بعد ساعات من دعوة رئيس الحكومة ديفيد كاميرون للانضمام للحملة المناهضة له داخل صفوف حزب المحافظين، أعلن عمدة لندن بوريس جونسون الليلة انه سيناضل من أجل مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.&
&
وقال عمدة لندن بوريس جونسون الذي يتمتع بشعبية كبيرة إن من شأن مغادرة الاتحاد الأوروبي توفير المال واستعادة السيطرة للبرلمان البريطاني.
&
وموقف جونسون قد يزيد شعبيته من زخم حملة تأييد المغادرة التي تشمل في صفوفها خمسة وزراء ووزيرة دولة في الحكومة المحافظة، بينهم وزير العدل مايكل غوف الصديق الشخصي لكاميرون، وزاك غولدسميث المرشح لخلافة بوريس جونسون.
&
ومن بين الوزراء المناكفين لقرار كاميرون: وزير العمل والتقاعد ايان دنكان سميث، ووزير الثقافة جون ويتنغيل، ووزيرة شؤون ايرلندا الشمالية تيريزا فيليرز، ورئيس مجلس العموم كريس غريلينغ ووزيرة العمل بريتي باتل.&
&
وفي تصريحاته للصحافيين من أمام منزله في شمال لندن ينهي جونسون شهورا من التكهنات في شأن موقفه من مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وقال إنه رفض بشكل كبير صفقة ديفيد كاميرون في الاتحاد الأوروبي التي وصفها بـ(التافهة) ولا ترقى الى مستوى طموحات البريطانيين.&
&
استهجان
&
وأضاف انه لا يستطيع إلا رفض مثل تلك الصفقة، "حيث لمرة واحدة في العمر" تأتي فرصة لتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
&
واستهجن عمدة لندن الادعاء بأن هناك إصلاحات سياسية في الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يدفع بريطانيا للبقاء في عضويته .&
&
وقال جونسون إن قراره جاء بعد أيام من القلق ووجع القلب وكم هائل من الحزن "وكان آخر شيء كنت أرغب فيه هو اتخاذ موقف ضد ديفيد كاميرون أو حكومته".&
&
دعوة كاميرون&
&
وجاء إعلان عمدة لندن جونسون المثير بعد ساعات من دعوة كاميرون له لدعم بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وكاان كاميرون وكان رئيس الوزراء البريطاني، دعا الرجل القوي الذي يتجهز لمنصب عال في الحكومة بعد تركه منصب رئاسة بلدية لندن الى عدم الانضمام الى معسكر مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي، وهاجم كاميرون هؤلاء بحدة قبل اربعة اشهر على استفتاء بهذا الشأن في حزيران (يونيو) المقبل.
&
وقال في مقابلة مع برنامج (أندرو مار) السياسي الاسبوعي على (بي بي سي) الاحد ان "امكانية التعاون مع (رئيس حزب استقلال بريطانيا ـ يوكيب الحزب الرافض لاوروبا نايجل فاراج والنائب السابق جورج غالاواي والقفز في المجهول ليس السبيل المناسب لبلدنا"، في اشارة الى السياسيين الاثنين المهمشين الى حد ما ويتصدران حملة تاييد الخروج من الاتحاد الاوروبي.
&
واعلن كاميرون يوم السبت عن موعد الاستفتاء بعد اجتماع للحكومة دام ساعتين عرض خلاله امام الوزراء الاتفاق الذي توصل اليه مع المفوضية الاوروبية ويمنح بريطانيا “وضعا خاصا” داخل الاتحاد.
&
واشار استطلاع الراي الاول منذ الاتفاق والذي اجرته صحيفة ميل اون صنداي الى رفض 48% من المشاركين الخروج من الاتحاد فيما ايده 33% وما زال 19% مترددين.
&
اشكاليات
&
ويشار إلى أنه ادراكا لاهمية الاشكاليات المطروحة القى كاميرون الاحد بكامل قواه في المعركة مستفيدا من برنامج البي بي سي الذي يتابعه الكثيرون لشن هجوم مباشر على معسكر مؤيدي الخروج الذين يؤكدون انه سيعزز من سيادة المملكة المتحدة.
&
وقال كاميرون في تصريحاته "السيادة تعني القدرة الفعلية على الفعل"، واضاف "اذا عجزتم عن ضمان دخول شركاتكم الى السوق الموحدة، اذا عجزتم عن ضمان امن الناس، فانتم بالتالي اقل تحكما بمصيركم".
&
واكد ان المملكة المتحدة، ان خرجت من الاتحاد الاوروبي، لن تملك الا "اوهاما بالسيادة"، معلنا عن طرحه قريبا مشروع قانون من اجل حماية سيادة البرلمان البريطاني.
&
غموض
&
وأضاف "اذا غادرنا، فسنعيش غالبا سبع سنوات من الغموض في عملية لن نحصل في ختامها على اي ضمان بدخول شركاتنا التام الى السوق الاوروبية" مشيرا الى المفاوضات بين الاتحاد الاوروبي وكندا على سبيل المثال.
&
وقال كاميرون: فحتى لو تمكنت المملكة المتحدة من الحفاظ على انخراطها في السوق الموحدة، ستضطر الى القبول بقواعد هذه السوق من دون اي حق بضبطها، ناهيك عن القبول بحرية تنقل الافراد والمساهمة في الميزانية الاوروبية كما هو حاصل للنرويج.&
&
وإلى ذلك، فإنه بالمقابل يعتبر وزير العمل ايان دنكان سميث المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، أن البقاء سيعرض البلاد لاعتداءات مثل تلك التي وقعت في باريس في الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في باريس.&
&
وقال سميث ان فتح الحدود لن يسمح لنا بالتدقيق بهويات الاشخاص القادرين على القدوم الى هنا وتمضية بعض الوقت في بلادنا. نرى تماما ما حصل في باريس.