تكشف ابنة تاجر المخدرات الشهير جواكين "إل تشابو" غوزمان، أنّ والدها تمكن من الدخول مرتين إلى الولايات المتحدة رغم كونه مطلوباً وملاحقاً من العدالة في شتى أنحاء العالم.
لندن: زار فنان الهروب من السجن وملك تجارة المخدرات جواكين "إل تشابو" غوزمان الولايات المتحدة سرًا مرتين حين كان هاربًا من وجه العدالة في بلده المكسيك وبين أكبر المطلوبين في انحاء العالم، كما كشفت ابنته.
وقالت روزا اسيلا اورتيز (39 عامًا) التي تحمل الجنسية الاميركية في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية إن والدها تسلل الى ولاية كاليفورنيا لزيارتها اواخر عام 2015 في بيتها الكبير الذي اشتراه لها ولأطفالها الأربعة دون ان تكشف عن عنوان البيت.
وذكرت الصحيفة ان ابنة أخطر تاجر مخدرات في العالم تملك سلسلة من المصالح الصغيرة، ولكنها اكدت أن أي اموال تلقتها من والدها كانت مشروعة.&
وحين سُئلت روزا غوزمان اورتيز كيف تمكن والدها من عبور الحدود الاميركية مع المكسيك المحروسة حراسة شديدة بدوريات على مدار الساعة امتنعت عن الاجابة واكتفت بالقول "أنا طرحت عليه السؤال نفسه".
وقال مصدر في دائرة الجمارك وحماية الحدود الاميركية إن الدائرة ليست لديها معلومات تؤكد ما قالته ابنة إل تشابو.&
وكان كارتيل سينالوا بزعامة غوزمان دبر حفر عشرات من أنفاق التهريب تحت الحدود الاميركية خلال العقد الماضي أو أكثر ولكنها فقط الأنفاق التي تعرفها السلطات.
ولم يكن من الصعب على غوزمان ان يتسلل الى كاليفورنيا عبر احد الأنفاق.
وقالت غوزمان اورتيز في حديثها لصحيفة الغارديان إن والدها بعد فترة قصيرة على المقابلة التي اجراها معه الممثل شون بين، أفلت من حملة واسعة لمطاردته بتواطؤ مسؤولين مكسيكيين مرتشين.
واضافت ان والدها تكفل بتمويل انتخاب سياسيين مكسيكيين كبار، وفي المقابل كان المسؤولون يغضون الطرف عن هروبه من السجن.
وأعادت قوات خاصة مكسيكية القبض على غوزمان في كانون الثاني/يناير هذا العام، وهو محبوس في السجن نفسه ذي الحراسات المشددة الذي هرب منه في تموز/يوليو عن طريق نفق طوله 1600 متر يصل من زنزانته الى حمام بيته.
وقالت غوزمان اورتيز "إن والدي ليس مجرمًا بل الحكومة هي المذنبة". واضافت ان السياسيين الذين موّل والدها حملاتهم الانتخابية غدروا به لاحقا.
واوعز غوزمان لمحاميه ان يتوقفوا عن محاولة منع تسليمه الى الولايات المتحدة بأمل التفاوض على إصدار حكم خفيف بحقه.&
وقالت غوزمان اورتيز إن والدها كان يخطط لتسليم زعامة كارتيل سيتالوا الى اخيها غير الشقيق ابفان ارتشيفالدو ولكن شريكه القديم اسماعيل "إل مايو" زامبادا خانه كما غدرت به الحكومة المكسيكية التي اتهمتها بخرق اتفاق على حماية والدها.&
وهذه&المرة الاولى التي&تتحدث فيها ابنة زعيم اخطر عصابة لتجارة المخدرات الى وسائل الاعلام.
وقالت صحيفة الغارديان انها اطلعت على وثائق عديدة تؤكد هويتها.
وقالت غوزمان اورتيز التي وافقت على اجراء المقابلة معها بشرط عدم الكشف عن مكانها إن والدها عبر الحدود اواخر 2015 لزيارة اقارب والاطلاع على بيتها الذي يضم خمس غرف نوم وحديقة بعد ان اشتراه لها.
واضافت "ان والدي اودع المال في حساب مصرفي مع احد المحامين وبعد فترة جاء ليرى البيت، بيته هو.& وجاء مرتين".
ولدى "إل تشابو" اقارب آخرون في الولايات المتحدة وتحديدًا زوجته الثالثة ملكة الجمال السابقة ايما كورونيل التي تحمل الجنسية الاميركية وانجبت منه ابنتين توأمين في جنوب كاليفورنيا.
وكان صعود إل تشابو من بائع برتقال فقير الى ملياردير على قائمة مجلة فوربس يهرب كميات ضخمة من المخدرات الى الولايات المتحدة موضع تكهنات واسعة.
وقالت غوزمان اورتيز ان والدها كان يشتري الحماية له ولمنظمته على أعلى المستويات الرسمية وكان يرسل ممثلين عنه للقاء سياسيين كبار وممثليهم. وتابعت "كل ما اعرفه ان والدي قال لمحاميه ان يسلم بعض الشيكات لتمويل حملة احد السياسيين".&
وقالت إن العائلة كانت تفكر في نشر نسخ مصورة من الشيكات مع اسماء المسؤولين والسياسيين الذين تلقوا دعم والدها.&
وذاع& صيت "إل تشابو" في انحاء العالم بعمليات هروبه من سجون محروسة باجراءات أمنية شديدة.& وعن هروبه آخر مرة قالت ابنته "ان هروب والدي كان باتفاق".&
واتُهم 34 شخصًا على الأقل بمساعدة إل تشابو على الهروب بينهم مدير السجن ورئيس دائرة السجون المكسيكية.
وتدير غوزمان اورتيز سلسلة من المصالح الصغيرة في كاليفورنيا وتتحدث الانكيزية بطلاقة.
وقالت إن أي اموال تلقتها من والدها كانت نظيفة مؤكدة "ان أعمالي التجارية هي نتيجة جهودي أنا".
التعليقات