إنها الجائزة "المدورة"، كما وصفها نجيب محفوظ يومًا، يلهث وراءها كثيرون. في هذا العام، بلغ عدد المرشحين لنوبل للسلام 376 مرشحًا... أشهرهم دونالد ترامب.
لندن: كما في كل عام، حان وقت نوبل. قد لا يغالي المرء إن قال إن "بازار" نوبل قد فتح هذا العام، لأن عدد المرشحين للفوز بنوبل للسلام 2016 ارتفع إلى مستوى قياسي، بحسب أولاف نيولستاد مدير معهد نوبل النرويجي وأحد أعضاء لجنة جائزة نوبل، الذي أشار إلى أن المتنافسين متنوعون: من مفاوضي السلام في كولومبيا& إلى دونالد ترامب، الذي قد يراه العالم رئيسًا للولايات المتحدة. فقد بلغ عدد هؤلاء المرشحين 376 مرشحًا، بينما كان 278 مرشحًا في عام 2014.
مدورة
مضحك مبكٍ كيف يلهث هذا العالم خلف الشهرة والنفوذ والثروة، بينما في المقلب الآخر من المدنية، ثمة من لا يعرف نوبل، ولا شكل نوبل. ويحكي عن الكاتب المصري عمرو سمير عاطف أنه شهد موقفًا مضحكًا إذ ذهب لمقابلة نجيب محفوظ، الأديب المصري العالمي الحائز على نوبل للآداب،& للمرة الأولى، فوجدت صحافية ناشئة، لا تعرف نوبل ولا محفوظ أصلًا، تريد محاورته.
هل يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام |
&
ويروي عاطف: "دخلت الصحافية واقتربت مني وسألتني: هل نجيب محفوظ هنا؟ استغربت وأجبتها: موجود. سألت: أين؟ قلت لها: هذا هو... وأشرت إلى الرجل الذي كان جالسًا قربنا. قالت: هو؟ ودخلت عليه تسأله: "إحساسك إيه لما خدت نوبل؟". أجابها محفوظ: "الحمد لله اتبسطت". سألت: "هو أنت خدتها عن إيه؟". أجاب مستغربًا: "عن روايات كتبتها". أصرت: "هي نوبل دي شكلها إيه؟". أجابها رافعًا الحاجبين: "شكلها جايزة يعني!"... وألحت أكثر: "أيوه يعني عامله إزاي؟" فابتسم واجابها وهو يدلها إلى باب الخروج: "مدورة".
لا فرصة لفوز ترامب
في زحمة المرشحين، قال خبراء نرويجيون يتتبعون ترشيحات نوبل إن من بين المرشحين الذين ترتفع فرص فوزهم إدوارد سنودن، المتعاقد السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، والحكومة الكولومبية وجماعة متمردي فارك في حال نجاح الطرفين في التوصل إلى اتفاق سلام ينهي حربًا دامت 50 عامًا، ودونالد ترامب نفسه. لكن يبدو أنه لا يملك فرصًا كبيرة ليفوز بلقب حامل نوبل للسلام.
أضاف نيولستاد: "لا يوجد نمط واضح يفسر سبب الارتفاع في عدد الترشيحات من مختلف أنحاء العالم، لكن هذا يدل على أننا نعيش عالمًا يشهد كثيرًا من النزاعات والعمليات التي تتجه إيجابيًا، وعلى ما يبدو، ذلك لكنه أوحى لكثير من الأشخاص استخدام حقهم في اقتراح مرشح للجائزة".
من بين المرشحين الذين ترتفع فرص فوزهم إدوارد سنودن |
&
وكان الموعد النهائي لتقديم الترشيحات اول شباط (فبراير) الماضي.
شخصيات ومنظمات
وأوضح معهد نوبل أن مرشحي هذا العام هم 228 شخصية و148 منظمة تبقى هويتهم جميعًا سرية 50 عامًا إلا إذا قرر من قاموا بترشيحهم (برلمانيون ووزراء وفائزون سابقون بالجائزة وبعض أساتذة الجامعات) الإعلان عن ترشيحاتهم علنًا.
بين هؤلاء البابا فرنسيس للعام الثالث على التوالي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وسكان الجزر اليونانية الذين يساعدون المهاجرين واللاجئين الهاربين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والممثلة الأميركية سوزان ساراندون، والطبيب الكونغولي للأمراض النسائية دينيس موكويجي، وأيزيدية تدعى ناديا مراد نجت من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بعدما استعبدها عناصر التنظيم جنسيًا، وناشطون ضد الطاقة النووية، وفريق النساء الأفغاني الوطني للدراجات.
التعليقات