بدأ السباق نحو البيت الأبيض يشتعل على وقع الأجواء السياسية الساخنة في أميركا مع إقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وفيما تنحصر المنافسة بين مرشح للحزب الجمهوري وآخر للحزب الديمقراطي، انقسم قراء "إيلاف" بين مؤيد لهذا وذاك، إنطلاقًا من شعورهم بأن من إختاروه سيخدم قضايا العرب بشكل أفضل.
&
واشنطن: يترقب العالم أجمع، لا سيما المنطقة العربية، انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، لما لأميركا من تأثيرات واضحة وجوهرية على الأوضاع في دول العالم العربي، وارتباطها بإسرائيل والقضية الفلسطينية، فضلاً عن الملفين السوري والليبي.
&
وبينما تحتدم المنافسة بين المرشحين، طرحت "إيلاف" السؤال الآتي على القراء: "أي الحزبين الأميركيين ترى أن فوزه بالرئاسة يخدم قضايا العرب بصورة أفضل؟ .. الحزب الجمهوري أم الحزب الديمقراطي".
&
وقد شارك &1585 قارئًا في الاستفتاء، ورجح القراء كفة الحزب الجمهوري بصورة طفيفة جدًا، وليس بصورة حاسمة، إذا تقاربت نسب التصويت إلى حد كبير، فقد أعرب &799 قارئًا (نسبة 51%) عن اعتقادهم أن فوز مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية يخدم القضايا العربية، بينما قال &786 &قارئاً، (نسبة 49%) أن الأقدر على التفاعل مع قضايانا هو مرشح الحزب الديمقراطي.
&
ومن المقرر أن تجرى الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 8 (نوفمبر) تشرين الثاني المقبل، وينتخب الأميركيون الرئيس ونائبه.
&
تناقض
&
إلى ذلك، ينظر الأميركيون إلى الحزب الجمهوري بوصفه الحزب المحافظ، فهو يركز على المساواة وتكافؤ الفرص والحفاظ على تماسك الأسرة عبر رفض تشريع قوانين تفك عرى المجتمع مثل زواج المثليين، كما يرفض زيادة الضرائب على المواطنين الأميركيين وأصحاب الدخل المحدود، وكان للحزب الفضل في تبني السياسات التي أفضت إلى تحرير الأميركيين من أصل أفريقي من العبودية، وانبثقت فكرة تأسيس الحزب من تحرير العبيد في القرن التاسع عشر، وأبرز الرؤساء الأميركيين من الحزب الجمهوري، هم: إبراهام لينكولن، تيودور روزفلت، دونالد ريجان، وجورج دبليو بوش.
&
بينما أبرز المرشحين في الانتخابات الراهنة، باسم الحزب هم: دونالد ترامب، بن كارسون، تيد كروز.
&
وعلى العكس من الحزب الجمهوري، ارتبط اسم الحزب الديمقراطي بحماية مؤسسة العبودية قبيل الحرب الأهلية الأميركية التي نشبت عام 1862، وكانت له شعبية كبيرة في الجنوب امتدت من نهاية الحرب إلى السبعينات من القرن العشرين في ظاهرة سميت بالجنوب الصلب، لكنه تحول جذريًا، فأصبح ممثلاً لتيارات الليبرالية ومناصرًا للنقابات العمالية والتدخل الحكومي في الاقتصاد، ولا يزال الحزب مرتبطًا بما يسمى بالأفكار التقدمية.
&
وأبرز الرؤساء الذين ينتمون إليه هم: الرئيس الحالي باراك أوباما، بيل كلينتون، جون كيندي، جيمي كارتر، وهاري ترومان، على أن يترشح منهما واحد فقط باسم الحزب.
&
ويتنافس الحزب في الإنتخابات الرئاسية بمرشحين، هما: هيلاري كلينتون، وبريني ساندرز، ويترشح من بينهما واحد فقط باسم الحزب في الجولة الأخيرة من الإنتخابات.
&
ويرى المراقبون أن المنافسة سوف تنحصر ما بين مرشحة الحزب الديمقراطي، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ورجل الأعمال، مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب.
&
وفاز "ترامب" في ولاية ساوث كارولاينا، واضطر المرشح جين بوش للإنسحاب. وتمكنت "كلينتون" من التفوق على منافسها بالحزب، بيرني ساندرز في ولاية نيفادا، وحصدت 53% من الأصوات مقابل 47% لساندرز.
&
مفاضلة
&
لكن هل يمكن للعرب المفاضلة بين مرشحي الحزبين في الإنتخابات الرئاسية الأميركية؟ هل حقاً يمكن أن يخدم أحدهما القضايا العربية أكثر من الآخر؟ والإجابة التي جاءت على ألسنة غالبية المراقبين، هي "لا"، لا سيما أن الإدارة الأميركية ثابتة في سياستها الخارجية، ولا يمكن أن يحيد أي رئيس عنها.
&
ووفقاً للدكتور محمد صلاح، أستاذ السياسة الدولية بجامعة القاهرة، فإن السياسة الخارجية الأميركية، لا يرسمها الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، وأوضح لـ "إيلاف" أن السياسة الخارجية ترسمها مؤسسات الإدارة، وهي وزارة الدفاع وزارة الخارجية والكونغرس، إضافة إلى مؤسسة البيت الأبيض، وتضم الرئيس ونائبه ومستشاريه.
&
ولفت إلى أن لا فرق بين فوز جمهوري أو ديمقراطي إلا في الداخل الأميركي، لا سيما في النواحي الإقتصادية والاجتماعية.
&
سوريا وليبيا واليمن والعراق وإيران والخليج، مجموعة ملفات تعاني فيها الإدارة الأميركية من التخبط في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، وقال الدكتور محمود جمال الدين، الخبير السياسي، &لـ "إيلاف"، إن هذه القضايا لم يستطع أوباما حسمها، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تستمر حالة التخبط مع أي رئيس جديد، لا سيما في ظل تعقد الظروف وتداخل المصالح الدولية والإقليمية فيها.
&
ولفت إلى أن هناك قضية ثابتة في السياسة الأميركية الخارجية، وهي التزام أميركا بأمن إسرائيل، وتفوقها العسكري على جيرانها العرب، لافتاً إلى أنه ليست هناك فروق جوهرية بين مرشحي الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي في هذه القضية.
&
وذكر أن السياسة الخارجية الأميركية تعمل على تفتيت المنطقة، ونجحت في ذلك خلال الأعوام الخمسة الماضية، وليست هناك أية نوايا لحسم الملفات العالقة، ومنها الملف السوري، ورحيل بشار الأسد، معتبراً أن هناك تناغماً وليس تناقضًا بين الدورين الروسي والأميركي في سوريا.&
&
وحسب وجهة نظر جون هوداك، زميل في دراسات الحوكمة في معهد بروكنجز، فإن المنافسين الجمهوريين يمثلون شريحة واسعة من الخبرة في السياسة الخارجية، ممن خدموا لفترات طويلة في اللجان الأساسية في الكونغرس الأميركي وأولئك الذين لم يخدموا أو خدموا قليلاً في هذه اللجان لفترات طويلة.&
&
وأضاف في ندوة لمركز بروكنجز الدوحة، بالتعاون مع برنامج دراسات الخليج في جامعة قطر، حول الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، وتأثيرها على السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، أن هيلاري كلينتون، المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً بالفوز في انتخابات 2016، لا بدّ أن تتحمل مسؤولية جزء من السياسات الخارجية المتبعة خلال إدارة أوباما، إلا أنها "أكثر تدخلية" من الرئيس الحالي، مشيرًا إلى أن أي إدارة جديدة، أجمهورية كانت أم ديمقراطية، أن تكون أكثر مصداقية في ما يخص قضايا العرب وإيران.
&
ولفت إلى أن الناخبين الأميركيين يتوقعون مرشحين مدركين لتعقيدات السياسة الخارجية، إنهم "يتوقعون شخصاً يستطيع لفت الانتباه وأن يصرح بوضوح: "هذا هي نظرتي السياسية، وهكذا أرى العالم، وهكذا سأجد حلاً لهذه المشاكل"، وأضاف: "الأشخاص الذين يرون كلّ شيء إما أبيض أو أسود، والذين يبالغون في التبسيط، لن يقوموا بعمل جيد".
&
وأشار إلى أن "الجمهوريين أظهروا التزاماً شديداً تجاه إسرائيل بشكلٍ يعيق حلّ القضية الفلسطينية"، في حين سيتعين على القادة الديمقراطيين العثور على طريقة لمعالجة الاستياء الراهن بين نتنياهو وإدارة أوباما".

&