انهى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قطيعة استمرت اشهرا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي واجرى معه مباحثات هاتفية استهدفت ازالة اسباب التوتر والتجاوز باسرع وقت وحلها بالطرق المؤدية إلى تركيز الجهود على محاربة الاٍرهاب وفقاً لعلاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية.
وتلقى العبادي مساء الجمعة اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي اردوغان "هنأ خلاله بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية في حربها ضد عصابات داعش الإرهابية في عمليات الموصل معربا عن دعم تركيا للعراق وتأكيده على سيادته ووحدة أراضيه وان تركيا تضع كل امكانياتها مع العراق في حربه ضد هذه الفئة التي تسيء للإسلام الحنيف" كما نقل عنه بيان صحافي حكومي اطلعت على نصه "إيلاف".&
واكد اردوغان "ان تركيا تتطلع الى نصر عراقي قريب جدا في الموصل و ستكون رسالة لمن يريد استهداف العلاقات الأخوية بين البلدين مؤكدا أهمية الاستمرار بمكافحة المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عبر التكاتف والتعاون لان وحدة واستقرار دول الجوار اولوية عليا لدينا".
ومن جانبه شدد العبادي "على اهمية السيادة العراقية وازالة اسباب التوتر والتجاوز بأسرع وقت وحلها بالطرق المؤدية إلى تركيز الجهود على محاربة الاٍرهاب والتعاون البناء بمختلف الاصعدة ووفقاً لعلاقات الإخوة وحسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة". واشار الى أهمية تعاون شعوب المنطقة ضد الاٍرهاب الذي يريد تدمير المنطقة مبينا ان الدستور العراقي لا يسمح باستخدام الاراضي العراقية من اي جهة للاساءة إلى دول الجوار.&
واضاف العبادي قائلا "اننا نعمل لتوفير الامن والرفاه لكل مكونات الشعب العراقي وان تكون كل المناطق تحت سيطرة القوات الامنية العراقية الوطنية" .. كما استعرض الجهود العراقية للتحرير والاستعداد لمرحلة اعادة الإعمار .. فيما عرض الرئيس التركي رغبة بلاده الجادة في جهود الإعمار والاستثمار والمشاريع المشتركة .
وكانت علاقات البلدين شهدت توترا خطيرا خلال شهر اكتوبر الماضي حينما دفعت تركيا بقوات عسكرية الى قاعدة بعشيقة جنوب الموصل لحماية مدربيها العسكريين الذين يتولون تدريب قوات حرس نينوى للمتطوعين من محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل برئاسة محافظها السابق اثيل النجيفي للمشاركة في تحريرها من قبضة تنظيم داعش الامر الذي عدته بغداد احتلالا داعية إلى انسحابها سريعا الامر الذي ترفضه تركيا قائلة انها ستسحبها في الوقت المناسب. &&
توتر وتبادل تهديدات
وكان العبادي حذر تركيا الشهر الماضي من اي مغامرة عسكرية في العراق مؤكدا انها ستدفع ثمن ذلك فيما رد وزير خارجيتها عليه بالقول انك ضعيف وتحاول لعب دور الاقوياء.
وقال العبادي في كلمة له "ان تركيا جارة لنا ونريد علاقات جيرة طيبة معها لاننا نعلم ان الحرب خسارة للطرفين ونستغرب من ان يقوم البعض بتحريض الاتراك على العراق وينقل معلومات خاطئة لهم لتوريطهم ونحن نقول لهؤلاء ان تركيا تبحث عن مصالحها وليست مصالحكم" .
وحذر القيادة التركية من ارتكاب اي مغامرة في العراق مشددا على انها ستدفع ثمنا غاليا لذلك .. منوها بأن العدوان سيقابله تلاحم وطني عراقي لرده .
لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو رد على العبادي بالقول "انت ضعيف، &واذا كنت بمثل هذه القوة لماذا سلمت الموصل الى منظمات ارهابية؟ لو كنت قويا لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال ارضك منذ سنوات؟".. واضاف في تصريح صحافي مخاطبا العبادي "انت لست قادرا حتى على محاربة منظمة ارهابية..انت ضعيف وبعد ذلك تحاول لعب دور الاقوياء".&
وقد تدهورت العلاقات بين انقرة وبغداد خلال الشهرين الماضيين حيث عبرت تركيا عن رغبة في اشراكها في الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل من ايدي تنظيم داعش وهو ما يرفضه العراق.
لكن انقرة نشرت دبابات وقطع مدفعية على الحدود العراقية في اجراء اتخذ من اجل مواجهة "الحريق المشتعل في الدولة المجاورة لنا" كما قال اليوم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش. والمح القادة الاتراك الى انهم يمكن ان يتدخلوا في منطقة سنجار شمال العراق للحيلولة دون ان يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داميا ضد انقرة منذ عام 1984.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد أكد ان اجراءات ستتخذ في حال قامت قوات الحشد الشعبي الشيعية التي تحاول دخول مدينة تلعفر "بنشر الرعب" في صفوف السكان التركمان في المنطقة وذلك غداة بدء قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة ايرانيا عملية عسكرية في غرب مدينة الموصل بهدف قطع طريق امداد لتنظيم داعش بين الموصل والرقة.
وتتخوف تركيا من مخطط ايراني في الموصل لربط مدنها الغربية والشمالية وهي البعاج وسنجار وتلعفر وربيعة بالاراضي السورية الشرقية وهي : القامشلي والحسكة والرقة ودير الزور وصولا الى حلب التي باتت تشكل عنوانا لصراع الارادات الدولية في المرحلة الراهنة. وفي سبيل هذا الهدف الإيراني لتأمين طريق آمن نحو دمشق بلغ عدد افراد الميليشيات العراقية المتمركزة على المحور الجنوبي للموصل عند قاعدة القيارة أكثر من 23 ألف مقاتل من تسعة عشر فصيلا مسلحا مدعوما من إيران ويرافق هذه الميليشيات العشرات من المستشارين الإيرانيين الذين وصلوا الاسبوع الماضي مع قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.&
التعليقات