الامم المتحدة: بعد جولة ثالثة من التصويت في مجلس الامن الدولي الاثنين، بقي رئيس الوزراء البرتغالي السابق انطونيو غوتيريس في طليعة المرشحين لتولي منصب الامين العام المقبل للامم المتحدة خلفا لبان كي مون.
وقد حصل غوتيريس في هذه الجولة الثالثة على "تشجيع" احدى عشرة دولة من البلدان الـ15 الاعضاء في المجلس - اي انه لقي دعمها عمليا - بينما "لم تشجع" ثلاث دول، وامتنعت دولة واحدة عضو في المجلس عن "الادلاء برأي".
من جهته، اكد دبلوماسي في مجلس الامن لوكالة فرانس برس ان غوتيريس "لا يزال الى حد كبير على رأس اللائحة"، لافتا الى ان "النتائج تميل نحو الاستقرار". وهي المرة الثالثة التي يتقدم فيها غوتيريس (67 عاما) المفوض الاعلى السابق للامم المتحدة للاجئين، على المرشحين الآخرين، مما يعزز فرص فوزه. وقال دبلوماسيون ان هذه الجولة الثالثة اكدت نتائج الدورتين السابقتين.
ويفترض ان يعرف اسم الامين العام المقبل للامم المتحدة في اكتوبر بعد جولات اقتراع سرية عدة. وستقر الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاختيار قبل ان يتولى الامين العام الجديد مهامه في يناير. ويغادر الامين العام الحالي بان كي مون منصبه في نهاية العام، بعد ولايتين من خمسة اعوام.
ولينتخب امينا عاما، ينبغي ان يحصل المرشح على تأييد تسع دول على الاقل، وألا يرفض من قبل اي دولة من البلدان الدائمة العضوية. وتقدم غوتيريس بشكل واضح على وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايجاك الذي شكل تقدمه في السباق مفاجأة، اذ حصل على تأييد تسعة اعضاء مقابل خمس دول اعضاء "لم تشجعه" وامتناع بلد واحد عن "الادلاء برأي".
وجاءت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) ايرينا بوكوفا ووزير الخارجية الصربي السابق فوك يريميتش في المرتبة الثالثة بالتعادل (تأييد سبعة اعضاء ومعارضة خمسة وامتناع ثلاثة عن الادلاء برأي).
الى ذلك حلت سوزانا مالكورا وزير خارجية الأرجنتين في المركز الخامس بانخفاض طفيف، يليها سرجان كريم وزير خارجية مقدونيا السابق ورئيسة الوزراء النيوزيلاندية السابقة هيلين كلارك. اما الرئيس السلوفيني السابق دانيلو تورك الذي بدا في البداية كمرشح حل وسط، فسجل تراجعا من جديد بحلوله في المركز الثامن.
وحلت في اخر اللائحة وزيرة الخارجية المولدافية السابقة ناتاليا غيرمان، والمفاوضة السابقة للامم المتحدة بشأن المناخ الكوستاريكية كريستيانا فيغيريس.
بعيدون عن الحسابات
وحسب الاعراف غير المكتوبة، يفترض ان تشغل المنصب اوروبا الشرقية المنطقة الوحيدة التي لم يأت اي امين عام للمنظمة الدولية منها حتى الآن. كما تشق فكرة ان تقود امرأة المنظمة الدولية بعد ثمانية رجال شغلوا المنصب منذ انشائها، طريقها.
لكن اهمية هاتين النقطتين تراجعت تدريجيا خلال عمليات التصويت. والمرشحون الذين كان عددهم 12 في البداية اصبحوا عشرة هم خمسة رجال وخمس نساء. وستة من هؤلاء المرشحين قدموا من اوروبا الشرقية. ويتوقع دبلوماسيون ان ينسحب المرشحون الذين باتوا في مواقع لا تشير الى امكانية فوزهم.
وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت للصحافيين "انهم بعيدون عن الحسابات، واشجعهم على ان يقوموا بالخطوة" التي سبقهم اليها المرشحان ايغور لوكسيتش وزير خارجية مونتينيغرو وفيسنا بوسيتش نائبة رئيس الوزراء الكرواتي السابق.
يجري التصويت بالاقتراع السري، ولا تعلن النتائج رسميا بل يبلغ بها كل مرشح. ويقوم السفراء بوضع علامة في مربع بقلم الحبر نفسه لتجنب معرفة المقترع وتتلف البطاقات بعد كل تصويت. لكن كل هذه الاجراءات الوقائية لا تمنع التسريبات.
وفي نهاية المطاف يعود الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) امر اختيار المرشح، اذ انها تستطيع منع تعيين اي شخصية باتسخدامها حق النقض (الفيتو).
التعليقات