اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية اليوم بالاهمال في علاج الاطفال من الإصابات التي تلحق بهم جراء العمليات العسكرية الحالية التي يشهدها بلدهم، وحذرت من مخاطر ستطال جيلاً من الأطفال مع تصاعد مجريات المعركة للسيطرة على الموصل، والتي تهدد بأن تتحول إلى كارثة إنسانية، بحسب قولها.

إيلاف من لندن: أشارت منظمة العفو الدولية في تقرير لها الخميس، واطلعت "إيلاف" على نصه، إلى أنّ الحكومة العراقية وحلفاءها الدوليين يهملون توفير مرافق طبية مناسبة للتعامل مع الإصابات المروعة" التي تعرض لها أطفال الموصل جراء المعارك الجارية هناك.

وحذرت من أن مخاطر ستطال جيلاً من الأطفال اليائسين مع تصاعد مجريات المعركة الدموية للسيطرة على الموصل، والتي تهدد بأن تتحول إلى كارثة إنسانية. وأشارت إلى أنّها التقت أطفالاً من جميع الأعمار "عانوا من إصابات مروعة عقب محاصرتهم بالنيران المتبادلة بين التنظيم المسلح داعش والقوات الحكومية المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة"، ويضم حوالي 60 دولة.

وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في المنظمة، إن "الأطفال الذين حوصروا في مرمى نيران معركة الموصل الوحشية قد رأوا أشياء لا ينبغي لأحد مهما كان عمره أن يراها أبداً، فقد التقيت أطفالاً لم تلحق بهم إصابات مرعبة فحسب، وإنما رأوا رؤوس أقربائهم وجيرانهم تقطع بسبب انفجار قذائف الهاون أو يتحولون إلى أشلاء نتيجة انفجار السيارات المفخخة أو الألغام أو يسحقون تحت ركام المنازل".

&

اطفال نازحون من الموصل يتلقون معونات غذائية

&

وأضافت أن "الأطفال الذين جرحوا بسبب الحرب يجدون أنفسهم بعدئذ في مستشفيات تكتظ بالمرضى أو في مخيمات للنازحين، حيث تزيد الظروف الإنسانية البائسة من صعوبة تعافيهم جسدياً ونفسياً مما لحق بهم، بينما يستمر حصار آخرين كثر في مناطق يضطرم فيها القتال".

وشددت على الحاجة الماسة "لوضع السلطات العراقية وشركائها الدوليين أنظمة أفضل للرعاية وإعادة التأهيل والحماية للمدنيين المتضررين، فالعناية بالضحايا المدنيين ولاسيما الأشد ضعفاً بينهم ينبغي أن يحظى بالأولوية المطلقة لا أن يؤجل حتى ينقشع غبار المعارك".

واوضحت أن "التحضيرات للحملة العسكرية لاستعادة الموصل استغرقت مدة طويلة، وكان من الممكن للسلطات العراقية بما فيها محافظة نينوى ولشركائها الدوليين بل كان ينبغي على الجميع أن يعدوا بصورة أفضل للتعامل مع الإصابات المحتمة في صفوف المدنيين، خاصة مع علمهم بأن مستشفيات إقليم كردستان ستتعرض لضغوط شديدة بسبب التدفق الهائل للجرحى جراء القتال".

واكدت روفيرا أن "الندوب التي خلفتها هذه التجارب الصادمة على نحو لا يمكن تصوره نفسية، كما هي جسدية، ولكن هذه الجروح التي غيّرت حياة هذه الأرواح الغضة لا تجد سوى الإهمال من جانب الحكومة العراقية وحلفائها الذين تقاعسوا حتى الآن عن ضمان توفير المرافق الطبية المناسبة للتعامل مع هذا الواقع".

&

اطفال هاربون من معارك الموصل

&

&مختصون يدعون لانقاذ اطفال العراق من ويلات الحرب

ومن جهتهم، دعا مختصون عراقيون في مجال الطفولة والأسرة إلى إنقاذ أطفال العراق من آثار الحرب التي يشهدها بلدهم، حيث يعاني 1.2 مليون طفل من أوضاع متردية في مخيمات النزوح، فيما جرى الزج بعشرة ملايين طفل في بيئات عنف ويفتقرون إلى حقوق الطفل.

وشدد المختصون على ضرورة وضع استراتيجية حكومية بمساعدة منظمات دولية لرعاية هؤلاء الأطفال واستعادة من وقع منهم تحت تأثير تنظيم داعش، لاسيما وأن هذا الجيل سيقود العراق يومًا ما.&

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 من شهر اكتوبر الماضي عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل، وهي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة التنظيم في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها.&

وتمكنت القوات العراقية من تحرير مناطق واسعة من محافظة نينوى، وتمكنت من التوغل في الأحياء الشرقية للموصل، ضمن خطط وضعت لاستعادة السيطرة عليها قبل حلول نهاية العام الحالي 2016، لكنّ قادة عسكريين أشاروا مؤخرًا إلى أنّ معركتها قد تطول شهرين آخرين.


&