كغيرها من الصحف الورقية التي تكابد من أجل البقاء في عصر الصحافة الالكترونية، احتجبت صحيفة (لوموند ديبلوماتيك) في نسختها العربية، لكنها تعاود اليوم الصدور من تونس، متعهدة بإطلاق موقعها الالكتروني.


إسماعيل دبارة من تونس: عادت النسخة العربية من شهرية "لوموند ديبلوماتيك" إلى الصدور من العاصمة تونس بعدما توقفت منذ 2013، حسبما اعلن ناشرها الثلاثاء.

وقالت شركة النشر التونسية "الصحافة الجديدة" في بيان: "تعود النسخة العربية للوموند ديبلوماتيك التي انطلقت من تونس سنة 1988 إلى موطنها الأصلي لتحطّ الرّحال من جديد في نقطة بدايتها تونس".

وصدر الاثنين اول عدد للشهرية العائدة من تونس، بحسب مصدر في&شركة النشر التونسية.

وقالت الشركة في بيان إن هذه العودة تأتي "في سياق التحوّلات السياسية التي عاشتها تونس منذ 14 كانون الثاني/يناير 2011" تاريخ الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي كان يقمع حرية الصحافة والتعبير.

وتابعت انه سيتم "في أجل قريب" اطلاق نسخة الكترونية من الشهرية "من أجل تمكين القرّاء في دول العالم العربي والمهجر من الاطلاع على الجريدة".

واضافت "بداية من شهر (حزيران) يونيو 2016، ستثرى &لوموند ديبلوماتيك بكراس عربي يعنى بمتابعة وبملاحظة وتحليل التحوّلات العميقة التي تعصف اليوم بالعالم العربي والإسلامي".

وسنة 1998، غادرت الصحيفة تونس بسبب مناخ التضييق على حرية الصحافة والتعبير في البلاد، متوجهة الى بيروت ومنها إلى باريس.

و"كان العالم العربي مركز اهتمام استراتيجي بالنسبة إلى &لوموند ديبلوماتيك بالنظر إلى تداعيات التحوّلات السياسية والجيوسياسية التي تعيشها المنطقة على رسم وتطوير السياسات في العالم" وفق بيان شركة النشر.

وأضاف البيان "ستواصل الجريدة تبنّي هذه الاستراتيجية خاصّة في ظلّ التغيّرات التي تعيشها المنطقة منذ سقوط الأنظمة القديمة والمسار المتقلّب للانتقالات الحالية".

تأسست لوموند ديبلوماتيك سنة 1954 كملحق لصحيفة لوموند التي تملك 51 بالمئة من اسهم الشهرية.

ومنذ 2008 يدير سيرج حليمي لوموند ديبلوماتيك التي "لها هيئة تحرير مستقلّة وتدار من خلال مؤسسة منفصلة عن لوموند" وفق البيان الذي ذكر أن الشهرية اتخذت منذ 1973 "توجها مناهضا للعولمة".

وعانت "لوموند ديبلوماتيك النشرة العربيّة" من صعوبات كبيرة، خصوصا منذ انطلاقة الربيع العربي، فرغم تجاوز أعداد توزيعها الورقيّ المليون نسخة بفضل شراكاتها الأساسيّة مع الأهرام المصريّة والقبس الكويتيّة والخليج الإماراتيّة، إلاّ أنّ هذه الشراكات لم تكف لتغطية النفقات بحسب البيان الصحافي، الذي وضعته الصحيفة علي صدر صفحتها الرئيسية في موقعها الإلكتروني.

فالتقلبات&في شراكاتها مع الصحف العربية التي كانت تتولي إصدارها أدت إلى أزمة مالية طاحنة لم تستطع تجاوزها، ففي المغرب، تمّت محاكمة وتوقيف توفيق بوعشرين رئيس تحرير صحيفة "المساء"، التي كانت تصدر النشرة هناك.&

وفي الجزائر لم تستطع صحيفة "الخبر" إصدار النشرة بالرغم من توقيع العقد. وفي تونس، كانت تمنع الصحيفة من الصدور هناك قبل سقوط "زين العابدين بن علي"؛ ولم تستطع الشركة أن تصدر النشرة هناك رغم توقيع عقد آخر بعد ثورة 14يناير 2011.

في السودان، عانت صحيفة "الأحداث" صعوبات جمّة وتوقفت عن إصدار النشرة، "وفي البحرين توقفت صحيفة "الوقت"، الصحيفة التي كانت تصدر النشرة في&البحرين وأعلنت إفلاسها.

أما صحيفة "السياسيّة" التي كانت تصدر الملحق في اليمن فاحترقت ضمن أحداث الثورة اليمنيّة واختفت الشركة الناشرة من أساسها. كذلك توقّفت "الأخبار" اللبنانيّة عن إصدار النشرة العربيّة في سوريا ولبنان، ثمّ "الرياض" السعودية، ثمّ "الوطن" القطريّة. وكذلك صحيفة "الأخبار" المصريّة بعيد انطلاق الثورة.
&