نصر المجالي: يرى مراقبون أن الحملة العسكرية الراهنة التي ينفذها الجيش السوري، بدعم جوي روسي و"ميليشياوي" إيراني ضد مواقع المعارضة والسكان الآمنين في حلب تقضي على آخر الآمال بتسوية سلمية سريعة للأزمة السورية.
وكانت أنظار العالم مشدودة إلى جنيف السويسرية يوم 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث انعقاد المفاوضات السورية ـ السورية التي سرعان ما تعثرت وتم الإعلان عبر المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا عن تعليقها إلى تاريخ جديد قد يكون يوم 25 من شباط (فبراير) الحالي.
كان سؤال استفتاء (إيلاف) للأسبوع الماضي، تناول مؤتمر (جنيف 3) ومدى تحقيقه للمرحلة الانتقالية في سوريا مع البدء بخطوات عملية تفضي إلى الشروع بحل سلمي للأزمة التي دخلت عامها الخامس بشكل أكثر دموية مما سبق.
88 % لا
ويبدو أن قرّاء (إيلاف) كان يخالجهم الشعور سلفاً باحتمال فشل المفاوضات أو عرقلتها، وهو ما حصل، فقد أجابت ما نسبته 88 % من المشاركين في الاستفتاء (1025) بعدم استطاعة مؤتمر جنيف على تحقيق المرحلة الانتقالية، بينما أجابت ما نسبته 12 % (139 مشاركاً) بـ(نعم) لاحتمال تحقيق مثل تلك المرحلة التي تشكل ايذاناً بحل سلمي وشيك.
يشار الى أن مفاوضات (جنيف 3) كان تم تعليقها بعد نحو أسبوع من انعقادها لخلافات عميقة بين وفدي المعارضة ووفد النظام مصحوبة بحرب كلامية، اتهامات تعادل ما هو على الأرض من مواجهات عسكرية دامية.
وكان المبعوث الدولي دي ميستورا قال حين أعلن تعليق المفاوضات: "سمعت من الحكومة (السورية) أن عليهم القيام ببعض الإجراءات قبل أن يبدأوا مفاوضات حول المسائل إنسانية.. كما سمعت من المعارضة أن الحلول (الإنسانية) ملحة بالنسبة للشعب السوري. واستناداً إلى ذلك، فإنني توصلت إلى استنتاج صريح مفاده أنه بعد أسبوع من المحادثات التمهيدية - وكانت المحادثات قد بدأت بالفعل - بقي هناك عمل كبير لا بد من إنجازه، وليس علينا وحدنا القيام به بل على الأطراف المعنية أيضًا".
مسائل إجرائية
وتابع المبعوث الدولي قائلاً: "كما قلت منذ اليوم الأول، لا أريد المحادثات من أجل المحادثات بعينها.. لا يمكن للأمم المتحدة أن تسمح بتقديم المسائل الإجرائية على حل المشكلات الإنسانية للشعب السوري، ولذا قررت إعلان فترة توقف موقتة، ولا يعني ذلك نهاية المحادثات، فقد أشار كلا الطرفين إلى اهتمامهما بإطلاق عملية سياسية. لقد حددت يوم 25 فبراير/شباط موعدًا للجولة القادمة".
ورغم نفي المبعوث الدولي أن مواصلة أعمال القتال والضربات الجوية الروسية هي التي تسببت في تعليق المحادثات، "حيث المسائل العسكرية لم تكن محل النقاش في جنيف"، فإن مراقبين من المهتمين بمتابعة الشأن السوري يرون عكس كلام المبعوث الدولي.
وفي الختام، يبدو أن التطورات العسكرية على الأرض وخصوصًا في جبهة حلب، وما تقوم به قوات النظام مدعومة بغارات جوية روسية من أفعال قتل وتشريد، حيث بلغت موجة النزوج الجديدة نحو الأراضي التركية مداها، ستزيد من دون تعقيد الأزمة وسواء بسواء تجعل من الصعب الاتفاق على أرضية جديدة لاستئناف المفاوضات في موعدها الذي تتوقعه الأمم المتحدة وهو 25 شباط (فبراير).
&
التعليقات