نصر المجالي: في أول رد فعل لها على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، دعت إيران واشنطن إلى الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي، وكان ترامب خلال حملته الانتخابية تعهد بتمزيق الاتفاق الذي كانت طهران وقعته مع الدول الكبرى بعد محادثات شاقة استمرت لسنوات.&

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني إنه "من غير الممكن" أن يلغي الرئيس الاميركي المنتخب الاتفاق النووي الذي ابرمته طهران مع الدول الكبرى، رغم تهديده بذلك".&

وصرح روحاني امام حكومته أن "موقف ايران من الاتفاق النووي هو أن الاتفاق لم يبرم مع دولة واحدة أو حكومة واحدة، بل تمت المصادقة عليه بموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي، ومن غير الممكن ان تغيره حكومة واحدة"، بحسب التلفزيون الرسمي.&

من جانبه، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن ايران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، وأن انتخاب ترامب رئيسًا يخص الشعب الاميركي، مشدداً على أنه يتعين على من يصبح رئيساً لأميركا، معرفة حقائق المنطقة والعالم بصورة صحيحة وينفذ تعهدات بلاده في اطار الاتفاق النووي.

جاء ذلك في تصريح ادلى به ظريف خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الروماني لازار كومانسكو في العاصمة الرومانية بوخارست، وقال "على الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية) كاتفاق دولي متعدد الأطراف".

لا علاقات

واشار وزير الخارجية الايراني الى عدم وجود علاقات سياسية بين ايران واميركا، "ولكن على اميركا تنفيذ ما التزمت به كتعهد دولي متعدد الاطراف في اطار الاتفاق النووي".

يشار إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب كان عبر عن نيته خلال حملته الانتخابية تمزيق الاتفاق النووي مع ايران اذا ما انتخب رئيسًا للولايات المتحدة، ووصف الاتفاق بـ "الكارثي"، &وقال في تصريحات بتاريخ 14 يوليو2016 "إن مفاوضًا أميركيًا أشد حزمًا من المفاوض الذي أرسلته إدارة أوباما يستطيع أن ينتزع تنازلات أكثر من ايران". &

خامنئي يرد

وحينها، رد المرشد الأعلى علي خامنئي في شكل سريع على تهديد ترامب، فكتب على موقعه الرسمي: "إذا كانت الولايات المتحدة ستمزق الاتفاق، فإيران ستحرقه".&

وتساءل محللون آنذاك، ما إذا كان ترامب محقًا في ما يقول؟، فهل كان في مقدور المفاوض الاميركي لو هدد بالانسحاب من المفاوضات أن يجبر إيران على القبول بشروط أفضل لصالح الولايات المتحدة، أم أن ترامب لا يفعل سوى تشجيع ايران على العمل سرًا لانتاج أسلحة نووية ظنًا منها بعدم وجود إدارة أميركية تستطيع أن تضمن أن الادارة التي تأتي بعدها ستلتزم الاتفاق، وبذلك يكون من المتعذر إبرام أي اتفاق.&

وتستند الاتفاقيات النووية إلى منطق بسيط هو المقايضة، توافق فيه دولة مثل ايران تريد زيادة انتشار الاسلحة النووية في العالم على ايقاف برنامجها النووي أو انهائه. في المقابل، توافق دولة مثل الولايات المتحدة على تخفيف أعمالها العدائية أو تقديم حوافز مشجعة أو الاثنين معًا "نظريًا، يخرج الطرفان رابحين من مقايضة كهذه" حسب ما يرى مراقبون.&

كلام قاسمي&

وإلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أن الشعب الايراني يحمل تجارب مرة جراء السياسات السابقة للمسؤولين الاميركيين، مؤكدًا بأن المعيار لدى الشعب الايراني هو اداء الحكومة الاميركية القادمة وسياساتها التنفيذية.

وقال قاسمي في تصريح له اليوم الاربعاء بشأن نتائج الانتخابات الاميركية، نقلته وكالة (فارس)، إن الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية الايرانية يحملان تجارب مرة وسيئة جراء السياسات والاداء السابق للمسؤولين الاميركيين خلال العقود الماضية.&

وأضاف ان ما هو مهم بالنسبة لايران وشعبها ويشكل المعيار لديهما هو الاداء والسياسات التنفيذية للحكومة القادمة في اميركا، والتي يمكن ان تحظى باهتمام اكبر من مواقفه وتصريحاته الدعائية خلال الحملة الانتخابية.

العنف والتطرف

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سياسات الحكومات الاميركية السابقة وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة بأنها العنصر الاساس لتصعيد حدة العنف والتطرف واستفزاز مشاعر الشعوب الاسلامية بالمنطقة.

واضاف، ان الظروف غير المستقرة الراهنة في منطقة الشرق الاوسط والخليج الفارسي وخليج عدن والبحر الاحمر الاستراتيجية والتهديدات الناجمة عن العنف والتطرف وتفشي الافكار المنحطة والخطيرة والارهابية لمختلف الجماعات مثل داعش، والتي تأتي الجمهورية الاسلامية الايرانية في مقدمة المتصدين لها، كلها امور تستوجب مراجعة واعادة نظر جادة في سياسات اميركا الاقليمية.
&