توصل العلماء إلى أن الطيور، وفي سبل بحثها عن أسباب البقاء، قد تقبل بالتزاوج خارج الفصيلة. ووجد الفريق الباحث أن هذا يمهّد الطريق إلى فهم الأسباب التي تحدو بالبشر لإقامة علاقات جنسية خارج إطار المشروعة لهم.
صلاح أحمد: العديد من الاكتشافات العلمية يأتي وليد الصدفة أو عبر رابط يبدو للوهلة الأولى في غير محله. والآن يقول العلماء إن سلوك الطيور في مواسم تزاوجها يميط اللثام عن شيء آخر مختلف تمامًا، وهو الخيانات الزوجية.
وقد بدأ الطريق نحو هذا الاكتشاف عندما تناول العلماء في جامعتي نورث كارولاينا وكولومبيا أكثر من 400 دراسة عن سلوك حوالى 200 من فصائل الطيور حول العالم. ولاحظ أولئك العلماء أن هذه الطيور - بغضّ النظر عمّا إن كانت ذكورًا أو إناثًا - تنحو إلى البحث عن laquo;شركاء جددraquo; عندما تصبح حالة الطقس متقلبة أو من النوع الذي يصعب التنبؤ به.
السبب الأرجح في هذا، كما قال العلماء في جورنال laquo;بلوس وانraquo; الأميركي العلمي، هو أن الطيور - في حال تعمقّت شكوكها إزاء ما يخبئه المستقبل - تسعى إلى تنويع المورِّثات لدى صغارها على أكبر نطاق ممكن. ومن هذا المنطلق فهي تفتح باب laquo;الخياناتraquo; على مصراعيه على أمل أن تضمن مورّثاتها - مضافة إلى مورّثات أخرى خارج فصيلتها - للصغار أفضل فرص البقاء بغضّ النظر عن المحيط الذي تُفرّخ فيه.
ونقل موقع laquo;ديسكوفري دوت كوم بوستraquo; الأميركي الإلكتروني عن كارلوس بيتيرو، أحد قادة فريقي البحث الأكاديمي، قوله: laquo;هذا السلوك يمنحنا الأرضية، التي نستطيع الانطلاق منها للإجابة على سؤال محيّر آخر. ويتعلق هذا السؤال بالسبب الذي يحدو بالبشر إلى laquo;الخيانة الزوجيةraquo;.
ويقول: laquo;نجح الإنسان في تغيير البيئة إلى حد صارت معه معطيات ابتدائية، مثل هطول المطر ودرجات الحرارة، لا تعني أن يضطر إلى تغيير نمط حياته تبعًا لهاraquo;. ويمضي قائلاً: laquo;لكن سيطرة الإنسان شبه معدومة على أشياء مثل اتجاهات البورصات والأسواق المالية والقوى الاقتصادية الأخرى (وهذا هو معادل الطقس لدى الطيور). فقد يظن المرء، في مناخ حياتي ومعيشي معين، أنه وجد شريك حياته الحقيقي. لكن أي تغيير يطرأ على هذا المناخ، قد يبدّل بدوره نظرة الإنسان بالكامل إلى ذلك الشريك المثاليraquo;.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يدرس فيها العلماء حالات laquo;الخيانةraquo; وسط الحيوانات، إذ سبقتها أبحاث مماثلة العام 2004 وسط فصيلين من فئران المروج، أحدها معروف بالركون لشريك واحد، والآخر معاكس.
وتوصل العلماء في laquo;معهد ييركيز لبحوث الثديياتraquo; وlaquo;مركز دراسات السلوك وعلوم الأعصابraquo; الأميركييْن وقتها إلى أن حقن الفصيلة أحادية الشراكة بمورّثات الفصيلة الثانية يكسبها، فوق كل شيء، تخليها عن سمتها تلك، واتجاهها الواضح نحو تعدد الشركاء.
التعليقات