برلين: حذرت المستشارة الالمانية انجيلا&ميركل الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الاربعاء بان "التعاون الوثيق" بين البلدين في المستقبل يجب أن يقوم على القيم الديموقراطية المشتركة، وذكرته بـ"مسؤوليته" على المستوى العالمي.

وقالت ميركل ان "المانيا واميركا تشتركان في قيم الديموقراطية والحرية واحترام حكم القانون وكرامة الانسان بغض النظر عن لون بشرته او دينه او جنسه او ميوله الجنسية او قناعاته السياسية".

واضافت ميركل "بناء على هذه القيم اعرض تعاونا وثيقا على الرئيس المقبل للولايات المتحدة دونالد ترامب"، في حين كانت حملة ترامب حافلة بالتصريحات المثيرة للجدل حول النساء والاقليات وخصومه السياسيين.

ولفتت ميركل التي انتقد دونالد ترامب مرارا في الماضي سياستها حيال اللاجئين السوريين، الى انه سيتحتم على الرئيس المقبل "تحمل مسؤولية ستنعكس تبعاتها على جميع أنحاء العالم تقريبا" بسبب ما لبلاده من "قوة اقتصادية هائلة وطاقة عسكرية وتاثير ثقافي".

وبهذا الموقف ترد ميركل على النزعة الانعزالية التي يعبر عنها أنصار ترامب، إذ يعتزمون إعطاء الأولوية لمشكلات الأميركيين ومصالحهم.

وشددت المستشارة على ان الشراكة مع الولايات المتحدة يجب ان تبقى اساسا من أسس السياسة الخارجية الالمانية من اجل "تجاوز التحديات" الراهنة، ذاكرة منها "الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسة المناخية ومكافحة الارهاب والفقر والجوع والامراض".

أقل وضوحًا

وتتعارض مواقف ترامب الذي ينكر خصوصا واقع التغير المناخي، حول عدد من هذه المواضيع مع مواقف المستشارة الالمانية ومعظم القادة الاوروبيين.

من جهة اخرى، اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير الاربعاء انه يتوقع "اوقاتا اصعب" على الصعيد الدولي مع وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض.

واضاف شتاينماير ان "دونالد ترامب ادلى خلال حملته الانتخابية بتصريحات لم ينتقد فيها اوروبا فقط، بل انتقد ايضا بالتحديد المانيا"ْ.

واوضح وزير الخارجية الالماني "نتوقع كما اتصور ان تصبح السياسة الخارجية الاميركية في المستقبل القريب اقل وضوحا"، داعيا الى عدم التضحية "بالعلاقة بين ضفتي الاطلسي" التي تشكل "واحدا من أسس الغرب".

وكان المسؤول في الحزب المحافظ بزعامة المستشارة الالمانية، نوربرت روتغن الذي يترأس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب، اقل مراعاة في رد فعله.

فقد أعلن أن فوز ترامب "شرخ خطير ذو أبعاد تاريخية"، معتبرا ان الرئيس المقبل كان خلال الحملة "صوت التعصب والكراهية وحتى العنف".

وخلص الى القول ان فوزه "اكثر من خيبة، انه صدمة".