نصر المجالي: أدى البرتغالي أنطونيو غوتيريس اليمين القانونية أمام رئيس الجمعية العامة، ليصبح الأمين العام التاسع للأمم المتحدة ابتداء من أول يناير 2017 خلفاً للكوري الجنوبي بان كي مون الذي احتل المنصب لولايتين.&
في كلمة له بعد أداء اليمين، عرض غوتيريس على الأعضاء الـ 193، التحديات التي تواجه فترة رئاسته الأمانة العامة، مؤكدا أن احتدام النزاع في مناطق عدة حول العالم يمثل التحدي الأكبر.
وقال: " إننا نعيش في عالم تنتهك فيه قوانين حقوق الإنسان وتتصاعد فيه الحروب، وسط انتهاكات صارخة للقانون الدولي ومنع ممنهج لإغاثة المتضررين" .
وأكد غوتيريس، الذي ترأس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لمدة 10 أعوام، أنه سيعمل على أجندة إصلاح متكاملة لمواثيق وقوانين الأمم المتحدة، لتكون أكثر فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
خطة
وأشار إلى خطة من ثلاثة محاور سيعمل على تنفيذها خلال سنواته الأولى في الأمانة العامة، تتضمن الحفاظ على السلام المستدام والاضطلاع بالمهام الإغاثية وإعادة النظر في مهمة قوات حفظ السلام حول العالم.
ويقول تقرير لـ(سكاي نيوز عربية) إن غوتيريس يتولى مهام منصبه كأول رئيس وزراء سابق يترأس المنظمة، وسط ترحيب من دبلوماسيين في الأمم المتحدة والعديد من الدول التي رأت فيه اختيارا مناسبا للمرحلة الراهنة، التي يحتاج فيها 93 مليون شخص لمساعدة المنظمة الأممية بفعل الحروب.
وسيواجه غويتيرس خلال الأشهر الأولى من توليه المنصب سياقين عاجلين، أولهما جمع نحو 22 مليار دولار بصورة عاجلة لمواجهة أزمة اللجوء التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.
ادارة اميركية جديدة
وثانيهما إرساء مبادئ جديدة للعمل مع إدارة أميركية قادمة حديثا إلى البيت الأبيض، من أجل التأكيد على استمرار التزامها بالعمل مع الأمم المتحدة كأكبر الدول المانحة والممولة لعمليات حفظ السلام التي تضطلع بها المنظمة، خاصة وأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لم يوضح صراحة رأيه في المنظمة الدولية ومدى التزامه بالعمل معها.
وتمهيدا لرئاسته الأمانة العامة للأمم المتحدة زار غويتيرس عدة عواصم عالمية، خاصة عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.&
خطاب التعيين&
وكان غوتيريس السياسي البرتغالي المخضرم ورئيس الوزراء الأسبق تسلم رسمياً خطاب تعيينه في المنصب يوم الخميس 13 أكتوبر&الماضي، بعد أن اعتمدت الدول الأعضاء الـ 193 في الجمعية العامة قرارا بتعيينه أمينا عاما لولاية لخمس سنوات تنتهي& في 31 ديسمبر&العام 2021.&
وكان تم اختيار غوتيريس من جانب مجلس الأمن يوم 5 &أكتوبر من بين 10 مرشحين يتم التصويت عليهم من قبل أعضاء المجلس الخمسة عشر من خلال التصويت السري بإما "أشجع" أو "لا أشجع" أو "لا رأي". وقد حصل غوتيريس على 13 صوتا "أشجع" وصوتين "لا رأي".
دارس الفيزياء والهندسة
درس غوتيريس الفيزياء والهندسة الكهربائية، ولكنه تخلى عن أحلامه العلمية من أجل المشاركة في الثورة ضد الدكتور أنطونيو سالازار الذي حكم البرتغال لمدة أربعين عاما وانتهت العام 1974 وهو العام الذي بدأ فيه حياته السياسية عندما انضم إلى الحزب الاشتراكي، وأصبح واحدًا من قادة الحزب وتقلد بعض المناصب القيادية.
وفى العام 1975، شغل غوتيريس منصب رئيس مكتب وزير الدولة للصناعة، كما أنه شارك في العمل الإنساني، حيث تطوع لخدمة الأحياء الفقيرة في لشبونة وشارك في حل الأزمات الاجتماعية التي صاحبت حكم سالازار من خلال كونه مسؤولا عن التنظيم بالحزب الاشتراكي.
وكان غوتيريس شغل زعامة الحزب الاشتراكي ورئيس وزراء البرتغال من 1995 حتى 2002. كما تولى لفترة رئاسة الأممية الاشتراكية ما بين 31 أكتوبر 1999 – 31 مايو 2005، ومنصب رئيس المجلس ما بين1 يناير 2000 – 30 يونيو 2000، كما شغل أيضاً منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من يونيو 2005 حتى&ديسمبر 2015.&
ابن لشبونة
يشار إلى أن الأمين العام الجديد مولود في لشبونة العام 1949، وكان تزوج من أخصائية العلاج النفسي للأطفال لويزا اميليا اي ميلو في عام 1972 ميلادية، وهي أنجبت له ابنين هما بيدرو قوميارايش اي ميلو غوتيريس ومارينا قوميارايش اي ميلو دي اوليفييرا وتوفيت زوجته إثر معاناة مع السرطان العام 1998.
في عام 2001 ميلادية تزوج مرة ثانية من كاترينا ماركيس دي الميدا فاز بينتو (المولودة عام 1960 ميلادية) والتي كانت تعمل وزيرة دولة في البرتغال للثقافة ومؤخراً في رئيسة الثقافة في إمارة لشبونة.
وبالإضافة إلى لغته الأم البرتغالية يتحدث غوتيريس الإنكليزية والإسبانية والفرنسية، كما أن غوتيريس يمارس ديانته الكاثوليكية، وفي أيام دراسته الجامعية التحق غوتيريس بمجموعة النور وهي نادي طلابي للكاثوليكيين الشبان. وفي تلك الفترة قابل الأب فيكتور ميليشياس وهو كاهن فرانشسكوني بارز وإداري في الكنيسة، ولايزالان الى اليوم تربطهما علاقة صداقة وثيقة.
ويحمل غوتيريس جوائز من بينها: ترتيب إيزابيلا الكاثوليكية، وجائزة الحرية ووسام نجمة رومانيا. &
التعليقات