كاليه: بدأت بعد ظهر الثلاثاء عملية ازالة الخيم والاكشاك التي تؤلف مخيم كاليه العشوائي في شمال فرنسا تحت مراقبة امنية وذلك بعد اجلاء نحو ثلاثة آلاف من سكانه منذ بداية العملية الاثنين.

وبدا عمال يرتدون زيا برتقاليا اعمال تفكيك او تدمير لقسم من المآوي غير الصحية المقامة من خشب او قماش بواسطة مناشير كهربائية. وكانت حتى الايام الاخيرة تؤوي ما بين ستة وثمانية آلاف مهاجر يحلمون بالعبور الى المملكة المتحدة.

ووسط كميات كبيرة من الاغطية واواني الطبخ، تعمل فرق اخرى بمساعدة اليات حفر، على جمع كل ذلك في حاويات. وتم تاخير عملية الهدم التي كانت مقررة صباحا بضع ساعات، وذلك لحين نشر عدد كاف من الشرطيين لمواجهة اي حوادث محتملة. وتم تعليق العملية مساء الثلاثاء.

وواصلت قوات الامن في موازاة ذلك مواكبة عمليات مغادرة الحافلات باتجاه 451 مركز استقبال موزعة على مختلف مناطق فرنسا. وغادر اكثر من 1260 راشدا كاليه الثلاثاء بعد 1918 الاثنين، بحسب ارقام وزارة الداخلية.

وصرحت رئيسة بلدية كاليه اليمينية ناتاشا بوشار "هناك نوع من الارتياح الكبير" مع ازالة المخيم. واول المغادرين كانوا في معظمهم سودانيين. وقبيل الظهر حل دور الافغان الذين كانوا حتى الان اكثر ترددا في التقدم في مجموعات صغيرة للتكفل بهم.

"انتقاء وفق السحنة"

يستمر فحص ملفات القاصرين غير المرافقين التي تشكل نقطة توتر بين فرنسا وبريطانيا. ومن بين 1300 طفل وفتى تم احصاؤهم في المخيم قال 500 ان لديهم اقارب في المملكة المتحدة.

وحاول كثيرون منهم الثلاثاء ان يسجلوا اسماءهم لكن العملية تباطات بسبب مشاكل واجهت التاكد من اعمارهم. وقالت منظمة اطباء بلا حدود "انها عملية انتقاء وفق السحنة، وهذا غير مقبول".

ورد بيار هنري المدير العام لجمعية "فرنسا ارض اللجوء" التي فوضت عملية الاختيار "ليس هناك فرز بحسب السحنة، بل فقط ابعاد للمتظاهرين البالغين من المجموعة". واضاف ان "233 عبروا الى بريطانيا" منذ بداية الاسبوع الماضي بينهم 33 الثلاثاء.

ومساء الثلاثاء، تم ايواء 772 قاصرا ينتظرون ردا في مركز استقبال موقت في المخيم. واكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاثنين ان المملكة المتحدة "ستستقبل كل من لديه صلات اسرية في بريطانيا" مضيفا ان السلطات البريطانية ستدرس ايضا ملفات قاصرين بلا مرافقين وبلا صلات اسرية "ولكن من تكمن مصلحتهم العليا في التوجه الى البلاد" اي بريطانيا.

مدينة أشباح

بدا المخيم الذي خلا من قسم كبير من سكانه اشبه بمدينة اشباح. وخلت شوارع كانت تعج بالحركة قبل اسبوع وبدت متسخة تتناثر فيها خيم فارغة وممزقة. ومع بداية المساء تدخل اطفائيون لاخماد حرائق نشبت في بعض الاكواخ في المخيم.

وقال الافغاني حسن قبل ان يغادر "انتهى الدغل" كما يطلق على مخيم كاليه، مضيفا "ساستقل الحافلة". وقال مواطنه سهير (33 عاما) ان احد رفاقه غادر المخيم الاثنين بحافلة الى مركز استقبال واتصل به لدى وصوله "وقال لي المكان جيد، وسيكون جيدا لي ايضا".

وكان صرف النظر عن التسلل الى المملكة المتحدة بعد ان اصيب مرارا لدى محاولة صعود شاحنة. الا انه يبقى من "المتعنتين" الذين "سيغادرون قبل" الانتهاء من هدم مخيم كاليه ليجرب مجددا العبور الى المملكة المتحدة، بحسب قوله.

واعتبر سليم (17 عاما) وهو افغاني اخر ان "مخيم الدغل سيبقى" وبعد هدم مخيم كاليه "سيولد آخر في مكان آخر".