«إيلاف» من لندن: اعتبر الإئتلاف السياسي لنائب الرئيس العراقي إياد علاوي أن التسوية الوطنية التي يطرحها التحالف الشيعي قد ولدت ميتة لانها تعاملت مع الشعب على اساس المكونات وليس المواطنة...&مشددًا على ضرورة العمل على بناء دولة المواطنة بدل الذهاب الى تمزيق النسيج المجتمعي الى طوائف وقوميات.

وقال رئيس الكتلة النيابية لإئتلاف الوطنية كاظم الشمري إن «التسوية الوطنية التاريخية» التي يطرحها التحالف الشيعي ويقوم بتسويقها حاليًا رئيسه عمار الحكيم قد ولدت ميتة لانها تعاملت مع الشعب العراقي على أساس مكونات وليس على أساس المواطنة. واضاف الشمري في بيان صحافي الجمعة تسلمت «إيلاف» نسخة منه أن من تبنى ورقة التسوية جعل المنطلق الأساس فيها التعامل مع الشعب العراقي على أساس مكونات مما يجعلها تتقاطع بشكل جذري مع مبادئ وطروحات إئتلاف الوطنية بضرورة بناء أي خطوة لحل الخلافات الداخلية على أساس المواطنة والانتماء للعراق الواحد الموحد.

ويقوم الحكيم بزيارات الى دول الجوار لشرح ابعاد مشروع التسوية الذي يطرحه لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية كما يقول، حيث اجرى لحد الان مباحثات حولها في عمان وطهران وينتظر ان يقدمها الى المسؤولين المصريين ودول مجاورة للعراق من اجل المساعدة على تنفيذ المشروع.

ويؤكد الحكيم أن مشروع التسوية مطمئن وجامع للعراقيين بعيدا عن سياسة الانتقام والتجريح وهو ضروري لايقاف نزيف الدم واعادة العراق كبلد امن كسائر البلدان. وحذر من خطورة عدم ذهاب العراقيين الى تسوية وطنية تنقذ بلدهم .. مشيرًا الى ان توقيت اطلاق مشروع التسوية سيكون بعد تحرير الموصل.. مشدداً بالقول "لا تفاوض مع داعش او حزب البعث" .

كما تم& تشكيل لجنة لإجراء حوار مع القوى السياسية بشأن مبادرة التسوية قبل الاجتماع المزمع عقده يوم الاثنين المقبل لمناقشتها، حيث كان تحالف القوى السنية قد رفض تسلم نسختها بعد ان صوت مجلس النواب مؤخرا على قانون الشعبي بالضد من ارادته معتبرًا ذلك دليلاً على عدم وجود نوايا صادقة لتحقيق هذه التسوية.

التسوية جريمة بحق الشعب

وأضاف الشمري أن مبادئ إئتلاف الوطنية جعلت الأطراف الباقية المتبنية لفكرة التسوية تبتعد عن طرح أفكارها علنيًا كونها على يقين برفضنا المسبق للمشاركة بالمشروع الذي وصفه "جريمة بحق الشعب والوطن" وحذر من مخاطر التعامل مع القضية الوطنية على أساس المكونات.. موضحًا ان ذلك يعني بكل بساطة ذبح الشعب العراقي ومستقبل البلد وترسيخ لفكرة التقسيم .&

واكد على ضرورة تقوية صوت الانتماء وبناء دولة المواطنة بدل الذهاب الى تمزيق النسيج المجتمعي الى طوائف وقوميات خاصة أن المزاج الشعبي يتفاعل بإيجابية مع القضايا الوطنية وليست المكوناتية .. وقال إن "تسمية التسوية بالتاريخية تجعلنا نتساءل عن الهدف من هذه التسمية؟ وهل أن التسوية ستحل خلافات عقائدية أو دينية أو مذهبية أو قومية أم سياسية . وشدد على ضرورة تعامل جميع الأطراف السياسية التي ستتعامل مع التسوية، عليهم تهم بالفساد أو الطائفية ولا نعلم من هي الشخصيات التاريخية التي سيتم التعامل معها بالتسوية".

الامم المتحدة تروج للتسوية

وكان يان كوبيش رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" قد بحث في عمان مع شخصيات عراقية معارضة مشروع التسوية، الذي اطلعت على مضمونه «إيلاف»، وهو ينص على ان تطرح البعثة الصيغة النهائية لهذه التسوية الوطنية وتكون ملزمة لجميع الأطراف العراقية ويتم إقرارها في مجلس النواب والحكومة بعد مباركة المرجعيات الدينية ودعم وضمان المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وستعمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق على تحشيد الدعم اللازم من الدول الإقليمية المجاورة لإنجاح خطة التسوية المتفق عليها.

كما يشير المشروع الى انه يهدف الى "الحفاظ على العراق وتقويته كدولة مستقلة ذات سيادة وموحدة وفدرالية وديمقراطية تجمع كافة أبنائها ومكوناتها معاً.. ويؤكد على انه "لا عودة ولا حوار ولا تسويات مع حزب البعث أو داعش أو أي كيان إرهابي أو تكفيري أو عنصري". وتؤكد التسوية على سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وعدم السماح بوجود كيانات مسلحة أو مليشيات خارج إطار الدولة ومواجهة الخارجين على القانون دون تمييز ومحاسبة المتهاونين والمقصرين بمن في ذلك منتسبو القوات الأمنية وفقاً للقانون وإقرار قانون الخدمة العسكرية . &

وكانت القوى السنية رفضت مؤخرًا تسلم مشروع «التسوية التاريخية» من مكتب الامم المتحدة في العراق الاسبوع الماضي، معتبرة ان الموافقة على قانون الحشد يصب بالضد منها .. ومتساءلة بالقول : أي تسوية تاريخية يمكن انجازها في ظل اصرار الاكثرية ممارسة دكتاتوريتها على القوى الاخرى في العملية السياسية منهية بذلك مبدأ التوافق السياسي المعمول به في البلاد منذ عام 2003 .&

&

&