تستخدم الطيور لغة مثلما يستخدمها البشر بربط زقزقات محدَّدة مع بعضها البعض لبناء جمل معقدة، وهي أول فصيلة بين المخلوقات أظهر العلماء أنّ لها هذه القدرة. &

لندن: يعرف العلماء منذ فترة أن الحيوانات تستخدم الأغاني والنداءات للإشارة إلى خطر داهم أو البحث عن شريك بهدف التزاوج. ولكنهم لم يكونوا يعتقدون أن الطيور ذكية بما فيه الكفاية لربط هذه النداءات في ما بينها وتوليد معانٍ جديدة كما يستطيع البشر.
&
والآن اظهرت دراسة جديدة للعصافير اليابانية الكبيرة أن الطيور تربط بين "تغريداتها" لإيصال رسائل ذات معانٍ جديدة.&
&
وتستخدم هذه العصافير المعروفة بغنائها المؤثر نداءً واحدًا لدعوة عصافير أخرى الى "المجيء هنا" عندما تريد التزاوج أو القول بأنها عثرت على غذاء، فيما تطلق نداءات أخرى تحذر بها من خطر كواسر تكون على مقربة.
ولكن حين يُربط النداءان تكون النتيجة المركبة دعوة السرب الى التجمع. &
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن &ديفيد ويتكروفت من قسم البيئة وعلم الوراثة في جامعة اوبسالا السويدية، "إن هذه الدراسة تبين ان تركيب الجمل ليس خاصية تتفرد بها لغة البشر، بل تطورت بصورة مستقلة في الطيور ايضًا". واضاف ان فهم السبب في تطور بناء الجمل في العصافير يمكن ان يلقي ضوءًا على تطور هذه القدرة لدى البشر.&
&
واللغة واحدة من أهم السمات التي تميز البشر عن المخلوقات الأخرى.&وهي تمكننا من بناء تعابير لا تحصى بعدد محدود من المفردات وترتبط بتطور سلوكيات بشرية أخرى مثل الفن والتكنولوجيا. &
&
وتكمن قوة اللغة في ربط اصوات لا معنى لها في مفردات تترابط بدورها لتكوين جمل.&
&
وتشير ابحاث في أنظمة التواصل لدى القرود والطيور إلى أن القدرة على ربط عناصر صوتية لا معنى لها تطورت بصورة متكررة، ولكن نشوء القدرة على بناء الجمل كان يعتبر قدرة تتفرد بها لغة البشر وحدها. &
&
وقال الدكتور مايكل غريسر من معهد الانثروبولوجيا في جامعة زوريخ السويسرية ان نتائج الدراسة "تؤدي إلى فهم العوامل الأساسية في تطور بناء الجمل فهما أفضل. &ولأن العصافير تربط بين نداءات مختلفة فإنها تستطيع ان تخلق معنى جديدًا بقاموسها المحدود.&وهذا يسمح لها باطلاق ردود فعل سلوكية مختلفة وتنسيق تفاعلات اجتماعية معقدة".&
&
وتوصلت دراسة أُجريت العام الماضي في جامعة درام البريطانية إلى أن لدى قرود الجبون لغة سرية تتضمن نداءات محددة تشير الى الفهود والنسور.&وان قرودًا في تايلاند تصنع 450 نداء "هووو" ردًا على احداث معينة أو وجود حيوانات مفترسة.&
&
وتمكنت القرود حتى من إبقاء نداءاتها خارج نطاق السمع لدى الحيوانات المفترسة التي تستهدفها، بحيث تتمكن من الابلاغ عن الخطر دون أن تكون مسموعة.