&واشنطن: يقوم الرئيس الاميركي باراك اوباما قريبا بزيارة تاريخية الى كوبا تثبت التقارب الكبير بين العدوين السابقين بعد حوالى نصف قرن من التوتر.
وستعلن الادارة الاميركية الخميس عن زيارة يقوم بها اوباما "في الاسابيع المقبلة" الى اميركا اللاتينية وخصوصا كوبا كما قال مسؤول اميركي كبير رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس مساء الاربعاء.
وآخر رئيس اميركي زار، اثناء توليه الرئاسة، الجزيرة الواقعة قبالة سواحل ولاية فلوريدا كان كالفين كوليدج وذلك في العام 1928.
وسيصبح اوباما الذي تنتهي ولايته بعد اقل من سنة اول رئيس تطأ قدماه الاراضي الكوبية منذ الثورة عام 1959.
وكان البلدان اعلنا في كانون الاول/ديسمبر عن بدء عملية تقارب بينهما سرعان ما توجت في تموز/يوليو باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد انقطاع استمر نصف قرن من الزمن.
وزار وزير الخارجية الاميركي جون كيري هافانا في اب/اغسطس في مناسبة اعادة فتح السفارة الاميركية.
وسبق لاوباما ان اعرب مرارا عن رغبته في زيارة كوبا قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني/يناير 2017 لكنه لفت الى ان هذه الزيارة التاريخية لن تكون ممكنة الا في حال تسجيل تقدم فعلي على صعيد الحريات الفردية في الدولة الشيوعية.
واعلن في كانون الاول/ديسمبر "ما قلته للحكومة الكوبية +اذا شهدنا بوضوح تقدما في مجال حريات الكوبيين العاديين، فساكون مسرورا لزيارة البلاد لالقاء الضوء على هذا التقدم".
واوضح "اذا توجهت الى هناك، من الواضح انه يجب ان اكون قادرا على التحدث الى الجميع".
وينعقد مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي في 16 نيسان/ابريل.
"ديكتاتورية شيوعية"
واثار الاعلان عن هذه الزيارة ردود فعل منددة سريعة في معسكر الجمهوريين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال ماركو روبيو المرشح للسباق الرئاسي والذي ولد في ميامي ويتحدر من عائلة كوبية انه لن يزور ابدا كوبا الا "حين تصبح الجزيرة حرة".
وقال لشبكة "سي ان ان" "ليس هناك انتخابات في كوبا، ليس هناك خيار في كوبا. اليوم وبعد سنة وشهرين على الانفتاح، لا تزال الحكومة الكوبية تمارس القمع اكثر من اي وقع مضى" واصفا نظام هافانا بانه "ديكتاتورية شيوعية مناهضة لاميركا".
من جهته انتقد سناتور تكساس تيد كروز الذي يخوض ايضا الانتخابات التمهيدية عن الجمهوريين المبادرة معبرا عن الاسف لان الرئيس "يسمح بان تذهب مليارات الدولارات الى طغاة يكرهون اميركا".
ومنذ 50 عاما هاجر مئات الاف الكوبيين الى الولايات المتحدة.
واذا كان المهاجرون لاسباب سياسية منذ بداية الثورة لا يزالون معارضين بشدة لاي تقارب مع نظام هافانا، الا ان المهاجرين الجدد ابقوا على روابط متينة مع الجزيرة ورحبوا بالتقارب في العلاقات بين البلدين.
وفي 17 كانون الاول/ديسمبر 2014& فاجأ الرئيس باراك اوباما العالم باعلان رغبته في بدء "فصل جديد" مع كوبا بعد فشل نصف قرن من سياسة عزل النظام الشيوعي.
وفي خطاب من البيت الابيض اعلن انذاك بالاسبانية "كلنا اميركيون" بعد اتصال هاتفي بنظيره الكوبي راوول كاسترو.
ودعا الرئيس الاميركي منذ ذلك الحين عدة مرات الى مواصلة سياسة التطبيع مطالبا الكونغرس برفع الحظر الذي فرضه الرئيس جون كينيدي على كوبا في 1962 وعززه بشدة قانون هيلمز-بورتون عام 1996.
وقال اوباما لخصومه الجمهوريين في خطابه حول حالة الاتحاد "لقد مرت 50 عاما على عزل كوبا ولم يحقق ذلك تشجيعا للديموقراطية وجعلنا نتراجع في اميركا اللاتينية".
واضاف "اذا اردتم تعزيز قيادتنا ومصداقيتنا في القارة، فتقبلوا ان الحرب الباردة انتهت، وارفعوا الحظر".
وستستأنف الولايات المتحدة وكوبا قريبا رحلاتهما الجوية التجارية المتوقفة منذ اكثر من خمسين عاما ، كما اعلن البلدان. لكن القانون الاميركي ما زال يحظر حتى الان السفر الى كوبا في رحلات سياحية.
&
&
التعليقات