قالت المعارضة السورية يوم الجمعة إن الفصائل المسلحة التي تحارب الرئيس بشار الأسد ستحترم هدنة مدتها أسبوعان تبدأ عند منتصف الليل، لكنها طالبت النظام وحلفاءه بعدم استغلال اتفاق وقف إطلاق النار لمواصلة الهجمات تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
بيروت: اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، الجمعة، عن التزام نحو مئة فصيل مقاتل بالاتفاق الروسي الاميركي المتعلق بوقف لاطلاق النار في سوريا، وذلك قبل ساعات من بدء سريان تطبيقه.
وجاء في بيان للهيئة تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "الهيئة العليا للمفاوضات اكدت موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة موقتة (...) تستمر مدة أسبوعين".
واوضح ان "هذه الموافقة تأتي عقب تفويض 97& فصيلاً من المعارضة الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار في ما يتعلق بالهدنة".
واشارت الهيئة في بيانها الى انه تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة رياض حجاب "للمتابعة والتنسيق" من اجل انجاح& تطبيق الهدنة.
واكدت الهيئة التزامها بالحل السياسي "الذي يضمن تحقيق عملية انتقال للسلطة في سوريا يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لبشار الأسد وزمرته فيها".
بوتين: السلام صعب لكن لا بديل عنه
رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان تسوية سلمية للنزاع في سوريا ستكون "صعبة" لكن لا حل سواها، متحدثًا قبل ساعات من دخول وقف اطلاق نار حيز التنفيذ بين النظام والمعارضة في هذا البلد.
من جهة اخرى، اكد بوتين عزمه على مواصلة ضرب جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، "بلا هوادة"، علمًا أن هذين التنظيمين مستبعدان من اتفاق وقف اطلاق النار.
&وقال بوتين خلال اجتماع مع قادة اجهزة الاستخبارات الروسية، "اننا نفهم وندرك تمامًا انها ستكون عملية صعبة بل حتى متناقضة ربما، لكن لا بديل عن السير في اتجاه تسوية سلمية" للنزاع، بحسب ما نقل عنه التلفزيون.
واوضح بوتين أن وقف اطلاق النار الذي اقر برعاية موسكو وواشنطن ويفترض أن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت (الجمعة الساعة 22,00 ت غ) في سوريا، يهدف الى "الدفع في اتجاه تسوية سياسية للنزاع وتوفير&الظروف من اجل ان تبدأ مثل هذه الالية".
غير أن بوتين توعد بمواصلة ضرب تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة والمنظمات الارهابية الاخرى التي يصنفها مجلس الامن الدولي كذلك، والمستبعدة من وقف اطلاق النار.
وقال "ان الكفاح ضد هذه المنظمات سيستمر بلا هوادة بالطبع وامل ان ينطلق شركاؤنا الاميركيون ايضًا من هذا المبدأ".
واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، الجمعة، عن التزام نحو مئة فصيل مقاتل بالاتفاق الروسي الاميركي المتعلق بوقف لاطلاق النار في سوريا .
ويطرح استثناء تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة من اتفاق وقف النار تساؤلات جمة حول سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، في ظل سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلاد، وتواجد جبهة النصرة في محافظات عدة، غالبًا في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامية.
القوى الرئيسية المشاركة في النزاع
من المتوقع ان يبدأ تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي اعلنت عنه موسكو وواشنطن في سوريا منتصف ليل الجمعة السبت. ويستثني القرار تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة و"مجموعات ارهابية اخرى"، بحسب نص الاتفاق.
ويطرح هذا الاستثناء تساؤلات جمة حول سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، في ظل سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في البلاد، وتواجد جبهة النصرة في محافظات عدة، غالبًا في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامية.
وتسيطر قوات النظام السوري على 30 في المئة من الاراضي السورية، حيث يعيش اكثر من 60 في المئة من السكان الموجودين حاليًا في البلاد، فيما تقلصت مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الى ما دون 40 في المئة.
في المقابل، يحكم الاكراد سيطرتهم على اكثر من عشرة في المئة من الاراضي السورية تقع خصوصًا في الشمال. وتنتشر الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام وبينها مجموعات اسلامية، ومعها جبهة النصرة، في 20 في المئة من سوريا.
وزادت التدخلات الدولية العسكرية من تعقيد النزاع الذي اودى في خمس سنوات بأكثر من 270 الف قتيل.
الجيش السوري
خسر الجيش السوري الذي وصل عديد قواته المقاتلة الى 300 الف عنصر قبل بدء النزاع العام 2011، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك او فروا او انشقوا.
ومنذ بدء النزاع السوري العام 2011، خسرت قوات النظام 70 في المئة من اراضي البلاد لصالح تنظيم الدولة الاسلامية والاكراد والفصائل المقاتلة وجبهة النصرة.
لكن المناطق التي تسيطر عليها استراتيجية وتشمل حاليًا دمشق واجزاء واسعة من محافظتي حمص وحماه (وسط) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب).
واستعادت قوات النظام زمام المبادرة في مناطق عدة بعد الدعم الجوي الروسي الكثيف منذ نهاية ايلول/سبتمبر، فنجحت مؤخرا في احراز تقدم ملحوظ في اللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب) وحلب.
المقاتلون الموالون للنظام
يتراوح عديدهم بين 150 الفاً ومئتي الف عنصر. وتعد قوات الدفاع الوطني التي نشأت العام 2012 وتضم في صفوفها تسعين الف مقاتل، ابرز مكوناتها.
ويضاف الى المجموعات المحلية، مقاتلون من لبنان وايران والعراق وافغانستان. ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني الذين يتراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة الاف وثمانية الاف، المجموعة الابرز بين هؤلاء.
الدعم العسكري الروسي والايراني
تدعم موسكو النظام في عملياته على الارض بغارات جوية مكثفة بدأت منذ خمسة اشهر. وتعد ايران الحليف الاقليمي الرئيسي للنظام السوري، وارسلت الاف العناصر من الحرس الثوري لمساندة الجيش في معاركه بالاضافة الى مستشارين عسكريين. كما توفر ايران مساعدات اقتصادية لدمشق.
مقاتلو المعارضة
على الرغم من أن تسمية "الجيش الحر" تتكرر على لسان الناشطين وبعض القياديين المعارضين، الا ان هذا الجيش المعارض الذي تألف في بداية النزاع خصوصا من منشقين عن الجيش السوري، ثم من مدنيين حملوا السلاح لاسقاط النظام، لم يعد له وجود ككيان مستقل.
وفشلت محاولات توحيد قراره وايجاد هيكلية له تارة تحت مسمى هيئة الاركان وطورًا تحت مسميات اخرى. وتعددت الفصائل المقاتلة بتسميات غالبا لها طابع اسلامي مع تنوع مصادر تمويلها التي هي اجمالا تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الجهات الخليجية.
ويعود السبب الرئيسي في عدم نجاح تركيبة هذا الجيش الى نقص التسليح والى التجاذبات الاقليمية وبروز الجهاديين.
وابرز الفصائل المقاتلة اليوم هي:
- حركة احرار الشام: واحدة من ابرز الفصائل الاسلامية في سوريا. أنشأت في العام 2011 وتتلقى دعمًا تركياً وخليجيًا بحسب محللين. تتواجد بشكل رئيسي في محافظتي ادلب وحلب. وبالرغم من عقيدتها السلفية، حاولت في العام 2015 تقديم نفسها للغرب بوصفها فصيلاً معتدلاً.
- جيش الاسلام: يعد الفصيل المقاتل الابرز في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، قتل قائده زهران علوش في كانون الاول/ديسمبر في غارة للطيران الحربي السوري.
- الجبهة الجنوبية: تجمع فصائل مسلحة غير اسلامية تمكنت من السيطرة على اجزاء من محافظة درعا.
- مجموعة من الكتائب والفصائل الصغيرة التي لا تحصى.
جبهة النصرة
تعد ذراع تنظيم القاعدة في سوريا وعلى رأسها ابو محمد الجولاني، وتصنفها واشنطن بـ"الارهابية".
تتألف بمعظمها من سوريين، وجذبت المقاتلين الى صفوفها بسبب تنظيمها ووسائلها المادية.
وتتحالف الجبهة مع فصائل مقاتلة غالبيتها اسلامية تحديدا في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، ولها تواجدها الميداني في محافظة دمشق وفي جنوب البلاد.
ويعد "جيش الفتح"، اهم تحالفات جبهة النصرة المعلنة في سوريا، وهو عبارة عن تحالف لمجموعة من الفصائل الاسلامية بينها حركة احرار الشام. ويسيطر "جيش الفتح" على كامل محافظة ادلب (شمال غرب) باستثناء بلدتين.
وخسرت جبهة النصرة وحلفاؤها مؤخرًا مناطق استراتيجية في ريف حلب الشمالي لصالح قوات النظام السوري من جهة والمقاتلين الاكراد من جهة ثانية.
اما في درعا وريف دمشق وريف حماه وريف حمص الشمالي، فاليد العليا للفصائل المقاتلة اكثر منها لجبهة النصرة.
تنظيم الدولة الاسلامية
يضم التنظيم الذي يتزعمه ابو بكر البغدادي منذ انطلاقه العام 2013، الآلاف من المقاتلين.
وهو المجموعة المسلحة الاكثر ثراء والاكثر وحشية في سوريا.
ويخوض معارك متزامنة ضد كل من قوات النظام والفصائل المقاتلة، ومنها جبهة النصرة، والمقاتلين الاكراد. واعلن في حزيران/يونيو 2014 اقامة "الخلافة الاسلامية" في المناطق الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق. وانضم نحو ثلاثين الف مقاتل اجنبي الى صفوفه في البلدين.
وخسر العديد من مواقعه في العام 2015 وتحديدًا امام تقدم الاكراد، ويسيطر حاليًا على كامل محافظة دير الزور النفطية شرقًا، والجزء الاكبر من محافظة الرقة (شمال)، كما على كامل المنطقة الصحراوية الممتدة من مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي وصولاً الى الحدود العراقية.
ويتواجد عناصر من التنظيم في ريف حماه الشرقي وريف دمشق وجنوب العاصمة. وكان فصيل "جيش الاسلام" طرده من الغوطة الشرقية.
المقاتلون الاكراد
تصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيًا من هذه المناطق، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق في شمال سوريا.
وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية دعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تعتبر ان الاكراد هم الاكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية الذي نجحوا في طرده من مناطق عدة، كان آخرها مناطق عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق).
ويريد الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث، الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب الغربي) وكوباني (ريف حلب الشمالي)، من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.
ويتهم بعض المعارضين الاكراد بالتواطؤ مع النظام، لا سيما انهم لم يخوضوا اي معارك ضده، في حين حاربوا فصائل معارضة عديدة لطردها من مناطقهم. ومنذ بداية شهر شباط/فبراير، استغل المقاتلون الاكراد هزيمة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي امام هجوم واسع لقوات النظام ليسيطروا على مناطق تبعد حوالى عشرين كيلومترًا عن الحدود التركية.
وتسبب هذا التقدم الكردي على الارض بتدخل تركي مدفعي عنيف متواصل منذ حوالى عشرة ايام. وتخشى انقرة اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها.
التحالف الدولي
تشارك فيه دول عدة غربية وعربية بقيادة واشنطن. وينفذ منذ صيف 2014 غارات جوية مكثفة على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية خصوصًا واحيانًا لجبهة النصرة.
التعليقات