تونس: اعلنت تونس الاحد التمديد شهرا اضافيا لحالة الطوارىء التي فرضتها منذ مقتل 12 من عناصر الامن الرئاسي في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان "بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) حول المسائل المتعلقة بالأمن القومي وخاصة الأوضاع على الحدود وفي المنطقة، قرر رئيس الجمهورية (الباجي قائد السبسي) الاعلان مجددا عن حالة الطوارىء لمدة شهر ابتداء من 22 فبراير (شباط) 2016".

وقتل 12 وأصيب عشرون من عناصر الأمن الرئاسي في 24 تشرين الثاني/نوفمبر عندما فجر الانتحاري التونسي حسام العبدلي (27 عاما) الذي كان يرتدي حزاما ناسفا، نفسه في حافلتهم في قلب العاصمة تونس.

وكانت الرئاسة التونسية فرضت حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوما اعتبارا من 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ثم مددت العمل بها شهرين اعتبارا من 24 كانون الاول/ديسمبر 2015.

كما فرضت حظر تجول ليلي من 24 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 12 كانون الأول/ديسمبر في "تونس الكبرى" التي تضم اربع ولايات يقطنها أكثر من 2,6 مليون نسمة.

وغداة الهجوم، اغلقت تونس حدودها البرية المشتركة مع ليبيا ل15 يوما وشددت المراقبة على الحدود البحرية والمطارات، كما منعت اعتبارا من الرابع من كانون الاول/ديسمبر لدواع امنية الطائرات الليبية من الهبوط في مطار تونس-قرطاج الدولي وسط العاصمة.

وأعلنت وزارة النقل ان المطار التونسي الوحيد الذي سيسمح لهذه الطائرات باستخدامه هو مطار مدينة صفاقس التي تقع على بعد 270 كلم جنوب العاصمة.

وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اعلن رفيق الشلي وكان حينها وزير دولة مكلفا الأمن في وزارة الداخلية ان "كل" الهجمات الدامية التي حصلت في تونس في 2015 تم التخطيط لها في ليبيا التي ترتبط مع تونس بحدود طولها حوالى 500 كلم.

والهجوم على حافلة الامن الرئاسي هو ثالث اعتداء دام في تونس في 2015 يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

وكان التنظيم تبنى قتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي تونسي واحد في هجوم نفذه شابان تونسيان مسلحان برشاشيْ كلاشنيكوف على متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس يوم 18 آذار/مارس 2015. كما تبنى قتل 38& سائحا اجنبيا في هجوم مماثل على فندق في ولاية سوسة (وسط شرق) نفذه شاب تونسي برشاش كلاشنيكوف يوم 26 حزيران/يونيو 2015.

وقتلت الشرطة منفذي الهجومين، وقالت وزارة الداخلية انهم تلقوا تدريبات على حمل السلاح في معسكرات جهاديين بليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.&وكانت تونس رفعت في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر 2015 حالة الطوارئ التي كانت فرضتها في الرابع من تموز/يوليو 2015 إثر الهجوم على فندق سوسة.

ألمانيا تنوي ارسال جنود الى تونس

إلى ذلك، تنوي المانيا ارسال جنود الى تونس لتدريب الجيش في هذا البلد ثم احتمالا الجيش الليبي على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية المنتشر في ليبيا ويشكل تهديدا اقليميا، بحسب "صحيفة بيلد ام سونتاغ" الاحد.

وذكرت الصحيفة ان ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع سيتوجهون الخميس والجمعة الى تونس لدراسة امكانية مشاركة عسكريين المان في بعثة تدريب.

واضافت "بيلد ام سونتاغ" ان هذا الالتزام قد يؤدي فيما بعد الى اقامة معسكر تدريب للجنود الليبيين في تونس مع شركاء اخرين.

وقالت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون در ليين للصحيفة ان "ارهاب تنظيم الدولة الاسلامية يهدد كل شمال افريقيا" ومن الضروري جدا "بذل كل الجهود الممكنة لدعم الدول التي تناضل من اجل الديمقراطية مثل تونس".

واضافت ان اقامة معسكر للتدريب في تونس سيساعد في الاستقرار الاقليمي. وتابعت الوزيرة الالمانية "وفي حال نجحت ليبيا يوما في تشكيل حكومة وحدة وطنية فسيكون بامكان قواتها الامنية ايضا ان تحظى بتدريبات في تونس".

ولم تشأ وزارة الدفاع التعليق على هذه التصريحات. واكد متحدث باسم وزارة الخارجية المحادثات المقررة في تونس "حول المزيد من التعاون بشأن لامن" الا انه رفض الكشف عن مزيد من المعلومات.

ويشارك الجيش الالماني حاليا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية. ويقوم بتسليح وتدريب قوات كردية في شمال العراق، وبطلعات استطلاعية فوق سوريا.

ومنذ 2013 قدمت المانيا الى تونس اكثر من 100 مليون يورو (111 مليون دولار) لتمويل برامج لتحسين اقتصادها. كما انها تزود قواتها الامنية بالمعدات والتدريب. لكن المكلف المسائل الدفاعية للحكومة هانس بيتر بارتلز اعتبر الشهر الماضي ان الجيش الالماني "بلغ حدود امكانيات التدخل".

وشهدت تونس هجومين مدمرين استهدفا قطاع السياحة المهم فيها العام الماضي في منتجع سوسة ومتحف باردو اسفرا عن مقتل 60 شخصا. واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الهجومين. وبدأ التنظيم المتطرف في الانتشار في ليبيا وسط حالة الفوضى التي يعاني منها هذا البلد منذ الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في 2011.