الامم المتحدة: سيؤدي الامين العام المقبل للامم المتحدة البرتغالي انطونيو غوتيريس اليمين الاثنين، املا منه في اثبات بانه مستعد لاتخاذ مبادرات رغم الشكوك التي اثارها انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وسيتولى غوتيريس منصبه خلال حفل رسمي في الجمعية العامة للامم المتحدة ثم سيعرض على الدول الاعضاء ال193 مشاريعه لمواجهة الازمات العالمية العديدة ولاصلاح المنظمة التي تأسست قبل 71 عاما.

وغوتيريس اول رئيس وزراء سابق يتولى رئاسة المنظمة الدولية، وسيخلف الكوري الجنوبي بان كي مون في الاول من كانون الثاني/يناير قبل اسابيع على تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في العشرين منه.

ورحب عدد كبير من الدبلوماسيين باختيار المسؤول السابق عن المفوضية العليا للاجئين، ليصبح السكرتير العام التاسع ويرون فيه شخصية سياسية محنكة قادرة على تجاوز الانقسامات التي تشهدها الامم المتحدة خصوصا في الملف السوري.

وانهاء المجازر في سوريا من ابرز اولويات رئيس الوزراء البرتغالي السابق البالغ ال67 من العمر الراغب في ايجاد حل لهذا الملف بحسب دبلوماسيين.

انتخاب ترامب يعقد الامور

لكن انتخاب الجمهوري ترامب في الثامن من نوفمبر رئيسا عقد مهمته بعض الشيء. وقال ريتشارد غوان خبير الامم المتحدة في المجلس الاوروبي للشؤون الخارجية "انه امر صعب لغوتيريس. يحظى بدعم دبلوماسي ويبدو مستعدا لعملية انتقالية سهلة".

واضاف "من الصعب عليه حاليا اقتراح اصلاحات مؤسساتية كبرى او اطلاق مبادرات سياسية جديدة طالما لم يشكل بعد فريق ترامب ولم يكشف نواياه بوضوح". وفوز ترامب اثار شكوكا حول اتفاق باريس للتقلبات المناخية الذي وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بالانسحاب منه.

واسلوبه الدبلوماسي الجديد يثير انزعاجا ويخشى بعض الدبلوماسيين من ان تضع واشنطن الامم المتحدة في موقف صعب. ولم يكشف ترامب بعد آرائه في الامم المتحدة او مبدأ التعددية منذ انتخابه لكن اختيار حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية نيكي هالي سفيرة للولايات المتحدة اعتبر اشارة ايجابية.

ورغم افتقار هالي للخبرة الدبلوماسية، اضطلعت بدور في مفاوضات اقتصادية دولية في ولايتها وحظيت باحترام في الخارج لمعارضتها للعنصرية بسحب العلم الكونفدرالي من برلمان ولايتها.

واشنطن المساهم الاكبر في الامم المتحدة

وافاد دبلوماسي في مجلس الامن الدولي ان السر وراء محاولة دمج ادارة ترامب قد يكمن في مشاريع غوتيريس لاصلاح المؤسسة لتتحول الى "هيئة قد ترغب الولايات المتحدة في دعمها".

واضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف اسمه ان على غوتيريس ان يثبت بانه "يغير النظام بما فيه الكفاية لتصبح المؤسسة اكثر فعالية". والولايات المتحدة المساهم المالي الاكبر للامم المتحدة بموازنة عملانية نسبتها 22% وتمول 28% من مهماتها لحفظ السلام التي تبلغ حاليا ثمانية مليارات دولار سنويا.

وفي الاشهر الاخيرة جال غوتيريس على عواصم الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي - بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة - .

وقال دبلوماسي في مجلس الامن اطلع على مشاريع غوتيريس "سيكون امينا عاما سياسيا بامتياز". واضاف "انقاذ ارواح وارساء السلام والامن في صلب مخططاته".

وقد يعلن غوتيريس الاثنين تعيين معاونه ومدير مكتبه وهما منصبان مهمان في الامم المتحدة. وقد يصبح وزير البيئة النيجيري امين محمد الرجل الثاني في المنظمة الدولية في حين تتولى امراة رئاسة مكتبه.