاتفاق الذي توصلت اليه السلطات في بغداد وأربيل بعدم دخول قوات البيشمركة الكردية الموصل ايضا وأن تقوم هذه القوات بدعم القوات الحكومية في عملياتها العسكرية لتحرير الموصل من قبضة داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014.

ومن الواضح ان موقف هذه الفئة من المصوتين نابع من الاطمئنان للتأكيدات المتكررة التي يطلقها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وكان آخرها اليوم حين أعلن أنه وجه جميع القوات المشاركة في المعركة باحترام المواطنين مشددًا بالقول "لن نسمح بأي انتهاكات لحقوق الانسان في التعامل مع المواطنين لان الهدف هو تحريرهم من بطش وإرهاب داعش وايديولوجيته الهدامة".. وتأكيده أن جميع المكونات العراقية تشترك في معركة الموصل حاليا لكن القوات الحكومية المسلحة وحدها هي التي ستدخل مدينة الموصل.&

تأجيج صراع عسكري عراقي تركي

ومن جهتها رأت فئة اقل عددا ان معركة تحرير الموصل ستفجر صراعا عسكريا عراقيا تركيا حيث بلغ عدد افراد المصوتين لهذا الرأي 413 قارئا شكلت نسبتهم 33 بالمائة من مجموع المشاركين في الاستفتاء.

ومن المؤكد أن الدافع لهؤلاء المشاركين في الاستفتاء هو تصاعد التصريحات والتهديدات المتبادلة بين قادة البلدين والتي وصلت الى حد التلويح باستخدام القوة. فقد هدد العبادي قبل ايام بمقاومة ما اسماه الاحتلال التركي لاراضي بلاده قائلا ان الرئيس التركي اردوغان قام بتوريط جيشه بمغامرة واعتداء غير محسوبة العواقب على بلد جار.

ومن جهته خاطب اردوغان العبادي قائلا "الصرخة التي تطلقها ليست لها أية أهمية. عليك أن تعرف حدودك.. فالجيش التركي لا يتلقى الأوامر من أحد. وإننا سنفعل ما نشاء هناك (في بعشيقة)"... وقال "إن الجيش التركي لا يتلقى التعليمات من أحد" في اشارة الى الوجود العسكري التركي على الاراضي العراقية في مدينة بعشيقة جنوب الموصل.

&كما ردت هيئة الحشد الشعبي الذي يضم الميليشيات العراقية المسلحة لمواجهة داعش على تصريحات اردوغان هذه متوعدة إياه برد مزلزل في الميدان.. وخاطبته قائلة "سنعرف من الذي سيلزم حده ويسحق خده".

ويدور خلاف بين تركيا والعراق على وجود نحو 2000 جندي تركي في قاعدة بعشيقة جنوب مدينة الموصل في شمال العراق والتي يحتلها تنظيم داعش منذ يونيو عام 2014 في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لشن هجوم لتحريرها من قبضة التنظيم.&

وتطالب بغداد انقرة بسحب قواتها المتمركزة في قاعدة بعشيقة فيما تصر أنقرة على عدم الانسحاب بدعوى أنها موجودة بطلب من الحكومة العراقية وأن تواجدها هو للمساعدة في محاربة تنظيم داعش الذي يشكل خطرا على أمنها القومي.

مرحلة تعاون مثمرة بين بغداد وأربيل

وشكلت فئة المصوتين في الاستفتاء للرأي القائل إن معركة تحرير الموصل ستقود الى مرحلة تعاون مثمرة بين بغداد وأربيل الاقل عددا بين المجموعتين الاخريين حيث كان عدد افرادها 373 قارئا شكلت نسبتهم 30 بالمائة من مجموع المستفتين البالغ 1251 قارئا.

ويبدو أن موقف القراء هذا راجع الى التطمينات الصادرة عن مسؤولي الطرفين حيث اعلنت رئاسة اقليم كردستان ان اتصالا هاتفيا جرى بين العبادي ورئيس الاقليم مسعود في الساعة الثانية عشرة من ليلة انطلاق عمليات الموصل تم خلاله بحث الإستعدادات الجارية لها وأكدا ضرورة التنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة والجيش العراقي وحيث تم عبر هذا الإتصال تحديد ساعة الصفر لبدء معركة تحرير الموصل.

واعلن بارزاني في مؤتمر صحافي بعد ساعات من انطلاق معركة الموصل الاتفاق بين حكومة الإقليم في اربيل والحكومة الإتحادية في بغداد على مصير ومستقبل المناطق التي يتم تحريرها في مدينة الموصل موضحا ان أربيل تعمل على عدم حدوث أية مشاكل سياسية وأمنية مع بغداد. واشار الى ان هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش العراقي في عملية مشتركة مع البيشمركة.&

وأضاف أن هذا التنسيق بين الجانبين حقق نتائج رائعة ارغم مقاتلي داعش على التقهقر بسرعة. وخاطب بارزاني أهل الموصل قائلا "نطمئن أهالي الموصل بأننا سنعمل على الحفاظ على أمنهم وممتلكاتهم خلال العملية".. مشددا بالقول "لن نقبل بأن تتحول الموصل إلى حلب ثانية".

يذكر أنّ القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها الثامن على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي صباح الاثنين الماضي السابع عشر من الشهر الحالي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.