نصر المجالي: أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة أن أمن السعودية ذو "أهمية قصوى" وأنه يتفهم مخاوف السعودية بشأن الصراع في اليمن، مضيفا في الوقت نفسه أن لديه "مخاوف عميقة" بشأن معاناة الشعب اليمني بعد 20 شهرا من الحرب.
وكان جونسون يتحدث في البحرين بعد يوم من نشر مقطع مصور له يتهم فيه السعودية - الحليف المهم للبحرين - بإذكاء الحروب بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط.
ويبدأ وزير الخارجية البريطاني زيارة اليوم السبت للسعودية وهي الأولى من نوعها له، كما أنها تأتي بعد تصريحاته التي أثارت انتقادات كبيرة حتى في الأوساط البريطانية، حتى أن الحكومة البريطانية نأت بنفسها عنها.
قلق عميق
وأضاف جونسون في كلمته في منتدى (حوار المنامة) بشأن الأمن في الشرق الأوسط "لكن يتعين أن أطلعكم على مبعث قلقي العميق بشأن المعاناة الحالية لشعب اليمن".
وبدأ تحالف عربي تقوده السعودية حملة في مارس &العام الماضي لمنع جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران من السيطرة الكاملة على اليمن بعدما استولت على أغلب مناطقه الشمالية.
وقال جونسون إن "القوة وحدها" لن تجلب الاستقرار لليمن وأكد ضرورة التوصل إلى حل سياسي من خلال التفاوض. وأضاف أن "يد إيران ظاهرة بوضوح في اليمن".
عاهل البحرين
واستقبل عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع وزير الخارجية البريطاني، حيث أشاد بعمق العلاقات التاريخية الوطيدة والشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تجمع مملكة البحرين والمملكة المتحدة الصديقة والتي تمتد لسنوات طويلة من التعاون والتنسيق المشترك.
ورحب عاهل البحرين بوزير الخارجية البريطاني، وبمشاركته في منتدى المنامة، واستعرض معه مسار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتعاونهما المشترك على كافة المستويات في ظل اهتمام قيادتي البلدين بتعزيز هذه العلاقات العريقة وتنميتها وتوثيق أواصرها.&
وخلال اللقاء أشاد الملك حمد بالنتائج المهمة التي أثمرت عنها القمة الخليجية البريطانية والتي ستشكل دفعة قوية لترسيخ الروابط المتينة والمصالح الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة في كافة المجالات، والتأكيد على تعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين بشأن القضايا الراهنة لخدمة مصالحهما المشتركة، مشيداً بالدور الذي تضطلع به المملكة المتحدة في خدمة الأمن والاستقرار الاقليمي والعالمي.
محور حوار المنامة&
وإلى ذلك، فإن السياسة الأميركية بعد انتخاب الرئيس الجديد دونالد ترامب وتأثير ذلك على مستقبل الشرق الأوسط كان محور جلسة حوار المنامة في البحرين، التي عرضت آفاق وتحديات العلاقات العربية الأميركية ودور إيران في المنطقة.
وقال رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأمير تركي الفيصل: "ما تعلمناه من نتائج الانتخابات الأميركية هو أن ننتظر الأفعال ولا نستمع للأقوال"، مضيفا أن الحملات الانتخابية تشهد التصريحات العديدة، إلا أنه يتم التراجع عنها في ما بعد.
وأوضح مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الأسبق، الجنرال ديفيد بتريوس، أن القيادة الأميركية مطالبة بالتدخل في العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط خصوصا محاربة الإرهاب في شمال أفريقيا.
وقال رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، إن هناك مطلبين من الإدارة الأميركية الجديدة وهما وضع أمن إقليمي من خلال ضبط الملف النووي في المنطقة، وأنه يجب دعم التوازن السياسي في منطقة الشرق الأوسط. &
وذكرت الرئيسة السابقة لمجلس الاستخبارات الأميركية، آلان ليبسون، أنه لا يوجد اختلاف كبير في توجهات الإدارة الأميركية الجديدة عن إدارة أوباما بشأن الالتزامات العسكرية في الحرب على الإرهاب، مضيفة أن هناك اتجاهًا أميركيًا لتغيير سياساتها تجاه إيران.
لا مبرر لالغاء اتفاق النووي
من جانبه، قال الأمير تركي إنه لا يوجد ما يدعو إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، مشيرًا إلى أن طهران لم تثبت يوما أنها دولة سلمية مع العالم بعد أن تحدثت عن تحكمها في 4 عواصم عربية، مطالبا بوضع برنامج للحد من طموح إيران السياسي.
وعن العراق، قال الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس إن التحديات التي تواجه العراق هي ما بعد هزيمة داعش في معركة استعادة الموصل، كون هناك ميليشيات تدعمها إيران.
وعبر من جانبه رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي عن مخاوفه على الأمن الإقليمي العربي، بعد أن قامت إيران بالتغلغل في العراق منذ عام 2010 &وكان لها تأثير كبير على إدارة البلاد.
التعليقات