إيلاف من لندن:&دأب الرؤساء الأميركيون على انتهاج سياسات مختلفة إلى حد كبير حين دخولهم البيت الأبيض، بعد حملات انتخابية للشعارات والتعهدات فيها دور كبير لجذب الناخبين في شؤون عديدة تهم المصالح الأميركية في الداخل أولاً، وفي الخارج في إطار ثانٍ.&

وبعد إعلان فوزه بأيام، بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتوجيه رسائل مختلطة بشأن مواقفه السابقة لطمأنة الناخبين الأميركيين وكذلك الحال في الخارج بشأن مواقفه وتعهداته السابقة.&

وكما صرح الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في رده على سؤال بعد لقائه ترامب في البيت الأبيض، بأن مسؤولية الحكم تختلف تمامًا عن كون الشخص في حملته&الإنتخابية، وأن هناك الكثير من الأمور التي تصلح للحملات الدعائية، لكنها لا تصلح بالمرة في حكم البلاد.

قرّاء (إيلاف) حسموا الموقف، في إجابة على سؤال استفتاء الأسبوع الماضي الذي يقول: هل تعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب سيتراجع عن بعض من تعهداته المتشددة؟.

سيتراجع&

وجاءت النتيجة نعم بنسبة 72% من المشاركين بأن ترامب سيتراجع، ينما قالت ما نسبته 28 % بعكس ذلك.&

يشار إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب كان أعلن بعض الوعود الغريبة والمثيرة للجدل خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكنه تراجع عن كثير منها أو لمّح إلى ذلك، حتى قبل أن يتسلّم زمام الأمور بشكل رسمي في البيت الأبيض يوم 20 يناير 2017.&

ومن بين ما تراجع عنه، هو كشفه عن أنه سيقوم فقط بإصلاح برنامج الرعاية الصحية، مع الحفاظ على بعض عناصره. البرنامج&الذي تبناه الرئيس أوباما، كما كان ترامب تعهد عندما كان مرشحًا للرئاسة عزمه بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وطلب من المكسيك تحمل نفقات بناء ذلك الجدار.

بعد فوزه، قال الرئيس المنتخب في حوار مع شبكة (سي بي أس) الأميركية إن الجدار لن يبنى بطول الحدود، ولكن سيكون هناك في بعض الأماكن سياج، وفي البعض الآخر جدار. كما أن ترامب دعا الى اعتماد سياسة "عادلة وانسانية" تجاه المهاجرين.

منع المسلمين

وفي ما يتعلق بمنع المسلمين من الدخول وإغلاق كل أبواب أميركا في وجههم، وهو ما قاله خلال الحملة، تجنب بعد أسبوع من فوزه&الإجابة على سؤال مراسل حول ما إذا كان سيطلب من الكونغرس فرض حظر على جميع المسلمين.

وفي شأن الضريبة على البضائع الصينية، كان ترامب ألقى باللوم على قوى أجنبية في "تدمير" الصناعة الأميركية، وأشار بأصبعه إلى بكين، حيث اقترح فرض ضريبة على البضائع الصينية تصل إلى 45 في المئة.

لكن كبير مستشاري السياسة، ويلبر روس، &قال "لقد تم تحريف 45 في المئة (من قول ترامب)، هذا ليس ما قاله وليس ما ينوي القيام به"، وذلك في إشارة تراجع عن موقف الرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية.

أما في شأن الاتفاق النووي الإيراني، فإن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية، وتحديداً&في أكتوبر "بتمزيق اتفاق إيران"، لكن بعد فوزه في الانتخابات، قال مستشار ترامب وليد فارس "تمزيق هي كلمة قوية جدا.. سيقوم بمراجعته فقط".

&وفي الختام، فإن مواقف الرئيس الأميركي الجديد ستخضع للتحليل والمتابعة أكثر من بعد يوم 20 يناير 2017 حيث يبدأ ولايته لأربع سنوات وبعد استكمال أطقم إدارته الجديدة التي سيكون لها التأثير الأكبر على تلك المواقف والقرارات.