أثار وزير العدل المصري أحمد الزند، عاصفة من الغضب في مصر، بسبب تصريح قال فيه إنه سيسجن أي إنسان في مصر "إن شاء الله يكون النبي محمد"، وذلك في سياق تهديدات له بسجن الصحافيين، الذين يرى أنهم أساءوا إلى أسرته، فيما طالب نشطاء وسياسيين بضرورة محاكمته، لا سيما وأنه دأب على إطلاق التصريحات المستفزة والمثيرة للجدل، طوال السنوات الماضية، واضطر في النهاية إلى تقديم إعتذار واصفاً قوله بـ"زلة لسان".
&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: من جديد، يثير وزير العدل المصري أحمد الزند، غضب المصريين، عندما أطلق تصريحات قال فيه إنه سوف يسجن النبي محمد، وقال الزند المعروف بإثارته للجدل في مصر، إن عدداً من الصحافيين هاجموه، وانتقدوا أسرته، لا سيما زوجته، على خلفية اتهام عم زوجته بالحصول على قطعة أرض دون وجه حق، معتبراً أن "الصحافيين تعدوا الحد الفاصل وتعرضوا لأسرته بالتجريح، وهو يريد حماية سمعته".
&
وأضاف "الزند" في لقاء عبر برنامج "نظرة"، بفضائية "صدى البلد"، إن زوجته ليس لها علم من الأساس، متوعداً بأنه سيستمر في القضية حتى يحصل على حكم بحبس الصحافيين الذين أساءوا له، على حد قوله.
&
وفي رد على سؤال وجهه له مقدم البرنامج حمدي رزق: "هل ستحبس الصحافيين؟"، قال وزير العدل: "حتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم، استغفر الله العظيم، القضاة اتسجنوا". وتابع: "أنا لا أقول سجن صحفي أو مدرس، أنا أقول سجن متهم، بدون توصيف، أنا لست في خصومة مع الصحافة أو الصحافيين". وتابع: "إذا لم يكن السجن قد خلق من أجل هؤلاء، فلأجل من خلق السجن إذن؟
&
وتسببت تصريحات "الزند" في عاصفة من الغضب ضده، اشتعلت بشكل واضح عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وطالب العديد من النشطاء والسياسين بمحاكمته، ودشنوا "هاشتاغات" لإنتقاده.&
&

محاكمة
&
وتقدم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، المطالب بمحاكمة "الزند"، واعتبرت حديثه "تطاولًا منه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم". وكتب صباحي، في تدوينة عبر صفحته على "فايسبوك"، "يقول بلسانه سأسجن حتى النبي صلى الله عليه وسلم. قطع لسانك بعد أن هوى بك سبعين خريفًا". وأضاف "صباحي": "اللهم لا تسامح من يسامح الزند"، ودشن "هاشتاغاً" باسم "‏حاكموا الزند".
&
ووصف الناشط الحقوقي ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كلام "الزند" بـ"التصريحات المنفعلة". وقال "أمين" عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بعد تصريحات الزند، كيف يمكن الاطمئنان إلى أداء السلطة القضائية التي يرأسها وزير يتسم أدائه بهذا القدر من الانفعال والانفلات وانعدام الحكمة؟".
&
وتقدم المحامي نبيه الوحش، بدعوى قضائية من أجل عزل "الزند" من منصبه. وقال الوحش، في صحيفة الدعوى: "تصريحات الزند المستفزة تعددت، ومنها التهديد بقتل 10 آلاف من الإخوان المسلمين، بالإضافة لتصريحه الأخير الذي تناول فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو ما يستوجب عزله فورا".
&
وأمام الغضبة الكبرى في أوساط المصريين، إضطر "الزند" للإعتذار عما بدر منه، معتبره أنها "زلة لسان"، وقال: "أخشى أن يكون أحد الصحافيين، هو الذى أثار هذه الزوبعة من خلال السوشيال ميديا.. وأنا استغفرت الله العظيم مرات ومرات ومرات، يا سيدى يا رسول الله جئتك معتذرًا، وأنا أعرف أن اعتذارى مقبولاً لأن رسول الله قَبِلَ اعتذار الكفار عندما أطلق سراحهم خلال فتح مكة وقال لهم اذهبوا أنتم الطلقاء، وأنا لست منهم، ولكن المسألة تم إثارتها لأغراض سياسية.. وهكذا إعلام مصر والسوشيال ميديا".
&

&
واتهم "الزند" جماعة الإخوان المسلمون، بإثارة مواقع التواصل الإجتماعي ضده، وقال "اعتذر عنه ولم أكن أقصده.. لكن لجان الإخوان تصيدته"، وتابع موجهاً حديثه للإخوان: "كيف تدّعون الخوف على النبي، وأنتم قتلتم وسفكتم الدماء، وكذبتم، وافتريتم، وتدافعون الآن عن الدين والنبى الكريم؟".
&
وأضاف: "أنا حافظ معظم القرآن الكريم، وأحافظ على الصلاة، وأداوم على الحج والعمرة كل عام، ومش عاوز اتكلم عن نفسى، وكل اللى بيثيروا هذه الزوبعة مايجوش 40 أو 50 واحد، وأنا أرفض هذا إطلاقًا". وتابع عن تصريحاته: "بالطبع غير مقصودة، استغفرت الله العظيم فى التو واللحظة، وأقول للى بيفهم فى اللغة العربية، إن ده أمر افتراضى، ولا أحد يتاجر بمشاعرى تجاه دينى وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام".
&
لم يكن التصريح الأخير هو الأول، بل سبقه تصريحات أخرى أكثر استفزازاً للفئات الإجتماعية الدنيا في مصر، ولعل أكثر تصريحاته إثارة للجدل، التصريح الذي أطلقه في الكويت، وطالب فيه بإصدار تشريع لمحاكمة والدي المتهمين بالإرهاب أيضاً، وقال بتاريخ 29 فبراير/ شباط الماضي، إنه يفكر في "إصدار تشريع ملحق لقانون الإرهاب يعاقب والدِى الإرهابيين، الأب أو الأم، أو متولى التربية، الذين يتركون أبناءهم يهاجرون ويتغيبون عن محل إقامتهم بالأشهر أو السنوات، ويقولون إنهم لا يعرفون عنهم شيئاً، لأن هؤلاء "مجرمون سلبيون"
&
وأضاف: "الذى يترك ابنه، أو من عُهِد إليه بتربيته دون أن يتفحص أحواله، وأين ذهب، ولا يعرف مصيره، فهذا ساعد ولا شك في الجريمة الإرهابية".
&
وتابع: "أعتقد لو أنجزنا مشروعاً مع الكويت بأن الأب والأم اللذين سيضبط ابنهما في عمل إرهابى، ستطالهما عقوبات، حتى يحافظ كل أب وكل أم وكل متولى تربية على من عُهِد إليه بتربيته، ولا يتركه يمارس الإرهاب، وفى النهاية يقول: أنا لا أعرف شيئاً"، واستطرد: "الأب والأم في هذه الحالة فرَّطا في الأمانة التي أنيطت إليهما، ويقيني أن هذا سيحد، من خلال الرقابة الصارمة من الآباء والأمهات على أبنائهم، من انتشار تجنيد الإرهابيين".
&

استفزاز
&
وفي أعقاب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق جبال سيناء، وعلى متنها 224 راكباً، أنطلقت حملات لتنشيط السياحة في مدينة شرم الشيخ، بعد أن حظرت بعض البلدان الأوروبية بالإضافة إلى روسيا السفر إلى مصر، وحضر وزير العدل "الزند"، إحدى الفعاليات، وأطلق تصريحاً أثار إستفزاز الفقراء في مصر، وقال: "المصري يقدر يعيش بـ 2 أو 3 جنيه في اليوم، ولا يفرق معاه ومفيش مشكلة إطلاقا"، وهو ما أعتبره المصريون استفزازاً، لا سيما في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني، والمزايا الضخمة التي يحصل عليها القضاة في مصر.
&
وفي شهر فبراير/ شباط 2015، طالب "الزند" بضرورة فرض ضريبة للأمن على الفقراء، وقال في تصريحات عبر برنامج "على مسؤوليتي": "نفرض ضريبة أمن على القادرين، محدش يقولي طب وبتوع العشوائيات، رغم إن بتاع العشوائيات ده يا حبيبي عندة 25 عيل بيجيبوله في اليوم &3و 4 &آلاف جنيه شحاتة وبيع مناديل، لا أنا هقول على الناس اللي بيحبوا البلد".
&
ورغم أن سلفه محفوظ صابر، أقيل في أعقاب تصريح له قال فيه: "أبناء الزبالين ليس من حقهم اللالتحاق بالقضاء"، إلا أن "الزند"، قال ما هو أشد، ووصف المصريين بـ"العبيد"، وقال: "لن نفرط في حقوق أي قاضي أو نصمت أمام أي إهانة، وأي خروج عن المألوف على الثوابت القضائية لن يمر بسهولة.. إحنا على أرض هذا الوطن (القضاة) أسياد وغيرنا هم العبيد".
&
وجاء تصريحه ذلك في شهر سبتمبر/ أيلول 2011، في أعقاب مطالبة جريجي كليات الحقوق بالتعيين في القضاء، وقال فيه: " المستشار حسام الغريانى، رئيس محكمة النقض، رئيس مجلس القضاء الأعلى، استقبل المتظاهرين الغوغاء الذين يسبون القضاء ورموزه فى مكتبه، وعدم تعيينهم فى النيابة قضيتى، ودونها الموت".
&
وفي مارس/ آذار 2013، هاجم من ينتقدون "التوريث" في القضاء، وقال: "من يُهاجم أبناء القضاة هم الحاقدون والكارهون ممن يرفض تعيينهم، وسيخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة ولن تكون قوة في مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلى قضائها".

&