طرابلس: تمكن عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة لساعات ليل الثلاثاء الاربعاء على وسط مدينة صبراتة الليبية قبل ان تطردهم الاجهزة الامنية المحلية المنضوية ضمن تحالف "فجر ليبيا"، في عملية قتل فيها 18 من افراد الاجهزة الامنية.
&
في هذا الوقت، اعلن مئة نائب ليبي من اعضاء البرلمان المعترف به دوليا في بيان تأييدهم لحكومة الوفاق الوطني، التي تحتاج أصوات 99 نائبا على الاقل للحصول على ثقة البرلمان، مؤكدين انهم منعوا من التصويت على منحها الثقة، ومطالبين بعقد جلسة تصويت اخرى في مكان جديد.
&
وفي بيان نشره على موقعه الالكتروني، قال المجلس البلدي لصبراتة الذي يتولى السلطة السياسية والخدماتية في المدينة الواقعة على بعد 70 كلم من طرابلس ان عناصر التنظيم الجهادي استغلوا "فراغا امنيا" في وسط صبراتة الليلة الماضية، للانتشار.
&
واوضح المجلس ان "سرايا الثوار والاجهزة الامنية"، في اشارة الى الجماعات المسلحة التي تدير الشؤون الامنية في المدينة، تحركت مساء الثلاثاء "لتمشيط ضواحي المدينة واقتحام بعض المنازل والاستراحات المشبوهة". واضاف "في ذات التوقيت، استغل عناصر التنظيم الفراغ الامني الحاصل في وسط المدينة وانتشروا داخلها، وبفضل الله وجهود الخيرين، تم دحرهم الى خارج المدينة".
&
وسيطر عناصر التنظيم الجهادي لساعات على مبان عدة في وسط صبراتة، بينها مديرية الامن. وكان طاهر الغرابلي، رئيس المجلس العسكري للمدينة الذي يضم جماعات مسلحة ويشكل القوة الامنية الرئيسة في صبراتة، قال في مداخلة تلفزيونية بعيد سيطرة التنظيم على وسط المدينة عند منتصف الليل ان الجهاديين "دخلوا (...) واستولوا على مديرية الامن وبعض المناطق". اضاف "لديهم خلايا نائمة استغلت الفراغ الامني"، مضيفا ان عدد مسلحي التنظيم في وسط صبراتة تراوح بين 150 الى 200 مسلح.
&
18 قتيلا
وبحسب بيان لرئيس الحكومة غير المعترف بها في طرابلس خليفة الغويل فان 18 عنصرا من القوى الامنية في صبراتة قتلوا اثناء تصديهم "للاعتداءات على مؤسسات الدولة في المدينة".&
&
واكد بنوير ان "الاجهزة الامنية في صبراتة تفرض سيطرتها التامة على المدينة"، مستدركا بالقول ان "بعض عناصر تنظيم الدولة الاسلامية يتواجدون حاليا جنوب صبراتة"، من دون ان يحدد عدد هؤلاء.
&
وكان 50 شخصا قتلوا في صبراتة الجمعة الماضي في غارة جوية نفذتها طائرة اميركية على مقر لتنظيم الدولة الاسلامية. واستهدفت الغارة مسؤولا ميدانيا تونسيا في التنظيم. كما قتل في الغارة مواطنان صربيان كانا مخطوفين في ليبيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
&
وانتشار عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في صبراتة هو اول ظهور علني للتنظيم "الجهادي" في المدينة الواقعة على الطريق الساحلي بين العاصمة والحدود التونسية، وهي تضم مدينة اثرية رومانية-فينيقية. ويسيطر التنظيم على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، ويسعى لالى التوسع في المناطق المحيطة بها، وقد تبنى تفجيرات عدة داخل العاصمة الليبية.
&
ووقعت مواجهات صبراته غداة اعلان قوات الحكومة المعترف بها في بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) تقدمها في المدينة، حيث سيطرت على احياء ومقار عسكرية كانت قد استولت عليها جماعات مناهضة لهذه القوات، بينها تنظيمات متطرفة، على راسها تنظيم الدولة الاسلامية.
&
وقال الغويل، الذي تدعم حكومته مجلس شورى ثوار بنغازي، احدى ابرز الجماعات التي تقاتل القوات الحكومية في المدينة، ان حكومته "تدين بشدة الاعمال الوحشية التي تتعرض لها هذه الايام مدينة بنغازي". واضاف في بيانه ان "قوات كوماندوس فرنسية تدير المعارك الجارية من غرقة عمليات مشتركة في قاعدة بنينا" في المدينة، من دون ان يعطي تفاصيل اضافية عن هذه المسألة.
&
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية افادت الاربعاء عن وجود قوات خاصة وعناصر مخابرات فرنسيين في ليبيا، مما دفع وزير الدفاع جان ايف لودريان لطب فتح "تحقيق بداعي الإضرار" بسر من اسرار الدفاع، وفق ما علم من اوساط الوزير.
&
وقالت الصحيفة ان قوات خاصة فرنسية منتشرة في ليبيا، حيث ينفذ قسم العمليات التابع للادارة العامة للامن الخارجي ايضا "عمليات سرية" ضد قيادات "تنظيم الدولة الاسلامية".
&
مئة نائب لحكومة الوفاق&
سياسيا، اصدر مئة نائب ليبي من اعضاء البرلمان المعترف به دوليا بيانا اعلنوا فيه موافقتهم على التشكيلة الوزارية المقترحة لحكومة الوفاق الوطني وعلى برنامجها الحكومي.
&
وصدر بيان النواب بعدما عجز البرلمان الليبي الثلاثاء عن التصويت على منح الثقة للحكومة عقب فشله في تامين النصاب القانوني للجلسة (99 نائبا)، بحسب ما افاد نواب وكالة فرانس برس.
&
لكن النواب الموقعين على البيان قالوا انهم منعوا في جلسة الثلاثاء "بالقوة من اجراء التصويت"، وتعرضوا "للتهديد" لمنع عملية التصويت، مطالبين بنقل جلسة التصويت المقبلة من طبرق في شرق ليبيا الى مكان اخر. وتحتاج الحكومة اصوات 99 نائبا للحصول على ثقة المجلس النيابي، بحسب ما تؤكد رئاسة البرلمان.
&
وفي ليبيا سلطتان تتنازعان الحكم منذ اكثر من عام ونصف عام، وتدفع الامم المتحدة ومعها الدول الكبرى الى توحيد هاتين السلطتين في حكومة الوفاق الوطني على ان تتركز مهمتها الرئيسة على مواجهة تصاعد الخطر "الجهادي" المتمثل في تنظيم الدولة الاسلامية.