تتصاعد الإتهامات للشرطة المصرية في وسائل الإعلام الغربية بالضلوع في اختطاف وتعذيب وقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، بينما تنفي وزارة الداخلية تلك الأنباء، وتدعو إلى عدم استباق نتائج التحقيقات.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: صعّدت الصحافة الغربية إتهاماتها بحق الشرطة المصرية بالضلوع في اختطاف وتعذيب وقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته في أطراف القاهرة في 3 (فبراير) شباط الجاري.
&
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر في الطب الشرعي المصري، أن جثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني تحمل علامات تشير إلى تعرضه لصعق بالكهرباء، بالإضافة إلى إصابات داخلية في مختلف أنحاء جسمه ونزيف بالمخ.
&
ورفعت مصلحة الطب الشرعي المصرية تقريرها النهائي إلى مكتب النائب العام، أمس الأول السبت 13 (فبراير) شباط، وأضاف المصدر أن جثة ريجيني كانت تحمل علامات صعق بالكهرباء في العضو الذكري وإصابات داخلية في مختلف أنحاء جسمه ونزيف بالمخ، بالإضافة إلى علامات تدل على جروح قطعية بآلة حادة، يشتبه أنها شفرة حلاقة، وكدمات، مرجحا تعرض الطالب إلى اعتداء بعصا، وأيضا للكم والركل.
&
تصرف لا إنساني
&
وأظهر تقرير التشريح الأولي أن ريجيني تعرض للضرب على مؤخرة رأسه بآلة حادة، بينما أشار وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو إلى أن تشريحا ثانيا جرى في إيطاليا أظهر تعرض القتيل لـ "شيء لا إنساني"، ووصفه بـ "الحيواني".
&
وكان ريجيني (28 عامًا) يجري أبحاثا محورها النقابات المستقلة في مصر وكتب مقالات ينتقد فيها الحكومة المصرية، ما أثار تكهنات بأنه قُتل على يد قوات الأمن المصرية، وشبهت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الإصابات التي تعرض لها ريجيني بما قد تفعله أجهزة الأمن بحق جاسوس.
&
ونقلت الصحيفة الإيطالية عن أحد أصدقاء الطالب قوله إن "ريجيني عندما اختفى كان في طريقه إلى محطة مترو الدقي للقاء أصدقاء له، وإنه مرّ بجانب أربعة محال تجارية بها كاميرات مراقبة قد تظهر اقتياد ريجيني من قبل رجلين يبدو أنهما من رجال الأمن المصري".
&
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن ثلاثة مسؤولين أمنيين مصريين قالوا إن ريجيني كان محتجزا، مُضيفة أن ذلك يدعم شكوك إيطاليا بأن جهات رسمية مصرية متورطة في قتل الطالب الإيطالي.
&
ونسبت الصحيفة للمسؤولين الثلاثة، قولهم إنهم تحروا في القضية، وأضافوا لها: "ريجيني ألقي القبض عليه من قبل السلطات المصرية لأنه كان وقحًا مع الضباط"، وتابعت الصحيفة نقلا عن المسؤولين الذين لم تسمّهم: "لقد كان وقحًا جدًا وتصرف كأنه رجل قوي".
&
وأضاف المسؤولون، الذين قالت الصحيفة، إن المقابلات أُجريت معهم بشكل منفصل، إن ريجيني الذي كان يعمل باحثا في مجال الحركات العمالية الرسمية في مصر، "أثار الشكوك حوله بسبب وجود أرقام على هاتفه لأشخاص على صلة بجماعة الإخوان وحركة 6 أبريل اللتين تعتبرهما الحكومة أعداء للدولة".
&
وقال أحد المسؤولين للصحيفة الأميركية، "لقد ظننت بأنه كان جاسوسًا". واستطرد: "بعد كل شيء، من يأتي إلى مصر لدراسة النقابات؟".
&
كارثة
&
وجددت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الإثنين، نفي تلك الأنباء، وقالت في بيان لها: "نفى مسؤول مركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية، صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام والصحف الغربية حول إلقاء القبض على الشاب الإيطالي جوليو ريجيني قبل وفاته من قبل عناصر أمنية مصرية".
&
وأضاف مسؤول مركز الإعلام الأمني، أن "الفريق الأمني الإيطالي المتواجد في البلاد حاليا يتابع القضية، وأن ما نشر في إحدى الصحف الإيطالية في هذا الصدد، منقولا عن بعض الصحف الغربية غير صحيح".
&
وأضاف أن "بعض الصحف الغربية، قد نشرت معلومات غير صحيحة نهائيًا تتصل بظروف اختفاء الشاب الإيطالي قبل وفاته"، مشيرا إلى أن فريق البحث الموسع المكلف بكشف ظروف وملابسات الواقعة، يواصل جهوده على مدار الساعة، في إطار كامل من التعاون مع الجانب الإيطالي في هذا الشأن، وأشار مسؤول مركز الإعلام الأمني إلى أنه سوف يتم الإعلان عن نتائج جهود البحث في هذه القضية حال التوصل إلى معلومات مؤكدة.
&
وفي السياق ذاته، وصف الناشط السياسي، وائل غنيم، بـ"الكارثة"، على الدولة أكبر من حادثة انفجار الطائرة الروسية في شرم الشيخ". وقال غنيم الذي يعيش في الخارج منذ ثورة 30 (يونيو) حزيران 2013: "كل الصحف العالمية كتبت أمس عن التصريحات التصعيدية التي أطلقها رئيس الوزراء الإيطالي بخصوص مقتل الطالب جوليو ريجيني في مصر من التعذيب، واللي بيحذر فيها إن العلاقات المصرية الإيطالية على المحك إلا إذا مصر أفصحت عن المسؤول عن تعذيب جوليو وقتله بطريقة وحشية، وأكد ضرورة التعاون بشكل كامل مع جهات التحقيق في إيطاليا".
&
وأضاف عبر صفحته على فيسبوك: "السلطات الإيطالية أصبح للأسف عندها قناعة إن اللي متورط في قتل جوليو هو جهاز أمني مصري، ووزير الداخلية الإيطالي صرح إن فيه شهود عيان أكدوا إن جوليو اتقبض عليه يوم 25 يناير في منطقة الدقي.. تغيير القناعة دي أصبح صعب إلا لو أجهزة الأمن في مصر قدرت تقدم دلائل مادية واضحة على مين اللي وراء مقتل جوليو".
&
واعتبر غنيم أن مقتل الطالب الإيطالي يمثل "كارثة أكبر من كارثة الطائرة الروسية والسياح المكسيكيين لسببين، الأول إن انفجار الطائرة كان حادثة إرهابية نتيجة إهمال وتقصير أمني فادح، والتانية كانت قتل خطأ، لكن في حالة جوليو لو صح تورط جهاز أمني، هتبقى أول حالة قتل متعمد لأجنبي بعد عملية تعذيب وصفتها السلطات الإيطالية بالوحشية".
&
وتابع: "السبب الثاني هو إن جوليو كان طالب دكتوراه، وبالتالي من المتوقع إن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الدولية هتتحرك ضد مصر وده ممكن يؤدي لتصعيد دولي يحطنا في أزمة نتائجها هتكون سيئة جدا"، وتابع: "ربنا يستر على البلد اللي نظامها داير يوزع اتهامات على معارضيه بالخيانة والتآمر، وهو الساعي الأساسي في هدم الدولة وإهدار القانون والعدل".
&
وتعرض ريجيني للإختفاء القسري في يوم 25 (يناير) كانون الثاني، بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وعثر أحد المارة على جثته على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، بالقرب من القاهرة.

&